البابا فرنسيس يُبرق معزيًّا بالكاردينال أغوسطينو كاتشيافيلان
أبرق قداسة البابا فرنسيس إلى السيّدة آنييزيه كاتشيافيلان معزيًا بوفاة شقيقها الكاردينال أغوسطينو كاتشيافيلان يوم أمس السبت الخامس من آذار مارس عن عمر خمسة وتسعين عاما. وقدّم الأب الأقدس تعازيه وقربه إلى أقارب الكاردينال الراحل وجميع الذين عرفوه، وأشار إلى أن الكاردينال أغوسطينو كاتشيافيلان قد وظّف بسخاء وبتفانٍ مثالي وحكمة المواهب العديدة التي نالها من أجل خير الكنيسة؛ وقال احتفظ بامتنان بذكرى خدمته، التي بدأت في أبرشيّة ناتيا دي فيشينزا، واستمرت في خدمة الكرسي الرسولي من خلال عدد المهام العديدة التي قام بها بكفاءة كبيرة وتفانٍ وانفتاح لاسيما في إطار الدبلوماسية البابوية في الفيليبين واسبانيا والبرتغال وأمانة سرِّ حاضرة الفاتيكان، وبعد سيامته الأسقفيّة في كينيا والسيشيل، في الهند ونيبال والولايات المتحدة الأمريكية؛ وأخيرا كرئيس لإدارة إرث الكرسي الرسولي. وخلص البابا فرنسيس إلى القول أصلّي إلى الرب لكيما وبشفاعة الطوباويّة مريم العذراء يقبل خادمه الأمين هذا في أورشليم السماوية ومنح جميع الذين يشاركون في جنازة الكاردينال كاتشيافيلان فيض بركاته الرسوليّة.
ولد الكاردينال كاتشيافيلان في ١٤ من آب أغسطس عام ١٩٢٦ في نوفال دي فالدانيو، في إقليم فيتشنزا، وعاش في عائلة كبيرة، مكونة من تسعة أبناء، بين إخوة وأخوات. سيم كاهنًا في ٢٦ حزيران يونيو عام ١٩٤٩، وانتقل إلى روما عام ١٩٥٢ للدراسة في جامعة الغريغوريانا الحبريّة حيث حصل على إجازة في العلوم الاجتماعية، وجامعة الولاية المتّحدة حيث حصل على إجازة في القانون وجامعة اللاتيران الحبرية في روما حيث حصل على إجازة في القانون الكنسي. رافق شغفَه بالدراسات التزامٌ رعوي بين طلاب الجامعات والخريجين الكاثوليك.
درس لمدة عامين في الأكاديمية الكنسية الحبريّة (١٩٥٧-١٩٥٩)، ثم عمل في أمانة سرِّ دولة حاضرة الفاتيكان. ثم أُرسل بعدها إلى الفيليبين كسكرتير في السفارة البابوية في مانيلا. من عام ١٩٦٤ إلى عام ١٩٦٨ كان سكرتيرًا للسفارة البابوية في مدريد ولعدة أشهر أيضًا في لشبونة. من عام ١٩٦٨ إلى عام ١٩٧٦، عمل في أمانة سرِّ دولة حاضرة الفاتيكان، كرئيس مكتب المعلومات والتوثيق.
في ١٧ كانون الثاني (يناير) ١٩٧٦، عينه البابا بولس السادس رئيس أساقفة أميتيرنو الفخري وممثلًا رسوليًا لكينيا ومندوبًا رسوليًا في السيشيل. نال السيامة الأسقفية في ٢٨ شباط فبراير التالي في كاتدرائية القديس بطرس في الفاتيكان من يد الكاردينال جان فيلو، أمين سرِّ دولة حاضرة الفاتيكان آنذاك. في كينيا من ١٩٧٦ إلى ١٩٨١ كان أيضًا مراقبًا دائمًا للكرسي الرسولي في منظمات الأمم المتحدة للبيئة والمستوطنات البشرية. في ٩ أيار مايو ١٩٨١، كلّفه البابا يوحنا بولس الثاني بالقيام بمهام السفير البابوي في الهند، وفي ٣٠ نيسان أبريل عام ١٩٨٥ كلفه أيضًا بالقيام بمهام السفير البابوي في مملكة نيبال. في ١٣ حزيران يونيو ١٩٩٠، نقله الأب الأقدس في الوظيفة عينها إلى السفارة البابويّة في الولايات المتحدة الأمريكية، وعيّنه في الوقت عينه في منصب المراقب الدائم للكرسي الرسولي في منظمة الدول الأمريكية في واشنطن العاصمة، وممثلاً للكرسي الرسولي في الرابطة العالمية للقانونيين.
في ٥ تشرين الثاني (نوفمبر) ١٩٩٨، عيّنه البابا رئيسًا لإدارة إرث الكرسي الرسولي، كما تولى أيضًا مسؤوليات في مؤسسة "Centesimus Annus-Pro Pontifice". وفي الأول من تشرين الأول أكتوبر ٢٠٠٢، أصبح رئيسًا فخريًا لإدارة إرث الكرسي الرسولي. أعلنه البابا يوحنا بولس الثاني كاردينالاً في كونسيستوار الحادي والعشرين من شباط فبراير عام ٢٠٠١. وفي أبريل ٢٠٠٥ شارك في الكونكلاف الذي انتُخب فيه البابا بندكتس السادس عشر. هذا ومع وفاة الكاردينال أغوسطينو كاتشيافيلان أصبح مجمع الكرادلة مؤلفًا من مائتين واثني عشر كاردينالا بينهم مائة وتسعة عشر كاردينالا ناخبًا.