رئيس البرلمان الأوروبي: البابا فرنسيس يدعونا إلى إعادة اكتشاف أوروبا القيم والإنسانية
للمناسبة أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع السيد ساسولي تطرق في مستلها إلى الزيارة التي قام بها البابا فرنسيس إلى قبرص واليونان مطلع الشهر الجاري، حيث حذّر القارة الأوروبية من مخاطر الشعبوية وتراجع الديمقراطية. وقال المسوؤل الأوروبي إن ثمة مواجهة قائمة اليوم بين الأنظمة السلطوية وتلك الديمقراطية، لافتا إلى أن هناك من يحاول أن يُظهر أن الأنظمة السلطوية تتجاوب أكثر مع تطلعات المواطنين واحتياجاتهم، بيد أن هذا الأمر ليس صحيحا على الإطلاق. وأضاف أن غياب الحرية هو عائق كبير في وجه نمو المجتمعات، مشيرا إلى وجود مؤسسات أوروبية تؤمن بسياسات إنسانية حول الهجرة واللجوء وتسعى إلى تطبيق تلك السياسات، لكن هناك في الجهة المقابلة دولاً تعارض هذا النهج وتقوم بعرقلته. وقال إن هذه البلدان تلجأ إلى الفيتوهات وتحول دون تحقيق خطوات إلى الأمام على هذا الصعيد، مضيفا أن البابا فرنسيس سلط الضوء على هذه المسائل في أكثر من مناسبة، داعيا إلى إعادة اكتشاف أوروبا القيم والإنسانية، لا أوروبا الأسواق وحسب. رداً على سؤال حول التدابير الواجب اتخاذها اليوم للحيلولة دون الوقوع في فخ الأنظمة الشعبوية، قال رئيس البرلمان الأوروبي، إن الدرب التي ينبغي سلوكها تتمثل في ضرورة أن تُدرك الدول أن سياسة أوروبية بشأن الهجرة تلائم الجميع، ليس فقط لأنها تُظهر الوجه الإنساني للقارة الأوروبية، بل لكونها تضمن النظام بدل الفوضى. وبهذه الطريق يمكن أن نتخطى أنانيات البلدان التي لا تسمح لأوروبا بأن تقوم بواجبها بصورة كاملة. وأضاف أن القارة الأوروبية هي اليوم مرجع بالنسبة للعالم كله، نظراً للقيم التي تميّز مجتمعاتها، ونمط حياتها وحرياتها. ولا بد من العمل على تعزيز كل هذه القيم. ولفت إلى أن البابا فرنسيس يدعونا إلى القيام بهذا الواجب، وقد وجد من طرف المؤسسات الأوروبية مقاسمة لرسالته، لكن لا بد أن تقتنع بها الدول الأوروبية. وكان الحبر الأعظم قد حذّر من مغبة اعتماد سياسات الأبواب المغلقة، وذلك خلال احتفاله بالقداس مفتتحا الجمعية العامة لاتحاد مجالس أساقفة أوروبا في الذكرى السنوية الخمسين على تأسيسه، في أيلول سبتمبر الماضي، داعيا الجميع، لاسيما المسيحيين، إلى الاقتداء بمثل القديسين الكبار الذين طبعوا تاريخ القارة القديمة. بعدها انتقل السيد ساسولي إلى الحديث عن ضرورة تحديث المنظومة الديمقراطية في أوروبا اليوم، مشيرا إلى أهمية إعادة النظر في بعض الآليات، وقال إنه يفكر – على سبيل المثال – بحق النقض أو الفيتو، وبمبدأ الإجماع. وتساءل في هذا السياق كيف يمكن أن تستمر الديمقراطية في حال واصل البعض إرجاء البت في المشاكل، خصوصا من يمارسون حق النقض لدى تبني المبادرات والمقترحات؟ وذكّر بأن البرلمان الأوروبي أطلق مؤخراً مؤتمراً حول مستقبل أوروبا، ويطمح هذا المؤتمر لأن يكون مختبراً للبحث عن كيفية تنمية وتطوير الديمقراطية الأوروبية. وختم رئيس البرلمان الأوروبي حديثه لموقع فاتيكان نيوز قائلا إن جميع المواطنين الأوروبيين يتمتعون بالكرامة نفسها، وواجب الديمقراطية يتمثل في تعزيز الوحدة بين الجميع، وأضاف: إن أوروبا التي نريد هي التي تحترم الحياة البشرية. |