بحث

1639132162026.JPG

البابا فرنسيس يلتقي وفد اتحاد رجال القانون الكاثوليك الإيطاليين

الدعوة إلى حماية الضعفاء ومَن لا صوت لهم والدفاع عن حقوقهم، والتي هي دعوة مرتبطة بإيماننا المسيحي. كان هذا محور كلمة البابا فرنسيس اليوم الجمعة خلال استقباله وفد اتحاد رجال القانون الكاثوليك الإيطاليين.

استقبل قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الجمعة وفد اتحاد رجال القانون الكاثوليك الإيطاليين لمناسبة المؤتمر الوطني السبعين للاتحاد. وأشار قداسته في بداية كلمته إلى محور المؤتمر، ألا وهو "الآخِرين. الحماية القانونية للأشخاص الضعفاء"، فأكد أنه موضوع يهمه بشكل كبير. وتابع البابا أنه لا يزال يحتفظ في عينيه وفي قلبه بالخبرات التي عاشها خلال زيارته الرسولية الأخيرة إلى قبرص واليونان، وأضاف أنه وخلال زيارته الأحد الماضي اللاجئين في جزيرة لسبوس قد ذكَّر بأن احترام الأشخاص والحقوق الإنسانية، وخاصة في القارة التي تنادي بتعزيزها في العالم، يجب احترامه دائما، وأنه يجب إعطاء كرامة كل فرد الأولوية على كل شيء. لكننا بعيدون كثيرا عن هذا الاحترام، فهناك العنف واللامبالاة والتقاعس والتي تزيد من ثقافة الإقصاء. وتابع الأب الأقدس أن من لا يتمتع بالحماية سيكون دائما على الهامش.

واصل البابا فرنسيس كلمته إلى رجال القانون الكاثوليك مؤكدا أنهم مدعوون إلى الإسهام في تغيير الاتجاه بالمساعدة عبر اختصاصاتهم على زيادة الوعي وحس المسؤولية، وذلك لأن الآخِرين وغير المحميين والأشخاص الضعفاء هم أيضا لهم حقوق يجب احترامها، لا أن تُداس، وتابع أن هذه دعوة وثيقة الارتباط بإيماننا. وأراد الأب الأقدس التذكير بكلمات النبي أشعيا حول خادم الله الذي "يُبدي الحق بأمانة. لا يني ولا ينثني إلى أن يُحل الحق في الأرض" (راجع اشعيا ٤٢، ٣-٤). وواصل الأب الأقدس أن يسوع المسيح قد اهتم بالكامل بالآخِرين ليشفيهم ويعلن لهم البشري السارة، بشرى ملكوت الله.

شدد قداسة البابا بعد ذلك على أن رجال القانون الكاثوليك مدعوون اليوم أكثر من أي فترة سابقة إلى تأكيد وحماية حقوق أكثر الأشخاص ضعفا، وذلك في نظام اقتصادي واجتماعي يتظاهر بأنه يشمل الاختلافات بينما يستبعد في الواقع مَن له صوت له. وأشار إلى أن حقوق العاملين، المهاجرين، المرضى، الأطفال غير المولودين، مَن هم في نهاية الحياة والأشخاص الأكثر فقرا هي غالبا ما تكون مهمَلة أو منكَرة، ومَن ليست لديه القدرة على الإنفاق والاستهلاك يبدو أنه لا يسوى شيئا. وأكد البابا أن إنكار الحقوق الأساسية مثل الحق في حياة كريمة، في العلاج الجسدي والنفسي والروحي، في أجر عادل، يعني إنكار الكرامة البشرية. وأعطى الأب الأقدس هنا مثالا العمال الموسميين الذين يُستغلون في جمع الخضروات والفواكه مقابل أجور زهيدة ثم يُلقى بهم بدون أية حماية اجتماعية. وأضاف البابا أن الاعتراف بالحقوق وضمانها وحماية الفقراء هو ما يجعلنا بشرا، وإلا فسيهيمن علينا قانون الأقوى فاسحين المجال أمام القهر.

وفي ختام كلمته أكد البابا فرنسيس أن الاعتراف بحقوق الضعفاء لا يأتي من تفضُّل حكومي، وأن رجال القانون الكاثوليك لا يطلبون خدمة باسم الفقراء، بل يعلنون بعزم تلك الحقوق التي تنحدر من الاعتراف بالكرامة الإنسانية.

10 ديسمبر 2021, 11:57