البابا فرنسيس: الحرب في أوكرانيا عار على البشرية بأسرها
التقى البابا فرنسيس ظهر اليوم السبت في قاعة بولس السادس في الفاتيكان أعضاء الرابطة الإيطالية لأجهزة الاستقبال والإرسال. ورحب قداسته في بداية كلمته بالجميع شاكرا رئيس الرابطة على كلمته والتي ذكَّر فيها بتاريخها. وتابع البابا مشيرا إلى انتماء الرابطة إلى حركة العمل الطوعي الإيطالية الكبيرة ومتعددة الاشكال مؤكدا تثمينه لها واستحقاقها للتشجيع والدعم. كما وهنأ قداسته الرابطة على احتفالها السنة الماضية بمرور ٥٠ عاما على تأسيسها.
وواصل البابا فرنسيس متحدثا عن وضع أعضاء الرابطة شغفهم بأجهزة الإرسال والاستقبال في خدمة المجتمع جاعلين هذا الشغف أداة فعالة في مجال الحماية المدنية والتضامن مع أكثر الأشخاص عوزا وضعفا ومع الفئات الاجتماعية الأكثر هشاشة. ووصف قداسته بالجميل جدا أن يتحول شغف شخصي إلى خدمة اجتماعية، فهذا هو مبدأ المواهب والعطايا التي تثمر لصالح الخير العام. ثم توقف الأب الأقدس عند التدخل السريع باعتباره من الصفات المميزة لهذا النشاط، وذلك بفضل الإرسال الذي يتجاوز الحدود من جهة، وما يشكل أعضاء الرابطة من شبكة من جهة أخرى. وأكد قداسته أن عملهم ليس فرديا بل أن قوتهم تكمن في الحضور المتشعب وفي القدرة على جعل الأنباء والمعلومات تتدفق بشكل سريع وفي كل مكان. جانب هام آخر يميز هذا العمل، حسب ما واصل البابا فرنسيس، هو الحرية والاستقلالية، وشدد قداسته على أهمية هذا حيثما تسعى الأنظمة أو غيرها من مراكز القوة إلى السيطرة على الاتصالات. وقال البابا إنه من الأساسي الحفاظ على الحرية كي نكون بالفعل في خدمة الأشخاص والخير العام.
ثم توقف الأب الأقدس عند اطِّلاعه على الإسهام الذي يقدمه أعضاء الرابطة في خدمة الأخوة والأخوات الفارين من أوكرانيا بسبب الحرب. وشكرهم على هذا الإسهام مؤكدا الرجاء والصلاة كي تنتهي في أسرع وقت ممكن هذه الحرب والتي هي عار على البشرية بأسرها، مضيفا أنها أمر غير مقبول، فكل يوم نشهد المزيد من الموت والدمار. وقال البابا فرنسيس في هذا السياق إنه يتفق مع رئيس الرابطة في حديثه عن حماية مدنية أوروبية، وأضاف أن أوروبا تجيب على هذه الحرب لا فقط على صعيد المؤسسات بل وأيضا على صعيد المجتمع المدني وجمعيات المتطوعين. وأسلوب التفاعل هذا، قال البابا، أساسي ولا غنى عنه لأنه يعيد لحم النسيج البشري والاجتماعي أمام الجرح الخطير والكبير الناتج عن الحرب. وشدد قداسته على ضرورة مساعدة اللاجئين الأوكرانيين لا فقط الآن بل وفيما بعد أيضا حين ستكون ذكرى هذه الحرب بعيدة لأنهم ستكون لديهم مشاكل أكثر.
وفي ختام كلمته دعا قداسته أعضاء الجمعية إلى الحفاظ دائما على الحرية والتضامن والتطلع إلى الخير العام لا إلى المصالح الفردية، وذلك مع وضع الفقراء ومَن لا حماية لهم والمهمشين في المركز الأول. ثم بارك قداسته الجميع وعائلاتهم سائلا إياهم الصلاة من أجله.