البابا فرنسيس يوجه رسالة فيديو لمناسبة تبريك كاتدرائية جديدة في مدغشقر

يُحتفل اليوم في مياندريفازو في مدغشقر بتبريك كاتدرائية القديس يوسف، ولهذه المناسبة وجه البابا فرنسيس رسالة فيديو حيا فيها الجميع على هذا العمل وعلى نشاط الأبرشية.

وجه قداسة البابا فرنسيس اليوم السبت الأول من أيار مايو، مع الاحتفال بعيد القديس يوسف العامل، رسالة فيديو لمناسبة تبريك كاتدرائية القديس يوسف في مياندريفازو في أبرشية موروندافا في مدغشقر. وذكر الأب الأقدس في رسالته أنه رأى بعض الصور للكاتدرائية الجديدة ويريد تهنئة وتحية الجميع على هذا العمل وعلى النشاط التربوي والاجتماعي والديني، وأيضا على ما يتم عمله في مجال قنوات المياه من أجل توفير المزيد من الأرُز. وتابع البابا طالبا حماية القديس يوسف ومؤكدا وحدته مع الجميع بمباركة هذه الكاتدرائية الجديدة. ثم بارك الجميع سائلا إياهم ألا ينسوا أن يصلوا من أجله.

هذا ويترأس الاحتفال بتبريك الكاتدرائية الجديدة أسقف موروندافا المطران ماري فابيان راهاريلامبونيانا والذي أعرب في حديث إلى إذاعة الفاتيكان عن الشكر لقداسة البابا على توجيه نظرته إلينا رغم بعدنا حسب ما ذكر. وتابع أن الأب الأقدس يرى بقلبه ما يبعد آلاف الكيلومترات وما لا تراه الأعين، ووصف رسالة البابا بالمفاجأة الجميلة التي تمنحنا الفرح وتجعلنا نشعر بالقرب من الأب الأقدس. وواصل أسقف موروندافا أن أبناء الأبرشية يشعرون بأنفسهم اليوم أكثر قربا من الله بفضل هذه الكاتدرائية التي شيدها مئتان من الفقراء ما بين رجال ونساء. وذكّر في هذا السياق بأن مياندريفازو تبعد حوالي 300 كيلومتر عن موروندافا وهي منطقة تمتلئ بالغابات والمناطق المتصحرة، ويشعر الكاثوليك الذين يشكلون 15% من مجموع سكانها البالغ عددهم تقريبا 20 ألفا بأنهم بعيدون عن الكنيسة. وواصل أن الأبرشية قد دعت إلى سينودس خمس سنوات مضت وقد طلب خلاله شعب الله قربا أكبر من قِبل الأبرشية، وقد دعا الأسقف الكثير من الجمعيات الرهبانية إلى المجيء إلى هذه المنطقة المعزولة والبعيدة، وجاء الكثيرون بالفعل مجيبين هكذا بسخاء على دعوة البابا فرنسيس إلى التوجه إلى الضواحي. وأضاف المطرن ماري فابيان راهاريلامبونيانا أن هذا الحضور يمَكننا اليوم من أن أن نكون قريبين من السكان ومن مواصلة البشارة. وتحدث من جهة أخرى عن أكثر من 50 جماعة مسيحية جديدة في القرى وعن أكثر من 6000 طفل في مدارس الكنيسة، كما وهناك أيضا ثلاثة مستوصفات. وتابع أنه قد ترأس 15 يوما مضت قداسا تخلله تعميد 200 شخص، وأضاف أن الكثيرين في هذه القرى قد أكدوا أنهم كانوا ينتظروننا منذ فترة طويلة. تطلَّب هذا الحضور بالتالي تأسيس بنية لمرافقة حيويةِ الكنيسة، ولهذا تم تشييد الكاتدرائية الجديدة، مركز الأبرشية، إكليريكية صغرى ومركز للتعليم المسيحي، إلى جانب مدرسة وقناة إذاعية كاثوليكية. تحدث الأسقف من جهة أخرى عن إبداء السكان استعدادهم لتشييد قناة للري يزيد طولها عن 50 كيلومترا وقد تم حفرها بالأيادي، وتروي هذه القناة اليوم ما يزيد عن ألفَي هكتار من الأرُز. وأضاف أنه قد تمت مواجهة هذا التحدي بدون موارد مالية، إلا أن الموارد تتوفر يوميا بفضل العناية الإلهية والتي كان كل شيء من ثمارها، ما بين الإرساليات والمدرسة والمستوصفات.

وفي ختام المقابلة التي أجرتها معه إذاعة الفاتيكان أكد أسقف موروندافا في مدغشقر المطران ماري فابيان راهاريلامبونيانا أن بناء الكاتدرائية الجديدة أصبح ممكنا بفضل زيارة البابا فرنسيس إلى هذا البلد في أيلول سبتمبر 2019 والتي أثارت سخاء سيدة وعائلتها، وقد التقت هذه السيدة الأب الأقدس مؤكدة له حاجة مدغشقر إلى المساعدة، وواصلت هذه السيدة مع عائلتها مساعدة الأبرشية. وذكَّر الاسقف بأن تبريك الكاتدرائية يتم اليوم مع الاحتفال بعيد القديس يوسف العامل والذي أعلن البابا فرنسيس سنة مكرسة له. هذا وأشار المطران راهاريلامبونيانا من جهة أخرى إلى أننا لا نزال في حالة الطوارئ الصحية ولهذا فإن الاحتفال بتبريك الكاتدرائية يتم بمشاركة أعداد قليلة من الأشخاص. وتابع أن هذا يذكِّرنا بحياة القديس يوسف وحياة مريم العذراء، فقد وُلد الطفل يسوع في مكان في الضواحي وتوجه القليل من الأشخاص إلى مكان ولادته. وتابع أنه ورغم غياب الكثيرين في احتفال اليوم فإن النعمة الإلهية حاضرة، وأضاف أنه سيتم في وقت لاحق تتظيم حج سيرا على الأقدام للكرازة في القرى والمدن التي سيمر عبرها المؤمنون، وهو حج يجذب الشباب بشكل خاص حسب ما ختم.   

01 مايو 2021, 13:09