بحث

281120_5.jpg

البابا فرنسيس يكتب مقدمة كتاب للبابا الفخري بندكتس السادس عشر

كتب قداسة البابا فرنسيس مقدمة كتاب للبابا الفخري بندكتس السادس عشر بعنوان "أوروبا الحقيقية، الهوية والرسالة".

"أوروبا الحقيقية، الهوية والرسالة"، هذا عنوان كتاب للبابا الفخري بندكتس السادس عشر. وقد كتب المقدمة لهذا الإصدار البابا فرنسيس حيث أعرب في البداية عن سعادته لتقديم هذا الكتاب والذي يصدر تزامنا مع مرور ٥٠ سنة على إقامة علاقات دبلوماسية بين الكرسي الرسولي والاتحاد الأوروبي. وواصل البابا فرنسيس أن البابا الفخري يحدد بشكل رائع في هذا الكتاب، بما يتميز به من وضوح وعمق، معالم فكرة أوروبا التي ألهمت الآباء المؤسسين والتي هي أساس عظمة أوروبا. فكرة سيؤدي زوالها إلى تدهور لا يمكن إصلاحه، وذلك لأن أوروبا تقوم في المقام الأول على إنسانية التجسد، حيث كتب البابا الفخري أن شخصية يسوع المسيح هي في مركز تاريخ أوروبا وهي أساس أنسنة حقيقية وإنسانية جديدة. وتابع راتزنغر: إن كان الله قد صار بشرا فإن الإنسان قد اكتسب كرامة جديدة تماما، أما إذا كان الإنسان مجرد ثمرةِ تطور بالصدفة فإن إنسانيته في حد ذاتها هي صدفة، ويمكن هكذا التضحية بالإنسان من أجل أهداف سامية في ظاهرها. ذكَّر البابا فرنسيس في المقدمة أيضا بحديث البابا بندكتس السادس عشر عن أنه مع تجسد الله ومع آلامه من أجل الإنسان فإن الإنسان يشارك في كرامة الله، ومَن يخطئ فهم ما هو الإنسان يشن هجوما على الله ذاته.

واصل البابا فرنسيس في تقديمه للكتاب متحدثا عن ضياع فكرة احترام كل حياة بشرية في أوروبا تدريجيا، بدءً من فقدان الوعي بقدسية الحياة، أي من تراجع الوعي بأننا خلائق الله. وأضاف البابا فرنسيس أن بندكتس السادس عشر لم يخشَ عبر السنوات، وبشجاعة وبعد نظر، إدانة الأشكال الكثيرة لهذا التخلي عن فكرة الخلق وصولا إلى التبعات الحالية التي يصفها البابا الفخري بشكل واضح ومقنع.

هذا ويؤكد البابا فرنسيس في مقدمته لكتاب "أوروبا الحقيقية، الهوية والرسالة" للبابا الفخري بندكتس السادس عشر أن يوزيف راتزنغر لا ينهي هذا الكتاب بتشاؤم أو حزن، بل على العكس يتحدث عن أن أحد أسباب ما يحمل من رجاء هو أن التطلع إلى الله والبحث عنه مطبوعان بعمق في كل نفس بشرية ولا يمكن أن يزولا. ويضيف البابا الفخري أن الإنسان قد ينسى الله لبعض الوقت أو يضعه جانبا ويهتم بأشياء أخرى، إلا أن الله لا يزول أبدا، وأننا نحن البشر وحسب ما يقول القديس أغسطينوس نشعر بقلق إلى أن نعثر على الله، وهذا القلق موجود اليوم أيضا، ويكمن الرجاء في أن يضع الإنسان نفسه مجدَّدا اليوم أيضا على الدرب نحو الله. وختم البابا فرنسيس أن بندكتس السادس عشر بكشفه لنا عن سر سعادته في هذا الزمن الصعب يرشدنا أيضا إلى الدرب التي يجب السير عليها من أجل ولادة جديدة لأوروبا. 

16 سبتمبر 2021, 12:13