البابا يلتقي الموظفين في دولة حاضرة الفاتيكان مع عائلاتهم لتبادل التهاني بعيد الميلاد المجيد
التقى قداسة البابا فرنسيس ظهر الخميس في قاعة بولس السادس موظفي الكرسي الرسولي ودولة حاضرة الفاتيكان مع عائلاتهم لتبادل التهاني بعيد الميلاد المجيد وقد وجه للمناسبة كلمة قال فيها نشكر الله الذي سمح لنا أن نجتمع مرة أخرى لنتبادل التهاني بعيد الميلاد المجيد. أتمنى ذلك بصدق لكم، أيها الآباء والأمهات والأطفال والأجداد، ولجميع أحبائكم. ليولد يسوع في قلوبكم وفي عائلاتكم. وكيف يولد يسوع؟ في المحبة. كما تقول ترتيلة معروفة: "حيث المحبة والحب يكون الله". هناك يولد الله، ويولد حيث يصبح الحب ملموسًا، ويصبح قربًا وحنانًا وشفقة، هناك يكون الله.
تابع البابا فرنسيس يقول أيها الأصدقاء الأعزاء، أتمنى أن يحمل لكم عيد الميلاد بعض الهدوء، لاسيما إذا كنتم تمرون بفترة عصيبة، أو بحالة قلق ... كل أسرة لديها هذه الفترات، ولكن في بعض الأحيان تكون هناك مواقف أكثر صعوبة. أُصلّي لكي ينال نعمة السلام الشخصي والعائلي جميع الذين هم في أمس الحاجة إليها. إنَّ الوباء قد تسبّب في كثير من المشاكل للعائلات، مشاكل اقتصادية ونفسية. أفكر في الأطفال والمراهقين الذين تأثروا بشكل خاص بفترات العزلة والتعلم عن بعد. ولكن كل عمر كان له صعوباته.
أضاف الأب الأقدس يقول أما بالنسبة للعمل فكما قلت لكم العام الماضي، فقد حاولنا ضمان الوظائف، والتزمنا بعدم ترك أي شخص بلا عمل. بالطبع، لم تكن ادارة فترة الاغلاق سهلة. أعلم أنه كان هناك بعض المشاكل؛ وآمل أن يتم التوصل إلى حلول مرضية من خلال الحوار ومحاولة الاتفاق على حل وسيط في احترام حقوق العمال والخير العام. لذلك نطلب شفاعة القديس يوسف هو "الماهر" في مجال العمل! ولكن ليس فقط. في الواقع، هو أولاً حارس يسوع والعذراء مريم. ولذلك فهو أيضًا شفيع الكنيسة. كما تعلمون، كان هذا العام بأسره مكرّس للقديس يوسف: وقد كنت سعيدًا جدًا بذلك، وآمل أن يكون قد ساعدكم لكي تشعروا بأنّه أقرب، وأكثر حضوراً في حياتكم وفي عائلاتكم. يمكنكم أن توكلوا إليه بعض المواقف المعقدة التي ندرك فيها أن قوتنا ليست كافية، وأنه ليس هناك حلول في متناول أيدينا. عندها يمكنكم أن تتوجّهوا إلى القديس يوسف في الصلاة. لقد كان شخصًا قليل الكلام - لم يتكلم أبدًا في الإنجيل -، ولكنه فعل الكثير. كان رجل يصغي إلى مشيئة الله ويضعها موضع التنفيذ بدون تردد.
تابع الحبر الأعظم يقول وهل تعلمون كيف أظهر له الله إرادته؟ في نومه بينما كان نائمًا. هذه حقيقة ترويها الأناجيل، وتحمل أيضًا معنى رمزي: إنها ليست مجرد أحلام بالمعنى النفسي، بل هي كشف عن المخطط الإلهي، الذي ناله أثناء نومه ومن ثم حققه فورًا عند استيقاظه. نرى هذا الأمر أربع مرات: الأولى، عندما كان عليه أن يأخذ مريم زوجة له؛ والثانية، عندما هدد هيرودس حياة يسوع واضطر إلى الهرب إلى مصر؛ الثالثة، عندما حان وقت العودة إلى الوطن؛ والرابعة عند الاستقرار في الناصرة. جميع هذه "التوجيهات" أعطاها الرب ليوسف في حلم بواسطة ملاك. لكنها لم تكن تخيلات وهلوسات، بل على العكس، كانت رسائل مُرتبطة بالواقع، وهدفها توجيه مسيرة العائلة المقدسة. لقد كانت تعابير لعناية الله.
أضاف الأب الأقدس يقول وعند كلمة عناية سنتوقف للحظة. كما تعلمنا قصة يوسف ومريم، فإن العائلة هي المكان المميز الذي نختبر فيه العناية الإلهية. لذلك أود أن أتمنى لكم أيضًا، لكل عائلة من عائلاتكم، أن تختبروا يد الله الأبوية التي تقود خطواتنا على دروبه من أجل خير الزوجين وخير الأبناء ولخير العائلة بأسرها. إنَّ خطط الله ليست واضحة على الدوام، وغالبًا ما تظهر مع مرور الوقت، وهي تتطلب الصبر؛ والإيمان بشكل خاص، والكثير من الثقة في أن الله يريد فقط وعلى الدوام الخير الأعظم لنا ولأحبائنا. وبالتالي علينا أن نفعل مثل القديس يوسف: أن نستسلم لله - وهذا هو معنى النوم – لكي ننال رسائله.
وختم البابا فرنسيس كلمته بالقول أيها الإخوة والأخوات الأعزاء أشكركم على مجيئكم إلى هذا اللقاء. ليرافقكم القديس يوسف والعذراء مريم في مسيرتكم، وليملأ يسوع المخلص قلوبكم وبيوتكم بالفرح والسلام. ميلاد مجيد!