بحث

البابا فرنسيس يستقبل المشاركين في الجمعية العامة لمجمع معاهد الحياة المكرّسة وجمعيات الحياة الرسولية البابا فرنسيس يستقبل المشاركين في الجمعية العامة لمجمع معاهد الحياة المكرّسة وجمعيات الحياة الرسولية 

البابا فرنسيس يستقبل المشاركين في الجمعية العامة لمجمع معاهد الحياة المكرّسة وجمعيات الحياة الرسولية

"إنَّ الحياة المكرسة تولد في الكنيسة، وتنمو ويمكنها أن تعطي ثمارًا إنجيلية فقط في الكنيسة، في الشركة الحية لشعب الله الأمين" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في كلمته إلى المشاركين في الجمعية العامة لمجمع معاهد الحياة المكرّسة وجمعيات الحياة الرسولية.

استقبل قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم السبت في قاعة كليمينتينا في القصر الرسولي بالفاتيكان المشاركين في الجمعية العامة لمجمع معاهد الحياة المكرّسة وجمعيات الحياة الرسولية وللمناسبة وجّه الأب الأقدس كلمة رحّب بها بضيوفه وقال أشكركم على كل العمل الذي تقومون به في خدمة الحياة المكرسة في الكنيسة الجامعة. أود أن أقول: في خدمة الإنجيل، لأن كل ما نقوم به هو في خدمة الإنجيل، وأنتم بشكل خاص تخدمون هذا "الإنجيل" الذي هو الحياة المكرسة، لكي تكون إنجيلاً لعالم اليوم. أريد أن أشكركم وأشجعكم لأنني أعلم أن مهمتكم ليست سهلة. لهذا أريد أن أعبر عن قربي من جميع الذين يؤمنون بمستقبل الحياة المكرسة.
تابع الحبر الأعظم يقول أُفكّر بالروح التي كانت تُحرِّك القديس يوحنا بولس الثاني عندما دعا إلى عقد سينودس الأساقفة حول هذا الموضوع: لقد كان هناك من ناحية، وعي لزمن مخاض، وخبرات مبتكرة لم تكن نتائجها إيجابية على الدوام؛ كان هناك أيضًا، ولا يزال واقع انخفاض العدد في أجزاء مختلفة من العالم؛ ولكن وبشكل خاص كان يسود الرجاء المؤسس على جمال العطية التي هي الحياة المكرسة. وهذا أمر حاسم: التركيز على هبة الله، وعلى مجانية دعوته، وعلى القوة المحولة لكلمته وروحه. من خلال هذا الموقف، أشجعكم وجميع الذين، في مختلف المؤسسات والكنائس الخاصة، يساعدون المكرّسات والمكرّسين على النظر إلى المستقبل بثقة.
أضاف الأب الأقدس يقول أعتقد أن خدمتكم، يمكن تلخيصها اليوم أكثر من أي وقت مضى في كلمتين: التمييز والمرافقة. أعرف تعدد الحالات التي عليكم التعامل معها يوميًّا. حالات معقدة في كثير من الأحيان، وتتطلب دراسة متعمقة، في تاريخها، وفي حوار مع رؤساء المعاهد ومع الرعاة. إنه عمل التمييز الجاد والصبور الذي لا يمكن تحقيقه إلا في أفق الإيمان والصلاة. تمييز ومرافقة. ولاسيما مرافقة الجماعات الحديثة التأسيس والأكثر عرضة لخطر المرجعية الذاتية. وفي هذا الصدد، يوجد معيار أساسي للتمييز: قدرة الجماعة، والمؤسسة على الاندماج في حياة شعب الله المقدس من أجل خير الجميع. إنَّ الحياة المكرسة تولد في الكنيسة، وتنمو ويمكنها أن تعطي ثمارًا إنجيلية فقط في الكنيسة، في الشركة الحية لشعب الله الأمين. ولهذا السبب يحق للمؤمنين أن ينالوا تحذير الرعاة حول صحة المواهب ومصداقيّة الذين يقدمون أنفسهم كمؤسِّسِين.
تابع البابا فرنسيس يقول في التمييز والمرافقة، هناك بعض الاهتمامات التي علينا أن نحافظ عليها حيّة على الدوام. التنبُّه إلى المؤسسين الذين يميلون أحيانًا إلى أن يكونوا مرجعيّة لأنفسهم، ويشعرون بأنهم الأوصياء أو المفسرون الوحيدين للموهبة، كما لو أنّهم فوق الكنيسة. التنبُّه لراعوية الدعوات والتنشئة التي تُقدَّم للمرشحين. التنبُّه إلى كيفية ممارسة خدمة السلطة، مع إيلاء اعتبار خاص للفصل بين ما يتمُّ مشاركته في الاعتراف أو الإرشاد الروحي وما يتمُّ تبادله أو مناقشته مع المنشِّئين، ومدة التفويضات وتراكم الصلاحيات. والتنبُّه لسوء استخدام السلطة. فيما يتعلق بالتمييز في ضوء الموافقة على مؤسسات جديدة، وأشكال جديدة من الحياة المكرسة أو لجماعات جديدة، أدعوكم إلى تنمية التعاون مع أساقفة الأبرشية. وأحث الرعاة على أن يقبلوا مرافقتكم بشكل كامل. إنَّ هذا التعاون، وهذا التآزر بين مجمع معاهد الحياة المكرّسة وجمعيات الحياة الرسولية والأساقفة يسمح أيضًا - كما يطلب المجمع الفاتيكاني الثاني - بتجنب إنشاء مؤسسات دون الدوافع الكافية أو الحماس والدمع الملائمَين. إنَّ خدمتكم ثمينة في سعيكم إلى تزويد الرعاة وشعب الله بمعايير صالحة للتمييز.
أضاف الأب الأقدس يقول إن الإصغاء المتبادل بين مكاتب الكرسي الرسولي والرعاة، والرؤساء العامين أيضًا، هو جانب أساسي من المسيرة السينودسيّة التي بدأناها. لكن بمعنى أوسع وأكثر جوهرية، أود أن أقول إن المكرّسين والمكرسات مدعوون لكي يقدّموا مساهمة مهمة في هذه العملية: مساهمة يستقون من أجلها - أو عليهم أن يستقوا - من الإلمام في ممارسة الأخوة والمشاركة في الحياة الجماعية والالتزام الرسولي.
وخلص البابا فرنسيس إلى القول أيها الإخوة والأخوات الأعزاء أشكركم على العمل اليومي الذي تقومون به للتمييز والمرافقة. ليبارككم الرب ولتحفظكم العذراء مريم، وأسألكم من فضلكم أن تواصلوا الصلاة من أجلي لأنني بحاجة لصلواتكم. أتمنى لك مسيرة مجيء مبارك وعيد ميلاد مجيد!

 

11 ديسمبر 2021, 12:53