بحث

البابا يتذكر المطران الراحل جوردانو ويقول إنه كان خادما أمينا للإنجيل البابا يتذكر المطران الراحل جوردانو ويقول إنه كان خادما أمينا للإنجيل 

البابا يتذكر المطران الراحل جوردانو ويقول إنه كان خادما أمينا للإنجيل

في رسالة كتبها لمناسبة مراسم تشييع السفير البابوي لدى الاتحاد الأوروبي المطران ألدو جوردانو قال البابا إن الأسقف الراحل كان خادما أمينا للإنجيل، مسلطا الضوء على صفاته الحسنة. المطران جوردانو وافته المنية في الثاني من كانون الأول ديسمبر الجاري، بعد إصابته بفيروس كورونا المستجد، وقد ترأس مراسم التشييع – التي جرت في مدينة كونيو – أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين.

وجه الحبر الأعظم رسالته إلى عائلة وأقرباء الراحل وكتب أن هذا الأخير، وفضلا عن كونه خادما أمينا للإنجيل، كان من رجالات الكنيسة الأسخياء والودعاء، مسلطا الضوء على حياته الكهنوتية التي تميزت بالحماسة والغيرة، بالإضافة إلى خدمته الرعوية في فنزويلا ثم لدى مؤسسات الاتحاد الأوروبي.  ولفت البابا في رسالته إلى أنه في كل المهام التي أُسندت إليه عرف المطران جوردانو كيف يعمل بحكمة، كاشفا عن مواهب القلب والعقل، وكان شاهدا شغوفا من أجل الإنسان تحرّكه المحبة حيال الكنيسة. وعبر فرنسيس في هذا السياق عن قربه من جميع الأشخاص الذين تعرفوا على السفير البابوي الراحل وقدّروه، وسأل الله أن يعضد الرجاءُ المسيحي جميع أقرباء المطران جوردانو، ومنح بركاته الرسولية للأشخاص الذين يبكون رحيله المبكّر.

التعازي نفسها عبرت عنها أمانة سر دولة حاضرة الفاتيكان بشخص الكاردينال بارولين الذي ترأس مراسم التشييع في كاتدرائية كونيو التي غصّت بالمؤمنين، ونُقلت وقائعها مباشرة على قناة "يوتيوب" الخاصة بالأبرشية. وقال نيافته في عظته إن موت المطران جوردانو أثّر بنا وفاجأنا لافتا إلى أن الآمال عُلقت على إمكانية خروجه من العناية الفائقة واستعادة صحته تدريجيا، وقد رُفعت الصلوات على هذه النية. وأضاف بارولين أن العديد من المؤمنين في فنزويلا أوكلوا وضعه إلى شفاعة الطوباوي  José Gregorio Hernández Cisneros الذي كان يُعرف بـ"طبيب الفقراء"، مع العلم أن المطران جوردانو نفسه ترأس احتفال تطويبه في كاراكاس في الثلاثين من أبريل نيسان الماضي، ممثلا البابا فرنسيس، ووصفه في الاحتفال بـ"شفيع الأزمنة الصعبة" وليدة جائحة كوفيد ١٩.

تابع الكاردينال بارولين عظته مؤكدا أنه على الرغم من الأوقات الصعبة التي نمر بها اليوم لا بد أن يعيش المؤمنون بفرح، لا الفرح المزيف الذي يقدمه العالم، بل الفرح المتأتي من الرب. وقال: لا يسعنا ألا نشعر بالفرح عندما ننظر إلى سيرة حياة المطران جوردانو، لأنه عاش حياة جيدة فعلا. فكان رجلا متواضعا، حكيما، متّزنا، مضيافا، له قلب كبير وذكاء خارق، وكان هادئا في كل الظروف، لاسيما تلك الأكثر تعقيدا وصعوبة. وذكّر نيافته بأن السفير البابوي الراحل كان يثمّن كثيراً علاقات الصداقة، وكان يعرف كيف يقيم علاقات مع الآخرين، بعيدا عن الانغلاق والتمييز.

بعدها أشار أمين سر دولة حاضة الفاتيكان إلى أن الأسقف الراحل كان خبيرا في القضايا الأوروبية، وكان مقتنعا تماما بإمكانية أن تتجدد أوروبا، وكان يعمل من أجل هذا الهدف. وكان يُصر على وحدة القارة القديمة، من وجهة نظر عالمية، مع التأمل في مضامين وأسس القيم والقضايا التي يمكن أن يكون فيها إسهام للكنيسة وللمسيحيين عموما. وختم الكاردينال بارولين عظته آملا أن يعضدنا مثالُ وشهادة الأسقف الراحل، ويساعداننا على الرسوخ في الإيمان.

السفير البابوي في فرنسا المطران شلستينو ميليوريه تذكر بدوره المطران جوردانو في مقال نشرته صحيفة أوسرفاتوريه رومانو الفاتيكانية، كتب فيه أن ألدو كان بالنسبة له صديقا وأخاً، وكان يحركه شغف الحياة المسيحية الجميلة، المنسجمة والفرحة. وأضاف أن الراحل كان فيلسوفا في تنشئته وحواريا في طابعه، وقد ساهم في صياغة "الشرعة المسكونية" التي وُقعت في ستراسبورغ عام ٢٠٠١، لافتا إلى أنه كان متحمساً جداً لـ"أجندة مسيحيي أوروبا"، وقد أطلق العديد من المبادرات من أجل بلوغ الوحدة المنظورة بين المسيحيين، وبغية تعزيز التعاون في مختلف المجالات، والإسهام في عملية بناء البيت الأوروبي.

10 ديسمبر 2021, 11:09