البابا فرنسيس يلتقي ممثلي السكان الأصليين في كندا

سيستقبل قداسة البابا فرنسيس يومَي ٢٨ و٣١ آذار مارس الجاري في ٣ لقاءات منفصلة ممثلي السكان الأصليين في كندا بمرافقة أساقفة الأبرشيات التي تنتمي إليها هذه الجماعات ليجتمع بهم في لقاء نشارك في الأول من نيسان أبريل بمشاركة وفد مجلس أساقفة كندا. وذلك حسب ما جاء في بيان لدار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي الأربعاء ٢٣ آذار مارس. هذا وكان يُزمع أن يلتقي قداسة البابا ممثلي الجماعات الأصلية في شهر كانون الأول ديسمبر الماضي إلا ان هذه اللقاءات قد تأجلت بسبب الجائحة.

وتأتي زيارة ممثلي السكان الأصليين الكنديين إلى روما في إطار مسيرة أطلقها مجلس أساقفة كندا والمجلس الكاثوليكي الكندي للسكان الأصليين في ضوء الموضوع الأليم المرتبط بالمدارس الداخلية التي أسستها الحكومة الكندية بدءً من نهاية القرن التاسع عشر من أجل ضم ثقافي لأطفال الجماعات الأصلية، وأوكلت هذه المدارس إلى الكنائس المحلية ومن بينها الكنيسة الكاثوليكية وقد تعرض الأطفال في حالات كثيرة في هذه المؤسسات إلى سوء المعاملة والاعتداءات. وكان البابا فرنسيس قد أعرب عن ألمه عقب تلاوة صلاة التبشير الملائكي في ٦ حزيران يونيو ٢٠٢١ وخاصة عقب ما وصفه قداسته بـ "الاكتشاف الصادم لبقايا مائتين وخمسة عشر طفلا، من تلاميذ مدرسة "Kamloops Indian Residential School"، في مقاطعة كولومبيا البريطانية". وشدد الأب الأقدس حينها على أن هذه اللحظات الصعبة هي دعوة قوية للجميع من أجل الابتعاد عن النموذج الاستعماري والسير جنبا إلى جنب، في الحوار والاحترام المتبادل والاعتراف بالحقوق والقيم الثقافية لجميع بنات وأبناء كندا.

هذا وعقب الإعلان عن استقبال البابا فرنسيس لممثلي السكان الأصليين أصدر مجلس أساقفة كندا بيانا أكد فيه أن هذه اللقاءات تأتي في إطار مسيرة مداواة ومصالحة. ونقل البيان إعراب رئيس مجلس الأساقفة عن الشكر لممثلي الشعوب الأصلية على سيرهم معنا على هذه الدرب حسب ما ذكر البيان، وأيضا امتنان اساقفة كندا للبابا فرنسيس على اهتمامه بهذه المعاناة والتزامه العميق من أجل العدالة الاجتماعية. وأكد بيان مجلس الأساقفة ثقته في ان هذه اللقاءات ستمكِّن الأب الأقدس من مواجهة القضايا المتعلقة بمعاناة السكان الأصليين من جهة، وبدور الكنيسة الكاثوليكية في تلك المدارس الخاصة في كندا التي ساهمت في قمع لغات وثقافة وروحانيات السكان الأصليين من جهة أخرى.