بحث

البابا فرنسيس يستقبل مجموعة من اللاجئين القادمين من قبرص البابا فرنسيس يستقبل مجموعة من اللاجئين القادمين من قبرص 

البابا فرنسيس يستقبل مجموعة من اللاجئين القادمين من قبرص

التقى البابا فرنسيس في القصر الرسولي بالفاتيكان يوم الجمعة، وبالتزامن مع الاحتفال بعيد ميلاده، مجموعة من اللاجئين الذين وصلوا إلى إيطاليا يوم الخميس، في إطار اتفاق بين الكرسي الرسولي والسلطات الإيطالية والقبرصية، وكان قد تم الإعلان عن وصول هذه الدفعة الأولى التي تضم عشرة لاجئين، خلال زيارة البابا إلى قبرص واليونان مطلع الشهر الجاري.

وجاء في بيان صدر عن دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي عصر الجمعة أن هؤلاء اللاجئين سيحظون بدعم البابا نفسه، في وقت ستسعى فيه جماعة "سانت إيجيديو" إلى مساعدتهم على الاندماج في المجتمع في إطار برنامج يستغرق سنة كاملة. وأضاف البيان أن الحبر الأعظم استمع إلى قصص اللاجئين، الذين تحدثوا عن سفرهم من الكونغو برازافيل، جمهورية الكونغو الديمقراطية، الكاميرون، الصومال وسورية. وبين بينهم أطباء وفنيون معلوماتيون. وقال أحد الشبان إن البابا أنقذ حياته فيما وجّه لهم فرنسيس تحية، وشكرهم على هذه الزيارة.

ولفت بيان دار الصحافة الفاتيكانية إلى أن اللاجئين عبروا للبابا عن أطيب التنميات في عيد ميلاده، وقدموا له هدية هي عبارة عن لوحة رسمها لاجئ أفغاني، تصوّر محاولة عبور البحر الأبيض المتوسط من قبل بعض المهاجرين. وختم البيان مشيرا إلى أن البابا اطّلع من ضيوفه على أوضاع طفلة التقاها في مخيم "مافروني" اللاجئين، في جزيرة ليسبوس اليونانية، والتي ستأتي إلى إيطاليا خلال الأيام المقبلة برفقة عائلتها كي تتلقى العلاج. وبعد التقاط صورة تذكارية للجميع، حيا فرنسيس ضيوفه مرة جديدة وطلب منهم أن يصلوا من أجله.

في أعقاب اللقاء بين البابا واللاجئين، أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع السيد جانكارلو بينسا، المسؤول عن العلاقات الدولية والتنمية في جماعة "سانت إيجيديو"، الذي قال إن اللقاء كان جميلا للغاية، مضيفا أن الحبر الأعظم كان سعيداً جدا، كما كان ضيوفه سعداء، وقد قدِموا إلى إيطاليا من قبرص، لافتا إلى أن أمنيتهم التي تحققت هي بمثابة هدية قدّمها لهم البابا نفسه، لأنها جاءت ثمرة قرار اتخذه فرنسيس خلال زيارته لقبرص.

مقابلة مع عيسى شما أحد اللاجئين القادمين من قبرص

تابع السيد بينسا حديثه لموقعنا الإلكتروني موضحا أن البابا استمع إلى اللاجئين العشرة، وسأل كل واحد منهم من أين أتى، وحاول الاطلاع على معاناتهم ومشاكلهم. وأضاف أن كل واحد من هؤلاء يحمل معه قصة صعبة جدا، وهذه القصص تختلف عن بعضها البعض، نظرا لاختلاف البلدان التي ينتمي إليها هؤلاء اللاجئون. ومع ذلك التقوا جميعا في جزيرة قبرص. وقد طلب البابا منهم أن يصلوا من أجله، معبراً عن سعادته للقائهم، ولأنهم وصلوا إلى إيطاليا بأمن وسلامة.

بعدها أضاف المسؤول في جماعة "سانت إيجيديو" أنه تأثر لدى اطلاعه على قصص اللاجئين، لافتا – على سبيل المثال – إلى أن من بينهم شابا سورياً وصل إلى قبرص على متن زورق، وقد أُصيب بوعكة صحية لدى وصوله إلى البر، أُدخل على أثرها إلى المستشفى، وأقدمت السلطات القبرصية على إعادة زوجته وابنيه إلى لبنان. وقد أصيب هذا الرجل باليأس، لأنه انفصل عن عائلته. وقال بينسا إنه على الرغم من المعاناة تسلح هؤلاء الأشخاص بالشجاعة وأصروا على عدم الاستسلام.

ردا على سؤال حول ما سيفعله اللاجئون اليوم، قال المسؤول عن العلاقات الدولية في "سانت إيجيديو" إنهم سيبدأون بتعلم اللغة الإيطالية قبل أي شيء آخر، لافتا إلى أن الجماعة التقت بهم في قبرص، وسبق أن زودتهم بالمواد اللازمة لتعلّم اللغة. وفي مرحلة لاحقة، تابع يقول، ستساعدهم "سانت إيجيديو" على إيجاد فرص عمل، بعد أن يكونوا قد تعلموا اللغة الإيطالية. كما يمكنهم أن يتابعوا دورات للتنشئة، خصوصا وأن نسبة كبيرة منهم هم من أصحاب المهن، ويوجد بينهم شاب كونغولي كان طبيبا.

وذكّر بينسا بأن البابا فرنسيس يدعونا دوما إلى النظر في وجوه هؤلاء الأشخاص، لأن هذا الأمر يساعدنا على تخطي حاجز اللامبالاة. وقال إنه إذا استمعنا إليهم، ندرك حجم المعاناة التي اختبروها، وندرك أيضا رغبتهم القوية في العيش. ولهذا السبب بالذات شدد البابا فرنسيس – خلال زيارته لقبرص – على ضرورة ألا نعتاد أبدا على قصص من هذا النوع.

مقابلة مع إحدى اللاجئات

في ختام حديثه لموقعنا الإلكتروني، شاء المسؤول في جماعة "سانت إيجيديو" أن يتوجه إلى الأشخاص المعارضين لقدوم اللاجئين والمهاجرين، مشجعا إياهم على الإصغاء لهؤلاء الأشخاص، وعلى عدم الانغلاق على الذات، مضيفا أن اللاجئين سيجدون في إيطاليا مستقبلا أفضل، وسيساعدون إيطاليا كما أن إيطاليا ستساعدهم، وسيفعلون ذلك من خلال عملهم وأبنائهم. وقال: إنهم مصدر غنى بالنسبة لإيطاليا وليسوا عبئا عليها.

17 ديسمبر 2021, 19:37