بحث

البابا يتلو التبشير الملائكي في عيد القديسين بطرس وبولس ويتحدث عن ضرورة الشهادة للإنجيل

لمناسبة الاحتفال بعيد القديسين بطرس وبولس تلا البابا فرنسيس ظهر اليوم الثلاثاء مع المؤمنين صلاة التبشير الملائكي وتحدث عن أهمية الشهادة للإنجيل على غرار الرسولين اللذين لم يكتفيا بالإعجاب بيسوع بل اقتديا بمثله ولم يكونا متفرّجين على الإنجيل، بل رائدين له.

قال البابا فرنسيس: أيها الأخوة والأخوات الأعزاء، صباح الخير. في محور إنجيل اليوم يطرح الرب على التلاميذ سؤالا مقررا: أنتم من تقولون إني هو؟ وهذا التساؤل المهم يوجهه الرب يسوع لكل واحد منا اليوم "من أنا بالنسبة لك؟". من أنا بالنسبة لك؟ أنت الذي قبلت الإيمان وما تزال خائفا من التقدم في العمق اتماما لكلمتي؟ من أنا بالنسبة لك؟ أنت المسيحي منذ زمن طويل، وقد أنهكتك العادات وأضعتَ حبك الأول؟ من أنا بالنسبة لك؟ أنت الذي تعيش أوقاتا صعبة، وتحتاج إلى خضة تحملك على الانطلاق مجددا؟ يسوع يسألنا: من أنا بالنسبة لك؟ فلنعطه اليوم كلنا جوابا نابعا من القلب.

مضى البابا إلى القول إن الرب يسوع وقبل أن يطرح على التلاميذ هذا السؤال سألهم "من يقول الناس إني هو؟" يبدو أنه قام بنوع من استطلاع الرأي ليعرف ما يقوله الآخرون عنه، وليطّلع على الشهرة التي كان يتمتع بها، لكن هذه الشهرة ليست مهمة بالنسبة له. لماذا إذا طرح هذا السؤال؟ فعل ذلك ليُظهر اختلافاً، هذا الاختلاف الأساسي في الحياة المسيحية. هناك من يتوقف عند السؤال الأول، عند آراء الآخرين ويتحدث عن يسوع. وهناك من يتحدث مع يسوع مقدما له حياته، ومقيما علاقة معه، ومتمّا النقلة المقررة. هذا ما يهمّ الرب، أن يبقى في محور أفكارنا، وأن يصير مرجعاً لعواطفنا، وأن يكون – بالمختصر المفيد – حبّ حياتنا. لا تهمه أراؤنا به.

بعدها توقف البابا عند الاحتفال هذا الثلاثاء، كما في التاسع والعشرين من حزيران يونيو من كل عام، بعيد القديسين بطرس وبولس وقال إنهما أتمّا هذه النقلة المقررة وصارا شاهدين، حملا يسوع في قلبيهما. لم يكتفيا بالإعجاب بيسوع بل اقتديا بمثله. لم يكونا متفرّجين على الإنجيل، بل رائدين له. آمنا بفضل الوقائع، لا بالكلام وحسب. لم يتحدث بطرس عن الرسالة، لقد عاشها وكان صياد بشر. والقديس بولس لم يُصدر كتباً منمقة، إنما رسائل معاشة، فيما كان يسافر ويشهد للإنجيل. وقد قدّما حياتهما من أجل الرب والأخوة. وهما يحفزاننا، لأننا نواجه خطر التوقف عند السؤال الأول: أن نقدم الآراء، وأن نطرح الأفكار الكبرى والكلمات الجميلة، لكن دون أن نفعل شيئا.

تابع الحبر الأعظم كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي قائلا: كم مرة، على سبيل المثال، نقول إننا نريد كنيسة أكثر أمانة للإنجيل، وأكثر قربا من الناس، وأكثر نبوية وإرسالية، لكن لا نفعل شيئا على أرض الواقع. من المحزن أن نرى أن كثيرين يتحدثون، يعلّقون ويناظرون، لكن قلة هم من يشهدون. وهؤلاء الشهود لا يتوقفون عند الكلمات بل يحملون الثمار. لا يتذمرون من الآخرين ومن العالم، بل يبدأوون من أنفسهم. ويذكروننا بأنه لا ينبغي أن نثبت وجود الله إنما أن نُظهره بشهادتنا. لا أن نعلنه بل أن نشهد له من خلال المثال الذي نقدمه.

هذا ثم أكد البابا فرنسيس أنه عندما ننظر إلى حياة بطرس وبولس، قد نلقى اعتراضا يقول: لقد كانا شاهدين، لكنهما لم يعيشا حياة مثالية. كانا خاطئين، فبطرس نكر يسوع، وبولس اضطهد المسيحيين. لكنهما في الواقع شهدا أيضا لسقوطهما. كان باستطاعة بطرس أن يقول لمن كتبوا الإنجيل: لا تكتبوا عن الأخطاء التي ارتكبتُها. لكن هذا لم يحصل، إذ تحدثنا الأناجيل عن قصته بشكل واضح وصريح، كما عن أوضاع البؤس التي عاشها. وقد فعل الشيء نفسه القديس بولس الذي كتب في رسائله عن أخطائه وضعفه. من هنا يبدأ الشاهد: من الحقيقة المتعلقة به، من نضاله في وجه الازدواجية والأمور الباطلة. والرب قادر على صنع أمور عظيمة من خلالنا عندما لا نكترث للدفاع عن صورتنا، بل نبقى شفافين معه ومع الآخرين.

في ختام كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي قال البابا فرنسيس: أيها الأخوة والأخوات الأعزاء، إن الرب يحاكينا اليوم. والسؤال الذي يطرحه علينا "من أنا بالنسبة لك؟" يغوص في أعماقنا. ومن خلال الشاهدين القديسين بطرس وبولس يحثنا على نزع أقنعتنا، والتخلي عن المواقف المترددة، وعن الأعذار التي تجعلنا فاترين واعتياديين. وسأل العذراء ملكة الرسل أن تشعل بداخلنا الرغبة في الشهادة ليسوع.

29 يونيو 2021, 14:01

التبشير الملائكي هو صلاة تتلى لتذكّر سرِّ التجسّد ثلاث مرات في اليوم: عند الساعة السادسة صباحًا، عند منتصف النهار وعند الغروب عند الساعة السادسة مساء. الأوقات التي تقرع فيها أجراس التبشير الملائكي. تأخذ الصلاة اسمها من الجملة الأولى منها – ملاك الرب بشّر مريم العذراء – وتقوم على قراءة مختصرة لثلاثة نصوص بسيطة تتمحور حول تجسُّد يسوع المسيح وتلاوة صلاة السلام عليك ثلاث مرات. هذه الصلاة يتلوها البابا في ساحة القديس بطرس ظهر أيام الأحد والأعياد. قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي يلقي الحبر الأعظم كلمة قصيرة يستهلّها انطلاقًا من قراءات اليوم. ثم تليها تحيّة الحجاج. من عيد الفصح وإلى عيد العنصرة، تتلى صلاة إفرحي يا ملكة السماء بدلاً من صلاة التبشير الملائكي وهي صلاة نتذكّر من خلالها قيامة يسوع المسيح من بين الأموات وفي ختامها تتلى صلاة المجد للآب لثلاث مرات.

آخر التبشير الملائكي/افرحي يا ملكة السماء

اقرأ الكل >