بحث

1636201718351.JPG

البابا فرنسيس يستقبل وفد جمعية Retrouvaille المهتمة بالأزواج المعانين من أزمات

الأزمة، الجراح، المرافقة، كانت هذه الكلمات الثلاث محور حديث البابا فرنسيس اليوم السبت إلى وفد جمعية Retrouvaille التي تعتني بالأزواج الذين يواجهون أزمات.

استقبل قداسة البابا فرنسيس اليوم السبت وفدا من جمعية Retrouvaille المهتمة بالأزواج الذين يواجهون أزمات في علاقاتهم. وأعرب الأب الأقدس في كلمته إلى ضيوفه عن سعادته لهذا اللقاء المخصص للأزواج المعانين من أزمات خاصةً وأنه يأتي خلال الاحتفال بسنة العائلة للتأمل في الإرشاد الرسولي "فرح الحب". وأكد البابا ضرورة ألا ترعبنا الأزمات، فالأزمة تساعدنا على النمو ولكن علينا الاهتمام بألا نسقط في النزاع لأن ذلك يجعلنا نغلق قلوبنا ولا يكون هناك حل للنزاع أو يكون هذا صعبا. وتابع أن الأزمة تجعلنا نشعر بأشياء سيئة في بعض الأحيان ولكن يمكن الخروج منها شرط أن نخرج أفضل مما كنا، فلا يمكن الخروج من الأزمة كما كنا من قبل، فإما أن نخرج أفضل أو أسوأ مما كنا عليه. كما وأكد قداسته أنه لا يمكننا الخروج من الأزمة بمفردنا بل علينا أن نخرج منها دائما معا. يجب ألا نخشى الأزمات بل النزاعات. وواصل البابا فرنسيس الحديث عن كلمة أزمة فقال إننا قد توقفنا كثيرا للتأمل في هذه الكلمة خلال فترة الجائحة هذه، ودعا إلى اعتبار الأزمة فرصة، أي في حال أزمات الأزواج فرصة لإحداث طفرة نوعية في العلاقة.

ثم انتقل قداسته إلى الحديث عن كلمة أخرى، جراح، وذلك لأن أزمات الأشخاص تُحدث جراحا في القلب وفي الجسد. وقال لضيوفه إنهم أزواج جرحى مروا بأزمات وشفيوا منها ولهذا بإمكانهم مساعدة ازواج آخرين، فهذه هي هبتهم، تلك الخبرة التي عاشوها وتقديم الخدمة للآخرين. وأضاف البابا أن هذه هبة ثمينة على الصعيد الفردي والكنسي حيث هناك اليوم حاجة إلى أشخاص، إلى أزواج، قادرين على الشهادة على أن الأزمة ليست لعنة بل هي جزء من المسيرة وتشكل فرصة. وتابع البابا أن هذا هو الطريق الذي يجب أن نسير عليه نحن الكهنة والأساقفة أيضا، إبراز أن الأزمة هي فرصة، وإلا فسنكون كهنة وأساقفة منغلقين على ذواتهم بدون حوار حقيقي مع الأشخاص الآخرين. وتابع قائلا للأزواج إنهم يحملون شهادة حياة، فقد واجهوا أزمة وجُرحوا إلا أنهم شفيوا بمعونة الله ومساعدة الأخوة والأخوات، وقرروا تقاسم خبرتهم هذه وجعلها في خدمة الآخرين.

وانطلاقا من الخبرات التي عرَّف بها وفد الجمعية توقف البابا فرنسيس عند الربط بين مثل السامري الصالح وكيف أرى يسوع القائم جراحه للتلاميذ. وقال قداسته إن هذا الربط يساعدنا على أن نرى بشكل أفضل الرباط بين السامري الصالح والمسيح القائم، رباط يمر عبر الجراح. وتابع قداسته أنه ومنذ ما كتب آباء الكنيسة فأنه يُرى في شخصية السامري الصالح يسوع، وأضاف أن خبرة الأزواج هذه تساعد على أن نرى أن هذا السامري هو المسيح القائم الذي يحتفظ في جسده المجيد بالجراح، ولهذا فهو قادر على الشعور بالشفقة إزاء جراحنا جميعا.

ثم أراد قداسة البابا التأمل في كلمة أخرى هي أساسية بالنسبة لرعوية العائلات، المرافقة، وقال إنها كانت إحدى أهم الكلمات في مسيرة السينودس المخصص للعائلة والذي أسفر عن الإرشاد الرسولي "فرح الحب". وتابع أن المرافقة فعل يتعلق بالرعاة وهو جزء من خدمتهم، إلا أنه يشمل الأزواج أيضا كأبطال جماعة ترافق وهو ما تشهد عليه خبرة الأزواج المشاركين في اللقاء، خبرة انطلقت من الأسفل مثلما يحدث غالبا حين يحفز الروح القدس في الكنيسة واقعا جديد يجيب على احتياجات جديدة. وهذا ما حدث بالنسبة لجمعية Retrouvaille حيث وأمام واقع الكثير من الأزواج الذين يعانون من مصاعب أو المنفصلين كان الجواب في المقام الأول المرافقة. وتحدث البابا فرنسيس في هذا السياق عن ظهور يسوع لتلميذّي عماوس فقال إن يسوع لم يظهر من الأعلى، من السماء، بل سار بجانبهما على الطريق دون أن يجعلهما يعرفانه، أصغى إلى أزمتهما ودعاهما إلى الحديث والتعبير عن الذات ثم فاجأهما كاشفا لهما أفقا مختلفا كان موجودا لكنهما لم يفهماه، لم يفهما أن المسيح كان عليه أن يتألم ويموت على الصليب، أن الأزمة هي جزء من تاريخ الخلاص. وشدد قداسته على أن الحياة البشرية ليست في مختبر خالية من المشاكل بل هي حياة في أزمة حيث هناك المشاكل اليومية. ثم عاد إلى تلميذَي عماوس مذكِّرا ذكَّر بأن يسوع قد ظل معهما، خصص لهما وقته، وتابع أن المرافقة هي تخصيص الوقت كي نكون قريبين من أوضاع الأزمات، وغالبا ما تكون هناك حاجة للكثير من الوقت وللصبر والاحترام والاستعداد.

وفي ختام كلمته إلى أعضاء وفد جمعية Retrouvaille الذين استقبلهم اليوم السبت شكر البابا فرنسيس ضيوفه على التزامهم وشجعهم على مواصلته موكلا هذا الالتزام إلى حماية مريم العذراء والقديس يوسف. ثم بارك قداسته الجميع وعائلاتهم مؤكدا الصلاة من أجل الأزواج الذي يرافقونهم وسأل الجميع ألا ينسوا أن يصلوا من أجله.    

06 نوفمبر 2021, 13:38