بحث

IMG_20200908_100813.jpg

البابا فرنسيس: الأزمة الإيكولوجية تدعونا إلى حوار على جميع الأصعدة ومسؤولية فردية وجماعية

الأزمة الإيكولوجية كأزمة اجتماعية بيئية، ضرورة التعاون من أجل حماية البيت المشترك، الربط بين حماية البيئة والحقوق الإنسانية. كان هذا محور رسالة وجهها البابا فرنسيس إلى المشاركين في لقاء رفيع المستوى للجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا.

تنظِّم اليوم ٢٩ أيلول سبتمبر الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا في ستراسبورغ لقاءً رفيع المستوى موضوعه "البيئة والحقوق الإنسانية: الحق في بيئة آمنة وصحية ومستدامة". ولهذه المناسبة وجه قداسة البابا فرنسيس رسالة إلى المشاركين في هذا اللقاء شكر في بدايتها رئيس الجمعية البرلمانية على دعوته للحديث عن العناية بالبيئة، بيتنا المشترك، تلك الهبة التي علينا العناية بها وحمايتها. وأكد الأب الأقدس من جهة أخرى متابعة الكرسي الرسولي باهتمام كمراقب عمل مجلس أوروبا في هذا المجال واثقا في ضرورة دعم وتثمين أية مبادرات أو قرارات يمكنها تحسين أوضاع كوكبنا.

ذكَّر البابا فرنسيس بعد ذلك بتأكيده في ٢٥ تشرين الثاني نوفمبر ٢٠١٤ على التعاون الوثيق والمثمر بين الكرسي الرسولي ومجلس أوروبا، وحديثه حينها عن قضية تتطلب التأمل والتعاون ألا وهي حماية البيت المشترك. وذكَّر بحديثه في الرسالة العامة "كن مسبَّحا" عن أهمية العناية بالبيت المشترك باعتبارها مبدأً لا يُشرك المؤمنين المسيحيين فقط بل جميع الأشخاص ذوي الإرادة الطيبة الذين يهتمون بحماية البيئة. وواصل قداسته معربا عن إيمان الكرسي الرسولي بأن مبادرات مجلس أوروبا ينبغي ألا تقتصر على هذه القارة، بل يمكنها انطلاقا من أوروبا أن تبلغ العالم بكامله. ولهذا يهتم الكرسي الرسولي بالقرار الذي ينوي مجلس أوروبا اتخاذه حول تأسيس أداة قانونية جديدة تهدف إلى الربط بين حماية البيئة واحترام الحقوق الإنسانية الأساسية.

وتابع البابا فرنسيس أنه لا يمكن لأحد إنكار الحق الأساسي لكل إنسان في العيش بكرامة وفي تنمية متكاملة. وأكد أنه حين يعتبر الكائن البشري نفسه سيد الكون وحين لا يعترف بوضعه الصحيح في العالم فإنه يبرر كل هدر، بيئيا كان أم بشريا، ويعامل الأشخاص الآخرين والطبيعة كمجرد مواد. وحذر الأب الأقدس في هذا السياق من الاستهلاك المبالغ فيه مؤكدا أن على كل شخص أن يستخدم من الأرض ما يخدم قوته.

تحدث البابا فرنسيس بعد ذلك عن ارتباط كل شيء وعن ضرورة أن نشترك كعائلة أمم في الاهتمام بأن تكون البيئة أكثر نظافة ونقاءً وأن نحافظ عليها. وأكد الأب الأقدس بالتالي الحاجة إلى تغير حقيقي للدرب، إلى وعي جديد بعلاقة الكائن البشري بذاته وبالآخرين، بالمجتمع، بالخليقة، وبالله. وواصل أن الأزمة الإيكولوجية، والتي هي أزمة اجتماعية بيئية، تدعونا إلى حوار على جميع الأصعدة، من المحلية إلى الدولية، وإلى مسؤولية فردية وجماعية، ويجب الحديث أيضا عن مسؤولية كل كائن بشري من أجل العيش في بيئة آمنة وصحية ومستدامة. وأضاف البابا أننا حين نتحدث عن الحقوق نفكر فيما يجب أن نحصل عليه فحسب، ولكن علينا التفكير في مسؤوليتنا إزاء الأجيال القادمة وعن العالم الذي نريد أن نتركه لأطفالنا وشبابنا.

وفي ختام رسالته لمناسبة اللقاء رفيع المستوى الذي تنظمه اليوم الأربعاء الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا أعرب البابا فرنسيس عن الرجاء في نجاح الجمعية في تحديد وتشجيع وتطبيق كل المبادرات الضرورية لبناء عالم أكثر صحة وعدالة واستدامة. ودعا إلى العمل برجاء وشجاعة وإرادة لاتخاذ قرارات ملموسة لا يممكن تأجيلها إلى الغد إن كانت تهدف إلى حماية البيت المشترك وكرامة كل كائن بشري.

29 سبتمبر 2021, 15:25