بحث

حوار البابا مع الكهنة اليسوعيين في أثينا على هامش زيارته الرسولية إلى اليونان حوار البابا مع الكهنة اليسوعيين في أثينا على هامش زيارته الرسولية إلى اليونان 

حوار البابا مع الكهنة اليسوعيين في أثينا على هامش زيارته الرسولية إلى اليونان

نشرت مجلة "شيفيلتا كاتوليكا" مضمون اللقاء الذي تم بين البابا فرنسيس والكهنة اليسوعيين في أثينا، على هامش زيارة الحبر الأعظم إلى اليونان مطلع الشهر الجاري، موضحة أن البابا شجع الحاضرين على أن يكونوا "آباء لا أسيادا" وعلى أن يُحسنوا في عملهم بعيدا عن التباهي بما يقومون به. كما طلب منهم أن يكونوا متواضعين، خصوصا إزاء التراجع العددي الذي تشهده الرهبنة اليسوعية.

كتبت المجلة الكاثوليكية أن الحوار الذي تم بين البابا فرنسيس والكهنة اليسوعيين في مقر السفارة البابوية في أثينا في الرابع من الجاري –  في ختام اليوم الأول من زيارته الرسولية لليونان – كان "صريحاً وحرا"، وقد استهله البابا مصغيا إلى أخوته في الرهبنة اليسوعية الذين تحدثوا عن خبراتهم وتنشئتهم الأكاديمية، وهم مواطنون بولنديون وبلجيكيون وكوريون، قاموا بطرح الأسئلة على الحبر الأعظم.

بعدها قال البابا إنه عندما كان مبتدئا كانت الرهبنة اليوعسية تعد ثلاثة وثلاثين ألف شخص، أما اليوم فقد وصل هذا العدد إلى النصف تقريبا وهو يستمر في التراجع. وأكد أن هذا الواقع ينطبق على باقي الجمعيات الرهبانية، لا على اليسوعيين وحسب، لافتا إلى أن الأمر لا يعتمد علينا، لأن الدعوة إلى الحياة الرهبانية والكهنوتية تأتي من عند الله. وحذر فرنسيس من مغبة التوقف عند التفسيرات والتحاليل السوسيولوجية لهذه الظاهرة، لأنه لا بد أن ندرك أن الرب يدعونا إلى عيش التواضع العددي هذا، كي يمهد لنا الطريق أمام عيش التواضع الشخصي، كما كان يعلّم القديس أغناطيوس دي لويولا.

تطرق البابا بعدها إلى مسألة التعب، وقال إن هناك تعبا جميلا، أي عندما يكون الكاهن متقدما في السن ويتابع نشاطه، مستمرا في مواجهة صعوبات الحياة وهذا الأمر يتحول إلى نشيد من الرجاء، مذكرا الحاضرين بأن الكاهن اليسوعي مدعو إلى تقديم شهادة للآخرين من خلال اتّباعه الرب يسوع. وهذا الأمر يزرع بذور الفرح، ويغذي الحياة المطبوعة بالخدمة تجاه الله على الرغم من وجود الخطايا. كما لفت إلى أن اليسوعيين قادرون على فهم جوهر الحياة لأنهم يعرفون كيف يوفقون بين المشاعر والعمل اليدوي، إذ يلمسون الواقع لمس اليد، وهم يدركون تماما صعوبات الحياة ومشاكلها.

هذا ثم أكد البابا أن العمل الذي يقوم به الكاهن اليسوعي ليس ملكاً له، لأن كل نشاط نقوم به هو ملك للرب، وعلينا أن نكون آباء للآخرين، لا أن نكون عليهم أسياداً، كما لا بد من العمل على تجسيد المبادئ الكبيرة في مختلف الظروف الزمنية والمكانية، ولدى جميع الأشخاص. وهذا الأمر يتحقق بفضل التمييز، لأن اليسوعي الذي يتصرف بدون تمييز، ليس يسوعياً.

في سياق حديثه عن مستقبل الرهبنة اليسوعية حث البابا الحاضرين على أن يبقوا دوما أمناء لصليب المسيح، وأن يكونوا مبدعين في الله، كي يتمكنوا من مواجهة التحديات الملموسة والتوصل إلى حلول واقعية. وتطرق في هذا السياق إلى الحوار مع الأرثوذكس، قائلا لليسوعيين في أثينا إنهم تمكنوا من زرع بذور الحوار بواسطة صلواتهم، وعزيمتهم وما تمكنوا من إنجازه. وشجعهم على الذهاب إلى الأماكن حيث يريدهم الله وعلى أن يبقوا مطيعين له، متّبعين منطق ملكوت الله، حتى إذا كانت الوقائع مبهمة، أو متناقضة في الظاهر. في ختام كلمته حث البابا الجميع على عدم التخلي قط عن الصلاة، التي هي المحور.

في أعقاب اللقاء مع الكهنة اليسوعيين في مقر السفارة البابوية في أثينا، قُدمت للحبر الأعظم هدية، وهي عبارة عن لوحة فنية صنعها الشبان المنتمون إلى "الخدمة اليسوعية للاجئين". بعدها تلا الجميع الصلاة المريمية وألقى البابا التحية على الحاضرين فرداً فردا.  

16 ديسمبر 2021, 20:57