رسالة البابا فرنسيس بمناسبة المئوية الثانية لاستقلال المكسيك
يشير البابا في رسالته إلى ضرورة الاعتراف بأخطاء الماضي، ويطلب عدم تجاهل الأعمال التي تمَّ ارتكابها ضد الحسّ الديني، ويدعو إلى تذكر القيم التي كونتهم كشعب: الاستقلال والوحدة والدين.
كتب البابا فرنسيس إن الذكرى السنوية التي تحتفلون بها تدعونا إلى النظر ليس إلى الماضي وحسب لكي نقوّي الجذور وإنما أيضًا لكي نستمرَّ في عيش الحاضر ونبني المستقبل بفرح ورجاء، ونعيد التأكيد على القيم التي كوّنتكم وميّزتكم كشعب. وفي هذا السياق يؤكّد الأب الأقدس أنَّ الاحتفال بالاستقلال هو تأكيد على الحرية، والحرية هي عطية وأمر نكتسبه على الدوام، ولهذا ينضمّ البابا فرنسيس إلى فرح هذا الاحتفال. في الوقت عينه، يعرب أسقف روما عن رغبته في أن تكون هذه الذكرى مناسبة مواتية لتقوية الجذور وإعادة التأكيد القيم التي تكوّنهم كأمة.
ويتأمّل البابا في رسالة حول طريقة تقوية الجذور انطلاقًا من "إعادة قراءة الماضي"، مع الأخذ بعين الاعتبار لجميع الأنوار والظلال التي كوّنت تاريخ البلاد. ويكتب الحبر الأعظم هذه النظرة لاستعادة الماضي تتضمن بالضرورة عملية تنقية للذاكرة، أي الاعتراف بالأخطاء التي تمَّ ارتكابها في الماضي، والتي كانت مؤلمة للغاية. لهذا السبب، في مناسبات مختلفة، طلبنا أنا وأسلافي المغفرة عن الخطايا الشخصية والاجتماعية، وعن جميع الأفعال أو الإغفالات التي لم تساهم في البشارة.
ومن هذا المنظور عينه، يشير البابا إلى أنه لا يمكن تجاهل الأعمال التي ارتكبت مؤخرًا ضد الحسِّ الديني المسيحي لجزء كبير من الشعب المكسيكي، والتي سبّبت لهم ألمًا عميقًا. ويؤكد، في هذا السياق أننا لا نتذكّر آلام الماضي لكي نبقيها هنا وحسب وإنما لكي نتعلم منها مواصلة المسيرة واتخاذ خطوات من أجل مداواة الجراح، وتعزيز حوار مفتوح ومحترم بين الاختلافات، وبناء الأخوة التي طال انتظارها، وإعطاء الأولوية للخير العام على المصالح الخاصة والتوترات والصراعات.
لذلك يشير الحبر الأعظم إلى السبيل ليس فقط لتعزيز الجذور وإنما لعيش الحاضر وبناء المستقبل بفرح ورجاء وإعادة التأكيد على القيم التي كوّنتهم كشعب؛ تلك القيم التي ناضلت من أجلها الأمة المكسيكية بشدة، والتي من أجلها ضحى العديد بحياتهم، وهي قيم الاستقلال والوحدة والدين.
وخلص البابا فرنسيس رسالته بالقول إن العذراء مريم سيدة غوادالوبي، إذ توجّهت خاصة إلى الصغار والأشدَّ عوزًا قد عزّزت الأخوة والحرية والمصالحة وانثقاف الرسالة المسيحية، ليس في المكسيك وحسب وإنما في الأمريكتين. لتكن هي لكم جميعًا المرشد الأمين الذي يقودكم إلى الشركة والحياة الكاملة في ابنها يسوع المسيح.