بحث

رسالة البابا فرنسيس إلى معهد تطوير المؤسسات في الأرجنتين رسالة البابا فرنسيس إلى معهد تطوير المؤسسات في الأرجنتين 

رسالة البابا فرنسيس إلى معهد تطوير المؤسسات في الأرجنتين

"العمل هو مسيرة النضج، والتحقيق الذاتي، التي تعطي أجنحة لأحلام أفضل" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في رسالة الفيديو التي وجّهها بمناسبة الندوة السابعة والخمسين لمعهد تطوير المؤسسات في الأرجنتين (IDEA)

بمناسبة الندوة السابعة والخمسين لمعهد تطوير المؤسسات في الأرجنتين (IDEA) حول موضوع "Logremos una Argentina Sostenible" والتي تُعقد من الثالث عشر وحتى الخامس عشر من تشرين الأول أكتوبر الجاري في بوينس آيرس وجّه قداسة البابا فرنسيس رسالة فيديو إلى المشاركين قال فيها أود أن أشيد بفسحة الحوار التي اقترحها معهد تطوير المؤسسات في الأرجنتين واتحاد عمال الاقتصاد الشعبي. أرغب بصدق أن تكون لحظة تبادل حقيقي يمكنه أن يجمع الإسهام المتجدّد لرجال الأعمال والعمال الذين يناضلون من أجل كرامتهم ومن أجل عائلاتهم.

تابع البابا فرنسيس يقول لقد أشرت عدة مرات إلى الدعوة النبيلة لرجل الأعمال الذي يسعى بإبداع لكي يُنتج ثروات وينوِّع في الإنتاج، مقدّمًا في الوقت عينه فرص عمل للجميع. لأنني لن أتعب أبدًا من الإشارة إلى كرامة العمل. إن العمل يمنح الكرامة للأشخاص، والشخص الذين ليس لديه عملاً يشعر أن هناك شيئًا ما ينقصه، ويفتقر إلى الكرامة التي يمنحها العمل، الذي يمسحه بالكرامة.

أضاف الأب الأقدس يقول لقد جعلني البعض أقول أشياء لا أؤيدها: أنني أقترح حياة بلا مجهود أو أنني أحتقر ثقافة العمل. تخيلوا لو كان من الممكن قول هذا عن سليل من سكان بييمونتي، الذين لم يأتوا إلى بلدنا بنية أن تتمَّ إعالتهم وإنما برغبة كبيرة في الاجتهاد والعمل من أجل بناء مستقبل لعائلاتهم. من المثير للفضول أن المهاجرين لم يضعوا المال في البنك، وإنما في الطوب والأرض. البيت أولاً فقد كانوا يتطلعون إلى العائلة والاستثمارات العائلية.

تابع الحبر الأعظم يقول إنَّ العمل يعبر عن كرامة الكائن البشري ويغذيها، ويسمح له بتنمية المهارات التي منحه الله إياها، ويساعده على نسج علاقات تبادل ومساعدة متبادلة، ويسمح له بأن يشعر أنه معاون الله في العناية بهذا العالم وتنميته؛ ويجعله يشعر بأنه مفيد للمجتمع ومتضامن مع أحبائه. لهذا السبب، فإن العمل، أبعد من التعب والصعوبات، هو مسيرة النضج، والتحقيق الذاتي، التي تعطي أجنحة لأحلام أفضل.

وخلص البابا فرنسيس إلى القول لذلك، من الواضح أن الإعانات لا يمكنها أن تكون إلا مساعدة مؤقتة. لا يمكن للمرء أن يعيش على الإعانات، لأن الهدف الأكبر هو توفير مصادر عمل متنوعة تسمح للجميع ببناء المستقبل بجهد وإبداع. ولكونها متنوعة، فهي تفتح الطريق أمام الأشخاص المختلفين لكي يجدوا السياق الأنسب لتطوير مواهبهم، لأن كلَّ شخص يتمتع بمهارات ومواهب مختلفة. وعلى طول هذه المسيرة، أعتقد أن الحوار بين رجال الأعمال والعمال ليس فقط أمرًا لا غنى عنه، ولكنه أيضًا مثمر وواعد. شكرًا لكم على هذه الندوة التي أعددتموها لهذا الغرض النبيل. ليبارككم الله ومن فضلكم لا تنسوا أن تصلّوا من أجلي.

 

14 أكتوبر 2021, 14:30