بحث

البروفيسور ريكاردي: البابا قلق حيال ما يجري في أفغانستان وهو لم يتخل عن الحلم في بناء عالم جديد البروفيسور ريكاردي: البابا قلق حيال ما يجري في أفغانستان وهو لم يتخل عن الحلم في بناء عالم جديد 

البروفيسور ريكاردي: البابا قلق حيال ما يجري في أفغانستان وهو لم يتخل عن الحلم في بناء عالم جديد

شاء مؤسس جماعة سانت إيجديو، البروفيسور أندريا ريكاردي، أن يعلق على النداء الذي أطلقه البابا فرنسيس لصالح أفغانستان، يوم الأحد الفائت، داعيا إلى الصوم والصلاة على نية هذا البلد المعذب، ولفت إلى أن فرنسيس لم يتخل عن الحلم في بناء عالم جديد بعد الجائحة.

ليست المرة الأولى التي يطلب فيها البابا الصلاة على نية بلد يعاني من الحرب. فقد فعل ذلك في السابع من أيلول سبتمبر ٢٠١٣، عندما دعا الؤمنين للصلاة على نية السلام في سورية، وكرر الدعوة إلى الصلاة على نية جنوب السودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية عام ٢٠١٧. وفي الرابع من أيلول سبتمبر من العام الماضي حثّ المؤمنين على الصلاة من أجل لبنان، بعد شهر على انفجار مرفأ بيروت.

في مقابلة مع موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني قال البروفيسور ريكاردي إن الكنائس لا تصلي من أجل السلام بما فيه الكفاية، لافتا إلى أن الصلوات لا تُرفع خلال قداديس الأحد على نية السلام في أفغانستان أو شمال موزمبيق حيث يوجد ثمانمائة ألف نازح، أو على نية العديد من المناطق التي تعاني من الحروب المنسية. وأضاف أنه إزاء هذه الحروب والأوضاع التي نعجز عن إيجاد حلول لها، نميل إلى الشعور باللامبلاة. وهذا ما تحدث عنه البابا فرنسيس – خلال زيارته إلى جزيرة لامبدوزا – مسمياً ما يجري بـ"عولمة اللامبالاة". وغالبا ما نكون غير مبالين لأننا نعجز عن القيام بأي شيء.

بعدها أشار ريكاردي إلى أن كل واحد منا يستطيع أن يفعل شيئاً في العالم المعولم الذي نعيش فيه وقال: إذا استطاعت مجموعات صغيرة أن تزرع الرعب، بإمكان مجموعات صغيرة أخرى أن تزرع السلام. وهذا ما تفعله من خلال الصلاة والصوم، الذي هو انفصال عن الواقع اليومي، إنه ثورة ضد الحرب وتضرع إلى الله، سائلينه أن يفتح دروباً أمام السلام وأن يحرك – من خلال روحه القدوس – الإرادات الطيبة لدى الأشخاص، والقادة الأقوياء ومختلف المؤسسات.

في سياق حديثه عن اللقاء الذي جمعه مع البابا فرنسيس صباح الاثنين قال مؤسس جماعة سانت إيجيديو إن الحبر الأعظم قلق جداً حيال ما يجري في أفغانستان، وهو يتتبع الأوضاع يومياً، ولم يتخل عن الرؤية والحلم في بناء عالم جديد، بعد جائحة كوفيد، يترافق فيه التضامن الاجتماعي مع التضامن الدولي. ولفت ريكاردي إلى أن وثيقة الأخوة الإنسانية يمكن أن تكون الروح الذي نبني من خلاله هذا المجتمع ما بعد الجائحة. وأضاف أن الأشخاص ينسون غالبا أننا نعيش في مرحلة تحولية تاريخية، لذا من الملح أن نعمل على بناء عالم مختلف عن السابق.

ختم ريكاردي حديثه لموقعنا بالقول: إننا نجد أنفسنا اليوم أمام هذه المأساة الأفغانية التي تتطلب منا التضامن الروحي وتقديم الضيافة. وينبغي أن نتساءل ما هو المجتمع الذي نريد بناءه؟ مجتمع الخوف والجدران أم مجتمع الأمل والضيافة؟ وذكّر بأن الأمل والضيافة يتغذيان من الصلاة لأنها تجعل منا أشخاصا جريئين وقادرين على التفكير بصيغ جديدة للعيش المشترك.

31 أغسطس 2021, 10:33