البابا فرنسيس للفقراء: أنتم مفضلون عند الله وفي قلب الكنيسة
لمناسبة اليوم العالمي للفقراء وجه قداسة البابا فرنسيس رسالة فيديو إلى الفقراء، وذلك عبر منظمة Fratello (الأخ) التي نظمت نصف ساعة من الصلاة على المستوى العالمي استجابة للنداء الذي وجهه الأب الأقدس من أسيزي. وحيا البابا في بداية الرسالة جميع المجتمعين للاحتفال بهذا اليوم في العالم متحدين روحيا. وأكد قداسته قربه من الجميع وأراد تذكيرهم بأن الرب يحبنا كثيرا.
ثم تحدث البابا فرنسيس عن الأوضاع فائقة الصعوبة والألم التي يعيشها الكثير من الفقراء وذكَّر بما استمع إليه من شهادات في أسيزي، وأضاف أنه يفكر في المعانين داخل السجون ومدن الصفيح، على فراش في مستشفى، وفي الأحياء المهمشة والفقيرة والمهجورة إلى جانب من يعانون بسبب حرب فُرضت عليهم. وتابع أن البعض ليس لديهم أي شيء ولا يعلمون إن كانوا سيتناولون طعاما هذه الليلة أو أين سينامون، بينما هناك آخرون لديهم كل شيء في الظاهر لكنهم غالبا ما يعانون من الوحدة والقلق، الاكتئاب والإدمان. ولهذا، واصل الأب الأقدس، فإنه يسأل مريم التي عرفت كيف تستقبل بشكل كامل الروح القدس أن تمنحنا السلام وأن تحمينا بحنانها.
ثم توقف البابا عند كلمة فقير والتي قد تصدم البعض، ولكني حين أراكم، واصل قداسته، أريد أن أصرخ إلى العالم بأن الكنيسة لديها بشرى سارة: إن يسوع في حاجة إليكم ليخلص العالم، جاء من أجلنا نحن الفقراء والصغار والمرضى ومن جرحتهم الحياة ليغمرنا بمحبته. وتابع قداسته أن الإنجيل يدعونا إلى أن نكون فقراء "أَن يَمُرَّ الجَملُ مِن ثَقْبِ الإِبرَةِ أَيسَرُ مِن أَن يَدخُلَ الغَنِيُّ مَلكوتَ الله"، كما وذكر بكلمات يسوع كُلَّما صَنعتُم شَيئاً مِن ذلك لِواحِدٍ مِن إِخوتي هؤُلاءِ الصِّغار، فلي قد صَنَعتُموه"، وأيضا بقول يسوع مَن قَبِلَ هذا الصغير، هذا الفقير إِكراماً لِاسْمي فَقَد قَبِلَني أَنا. وأضاف البابا أن الفقراء هم بالتالي كنز الكنيسة. وذكَّر أيضا بأن طوبى للفقراء هي أولى التطويبات، وتابع أن الدعوة إلى فقر القلب هي دعوة جذرية إلى التجرد مما لدينا، ما نعتقد أننا نملك، من خطايانا، كي نجعل الله يأتي ليملأنا بمحبته. وواصل البابا فليساعدنا الرب على أن نكون صغارا كي يكون كبيرا فينا، فليأتِ الروح القدس، نعلم أن ما أخفاه الله عن الحكماء والعارفين قد كشفه للصغار، أظهر لنا حضورك الرقيق والفرح. آمين.
وفي ختام رسالته طلب البابا فرنسيس من الفقراء المغفرة باسم جميع المسيحيين الذين جرحوهم وتجاهلوهم وأذلوهم، وقال لهم إنهم معبد الله وكنز الكنيسة وأن مكانهم ليس على باب الكنيسة بل في قلبها وأنهم المفضلون لدى الله ومن بينهم هناك القديسون. وشجع الأب الأقدس الفقراء على محبة يسوع بشكل أكبر والتعبد له، هو الذي أصبح فقيرا في الإفخارستيا، والصلاة إليه، وأن يتركوا له المكان الأفضل، قلوبهم كي يولد فيها، وأن يكونا شهودا لمحبته في العالم. ثم أكد البابا صلاته من أجلهم كل يوم ومحبته لهم وانتظاره لصلواتهم من أجله ثم بارك قداسته الجميع.