بحث

البابا فرنسيس يتلو صلاة التبشير الملائكي البابا فرنسيس يتلو صلاة التبشير الملائكي  

البابا فرنسيس: لنتعلّم من العذراء الإيمان القائم على المحبة المتواضعة لله وللإخوة

"علينا أن نحترس من الذين يعيشون الإيمان بازدواجية، مثل الكتبة لكي لا نصبح مثلهم؛ بينما علينا أن ننظر إلى الأرملة لكي نأخذها كمثال لنا" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي

تلا قداسة البابا فرنسيس ظهر الأحد صلاة التبشير الملائكي مع المؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس وقبل الصلاة ألقى الأب الأقدس كلمة قال فيها إنَّ المشهد الذي يصفه الإنجيل الذي تقدّمه الليتورجيا اليوم يحدث داخل هيكل أورشليم. ينظر يسوع إلى ما يحدث في هذا المكان، وهو الأكثر قداسة على الإطلاق، ويرى كيف يحب الكتبة أن يمشوا لكي يراهم الناس ويحيّوهم ويبجِّلوهم، وأن يكون لديهم مناصب شرف. ويضيف يسوع أنهم "يأكُلونَ بُيوتَ الأَرامِل، وهم يُظهِرونَ أَنَّهُم يُطيلونَ الصَّلاة". في الوقت عينه، تلمح عيناه مشهدًا آخر: أرملة فقيرة، واحدة من تلك اللواتي يستغلهم الأقوياء، تُلقي في خزانة الهيكل "جَميعَ ما تَملِك، كُلَّ رِزقِها". يضعنا الإنجيل أمام هذا التناقض المذهل: الأغنياء، الذي ألقوا الفاضِلِ عن حاجاتِهم لكي يراهم الناس، وامرأة فقيرة، دون أن يراها أحد، تُلقي مِن حاجَتِها جَميعَ ما تَملِك، كُلَّ رِزقِها.

أضاف البابا فرنسيس يقول ينظر يسوع إلى المشهدين. وهذا الفعل بالتحديد - "نظر" - هو الذي يلخِّص تعاليمه: علينا أن نحترس من الذين يعيشون الإيمان بازدواجية، مثل هؤلاء الكتبة لكي لا نصبح مثلهم؛ بينما علينا أن ننظر إلى الأرملة لكي نأخذها كمثال لنا. لنتوقّف عند هذا: الحذر من المرائين والنظر إلى الأرملة الفقيرة. أولاً الحذر من المرائين، أي التنبُّه من أن نؤسس حياتنا على عبادة المظاهر، والظواهر الخارجية، وعلى الاهتمام المبالغ فيه بصورتنا الشخصيّة. ولاسيما أن نتنبّه لكي لا نُسخِّر الإيمان لمصالحنا. لقد كان هؤلاء الكتبة يُغطّون مجدهم الباطل باسم الله، والأسوأ من ذلك، كانوا يستخدمون الدين لكي يديروا أعمالهم، ويستغلّوا سلطتهم ويستغلّوا الفقراء. إنه تحذير لجميع الأوقات وللجميع، الكنيسة والمجتمع: لا تستغلوا دوركم أبدًا لكي تسحقوا الآخرين، ولا تحققوا أبدًا نجاحاتكم على حساب الأشخاص الأشدَّ ضعفًا! واسهروا لكي لا تقعوا في الغرور، ولكي لا نجد أنفسنا متوقّفين عند المظاهر فنفقد الجوهر ونعيش في السطحية. لنسأل أنفسنا: هل نريد في ما نقوله ونفعله، أن نكون موضع تقدير ورضا أو أن نقدم خدمة لله والقريب، ولاسيما الأشدَّ ضعفًا؟ لنسهر على نفاق القلب والرياء الذي هو مرض خطير للنفس!

تابع الحبر الأعظم يقول ولكي نشفى من هذا المرض، يدعونا يسوع لكي ننظر إلى الأرملة الفقيرة. ويدين الرب استغلال هذه المرأة التي، ولكي تلقي تقدمتها في خزانة الهيكل، يجب أن تعود إلى البيت محرومة حتى من القليل الذي تملكه لكي تحيا. كم هو مهمّ أن نحرِّر المقدسات من الروابط بالمال! لكن في الوقت عينه، يمدح يسوع حقيقة أن هذه الأرملة قد ألقت كل ما تملكه في الخزانة. لم يبق لها شيء لكنها تجد في الله كل ما تحتاج إليه. هي لا تخاف أن تفقد القليل الذي تملكه، لأنها تثق في الكثير الذي يمنحه الله، الذي يضاعف فرح الذين يعطون. لذلك يقترحها يسوع علينا كمعلمة للإيمان: فهي لا تذهب إلى الهيكل لكي تريح ضميرها، ولا تصلي لكي يُنظر إليها، ولا تتباهى بإيمانها، بل تعطي من كل قلبها بسخاء ومجانيَّة. يتميَّز فلسها بصوت أجمل من تقادم الأغنياء العظيمة، لأنه يعبر عن حياة مكرسة لله بصدق، إيمان لا يعيش على المظاهر وإنما على الثقة غير المشروطة. لنتعلم منها: إيمان بدون زخارف خارجية، ولكن صادق في الداخل؛ إيمان يقوم على المحبة المتواضعة لله وللإخوة. والآن نتوجّه إلى العذراء مريم، التي بقلبها المتواضع والشفاف جعلت حياتها كلها عطيّة لله ولشعبه.

07 نوفمبر 2021, 12:31

التبشير الملائكي هو صلاة تتلى لتذكّر سرِّ التجسّد ثلاث مرات في اليوم: عند الساعة السادسة صباحًا، عند منتصف النهار وعند الغروب عند الساعة السادسة مساء. الأوقات التي تقرع فيها أجراس التبشير الملائكي. تأخذ الصلاة اسمها من الجملة الأولى منها – ملاك الرب بشّر مريم العذراء – وتقوم على قراءة مختصرة لثلاثة نصوص بسيطة تتمحور حول تجسُّد يسوع المسيح وتلاوة صلاة السلام عليك ثلاث مرات. هذه الصلاة يتلوها البابا في ساحة القديس بطرس ظهر أيام الأحد والأعياد. قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي يلقي الحبر الأعظم كلمة قصيرة يستهلّها انطلاقًا من قراءات اليوم. ثم تليها تحيّة الحجاج. من عيد الفصح وإلى عيد العنصرة، تتلى صلاة إفرحي يا ملكة السماء بدلاً من صلاة التبشير الملائكي وهي صلاة نتذكّر من خلالها قيامة يسوع المسيح من بين الأموات وفي ختامها تتلى صلاة المجد للآب لثلاث مرات.

آخر التبشير الملائكي/افرحي يا ملكة السماء

اقرأ الكل >