بحث

البابا يلتقي عددا من السجناء والسجناء السابقين في بيت القديسة  مارتا بالفاتيكان البابا يلتقي عددا من السجناء والسجناء السابقين في بيت القديسة مارتا بالفاتيكان 

البابا يلتقي عددا من السجناء والسجناء السابقين في بيت القديسة مارتا بالفاتيكان

التقى البابا فرنسيس مساء أمس الجمعة في مقر إقامته ببيت القديسة مارتا بالفاتيكان عددا من الأشخاص الذين عاشوا تجربة السجن، وتمنى أن تكون ولادتهم الجديدة مُعدية ومحرِّرة وأن تساعد أشخاصا آخرين على القيام بالمسيرة نفسها.

كان للبابا إذا لقاء مع بعض السجناء السابقين والسجناء الذين يقضون عقوبتهم في البنى التابعة لجماعة الأب بينزي في بلدتي فاستو وتيرمولي. وقد استمع البابا إلى ضيوفه، مشجعا إياهم على وضع إيمانهم في رحمة الله، وفي مساعدة الآخرين لهم، وعلى عدم إدانة أنفسهم والتوقف عن أخطاء الماضي. شاء فرنسيس أن يسمع أصوات هؤلاء الأشخاص، وشكرهم على الشهادة التي قدّموها التي لم تخلُ من الصعوبات والمشقات. ووجه البابا أيضا رسالة فيديو إلى رفاقهم السجناء الذين لم يحضروا إلى الفاتيكان، سلط فيها الضوء على أهمية السير إلى الأمام، وطلب المساعدة من الآخرين، وقرع باب الناس حتى عندما يشعر المرء أنه ضل الطريق ولا يعرف أين يذهب.

أضاف البابا أن ما يهم في الحياة هو السير إلى الأمام، ولفت إلى وجود أشخاص يراوحون مكانهم، ولا يشعرون بالرغبة في التقدّم وهناك من يسيرون كما داخل الدهاليز فلا يجدون مخرجاً لهم. هذا ثم لفت الحبر الأعظم إلى أن جميع الأشخاص يرتكبون الأخطاء، لكن من الضروري ألا نبقى في هذا الخطأ، وذكرهم بنشيد عسكري يقول إن الجندي عليه أن يقف منتصبا، عندما يقع أرضا. وهذا النهوض – تابع البابا يقول – يمكن أن يتحقق بفضل مساعدة الآخر كما أن هذا الأخير مدعو إلى عدم النظر إلى من يساعده بكبرياء ونظرات التعالي. وأكد فرنسيس أنه مرات كثيرة نحتاج إلى من يساعدنا على النهوض، ونحن بدورنا علينا أن نساعد الآخرين لدى الحاجة. وختم البابا حديثه للسجناء والسجناء السابقين متمنيا أن تكون خبرتهم خصبة، وأن تكون كالحبة التي تُزرع ثم تنمو وتنمو، وأن تصبح مُعدية ومحرِّرة، وتتمكن من فتح الأبوات أمام أشخاص كثيرين يحتاجون إلى عيش الخبرة نفسها.

وقد رافق ضيوفَ البابا الكاهن بينيتو جورجيتا، خادم رعية القديس تيموتاوس في تيرمولي الذي حدثنا عن خبرة اللقاء المؤثرة التي عاشها الجميع. وقال في مقابلة مع موقع فاتيكان نيوز إن فكرة اللقاء أبصرت النور انطلاقا من قلب البابا فرنسيس، لأنه مهتم جداً بضعف الأشخاص وهشاشاتهم، لاسيما السجناء. وذكّر بأن الحبر الأعظم ترأس مرة رتبة خميس الأسرار في أحد سجون روما وقام بغسل أرجل السجناء. وأضاف الكاهن الإيطالي أنه التقى بالبابا في مناسبات عدة وطلب منه إمكانية أن يلتقي بهؤلاء السجناء، وأخيرا تحول هذا الحلم إلى حقيقة.

تابع جورجيتا يقول إن البابا فضل الإصغاء إلى السجناء، عوضا عن التحدث بكثرة، وقد نظر في أعين كل واحد من الحاضرين الذين حدثوه عن خبراتهم في الحياة، وقد تقاسم مشاعر السجناء متعاطفاً معهم تماماً. وفي ختام اللقاء سلّمهم رسالة فيديو موجهة إلى رفاقهم الذين لم يتمكنوا من الحضور. وأشار الكاهن الإيطالي أن من بين الحاضرين سجينين سابقين هما اليوم مسؤولان عن بيتين يأويان سجناء وسجناء سابقين، وهذا الأمر يُظهر بوضوح أن الإنسان قادر على النهوض من تحت الرماد، تماما كمن يقوم من الموت ليشهد لمحبة الله التي تعمل وسط الضعف.

وأكد الأب جورجيتا في الختام أن السجناء عاشوا لحظات مؤثرة جدا ومفعمة بالمشاعر، ولدى وصولهم كانوا ينتظرون دخول البابا بفارغ الصبر، ولم يتمكن بعض الأشخاص من تماسك أنفسهم، فبكوا. وقد شعر هؤلاء الرجال أن البابا قريب جداً منهم، خصوصا عندما التقطوا معه الصور التذكارية ونالوا المسبحة الوردية من يدي أهم رجل في العالم، كما قالوا.             

23 أكتوبر 2021, 15:49