بحث

00028_13062015.JPG

البابا فرنسيس يستقبل وفد رابطة الكشافة الكاثوليكية الفرنسية

الشهادة عبر الإيمان والالتزام، الانطلاق من قناعات قوية مصدرها الإنجيل، عدم الإحباط أمام أنانية العالم، هذا ما دعا إليه البابا فرنسيس أعضاء رابطة الكشافة الكاثوليكية الفرنسيىة خلال استقباله لهم اليوم.

استقبل البابا فرنسيس اليوم الجمعة وفد رابطة الكشافة الكاثوليكية الفرنسية Scouts Unitaires de France والتي تحتفل بالعام الخمسين لتأسيسها. ورحب الأب الأقدس في بداية كلمته بضيوفه في روما معربا عن سعادته للقائهم، كما ووجه الشكر إلى لجنة رعوية الأطفال والشباب في مجلس أساقفة فرنسا ومسؤولي الرابطة. ثم توقف البابا فرنسيس في حديثه عند ما نلمس غالبا في مجتمعات اليوم من تردٍ للعلاقات الإنسانية وغياب نماذج جديرة بالثقة للشباب خلال التنشئة، وأضاف قداسته أن هذا يزداد سوءً بسبب الأزمة الصحية الحالية والتي قلصت إمكانيات اللقاء الذي يقود إلى نسج علاقات صداقة وأخوّة. وأمام هذه المصاعب، واصل قداسة البابا، فإن رابطة الكشافة علامة تشجيع للشباب وذلك لأنها تدعوهم إلى الحلم وإلى العمل والتحلي بشجاعة النظر برجاء إلى المستقبل. وشدد البابا على أنه، وبفضل ما يقوم به الأخوة والأخوات الأكبر من تربية ومرافقة وحماية للصغار مساعدين إياهم جزئيا على اكتشاف ما وهبهم الله من مواهب وإثمارها، فإن الرابطة تؤكد أننا نحتاج جميعا إلى أن نعيش علاقات إنسانية حقيقية وليس علاقات افتراضية فقط، خاصة خلال فترة العمر التي تتكون فيها الشخصية والطباع. وأعرب الأب الأقدس في هذا السياق عن شكره الخاص للأزواج والزوجات الذين يدعمون الرابطة شاهدين هكذا على جمال الزواج.

ثم انتقل البابا فرنسيس إلى الحديث عن دعوة الكشاف، ومع استعداده لخدمة القريب، إلى العمل من أجل كنيسة منفتحة ومن أجل عالم أكثر إنسانية، وقال قداسته لضيوفه إنهم ولتحقيق هذا الهدف لديهم رسالة نبيلة ألا وهي الشهادة أينما يكونون وذلك بإيمانهم والتزامهم، وتابع أن بإمكانهم تثمين غنى العلاقات الإنسانية وجعلها خيرا عاما يساعد على التجدد الاجتماعي. وحث الأب الأقدس الكشافة بالتالي على أن يكونوا في الوقت ذاته مسيحيين نشطاء وكشافة أمناء، وهو ما يتحقق من خلال السعي إلى الالتزام بما يحملون من قيم انطلاقا من قناعات قوية تقوم على الإنجيل وذلك في روح انفتاح على الآخرين، وهكذا تفيد أعمالهم بأشكال مختلفة المجتمع الذي يعيشون فيه.

نقطة أخرى أشار إليها البابا فرنسيس في كلمته إلى الكشافة الفرنسيين هي علاقتهم مع الطبيعة والتي تجعلهم ينقلون رسالة فحواها أن احترام الآخر واحترام البيئة يسيران جنبا إلى جنب، ولا يمكننا بالتالي إصلاح علاقتنا مع الطبيعة والبيئة بدون إصلاح جميع العلاقات الإنسانية الأساسية.

هذا وأراد الأب الأقدس في كلمته تشجيع الكشافة على تفادي الإحباط أمام أنانية العالم وعلى ألا ينغلقوا على ذواتهم، ودعاهم إلى ألا يكونوا شبابا غير فاعلين بدون مُثل وأحلام. عليهم من جهة أخرى ألا ينسوا أبدا أن الرب يدعوهم جميعا إلى أن يحملوا بدون خوف الإعلان الإرسالي أينما كانوا، وذلك بشكل خاص وسط الشباب في أحيائهم، خلال ممارسة الرياضة، حين يلتقون الأصدقاء، في النشاط الطوعي أو العمل. وشدد قداسة البابا على ضرورة أن يتقاسموا دائما وفي كل مكان فرح الإنجيل كما وذكَّر ضيوفه بأن الرب يريدهم أن يكونوا تلاميذه وأن ينشروا النور والرجاء، يريد أن يعتمد على جرأتهم وشجاعتهم وحماسهم. وواصل البابا فرنسيس مشجعا إياهم في جهودهم كي يكون الكشافة الكاثوليك حركة زارعي رجاء وإعادة اكتشاف للحياة الجماعية.

وفي ختام كلمته إلى وفد رابطة الكشافة الكاثوليكية الفرنسية Scouts Unitaires de France شكر البابا فرنسيس الله على ما قدمت الرابطة من شهادة خلال خمسين سنة في خدمة الأخوة والأخوات والكنيسة. وأعرب الأب الأقدس عن الرجاء أن يكون هذا اليوبيل لكل واحد من أعضاء الرابطة فرصة لتجديد الالتزام على أساس ما ترك لهم أسلافهم من إرث، وذلك لمساعدة الشباب على أن يكونوا أشخاصا أحرارا ومسؤولين يحترمون أحدهم الآخر ويحترمون البيئة. أوكل الأب الأقدس بعد ذلك الرابطة إلى حماية مريم العذراء الأمومية متضرعا كي تشمل الجميع بنظرتها الرحومة وتقودهم كي يكونوا تلاميذ أمناء لابنها. ثم بارك قداسته الجميع وعائلاتهم ومَن يدعمونهم في نشاطهم وسأل ضيوفه أن يصلوا من أجله.  

14 مايو 2021, 12:34