1621603134813.JPG

البابا فرنسيس يستقبل أعضاء جمعية لازار الفرنسية والمستفيدين من خدماتها

لازار، جمعية فرنسية توفر للفقراء والمشردين فرصة تقاسم مساكن مع شبان في أعمار مختلفة. واليوم الجمعة استقبل البابا فرنسيس أعضاء الجمعية والمستفيدين من خدماتها متوقفا عند هذه الخبرة المميزة.

استقبل قداسة البابا فرنسيس الجمعة في بيت القديسة مرتا أعضاء والمستفيدين من نشاط جمعية "لازار" الفرنسية والتي تعتني منذ عشر سنوات بالفقراء ومَن لا ملجأ لهم حيث تستقبلهم في مساكن "تضامنية" مع شبان من أعمار مختلفة. وسلَّم الأب الأقدس ضيوفه كلمة أعدها لهذ المناسبة أشار في بدايتها إلى أن اللقاء كان يُفترض أن يتم السنة الماضية لكنه تأجل بسبب الوباء، كما وأعرب عن السعادة لرؤية أشخاص كُثر يلتزمون اليوم أيضا، مفعمين بالإيمان والإرادة الطيبة والشجاعة، بعيش خبرة خدمة وأخوّة. وتحدث الأب الأقدس في هذا السياق عن قيام الجمعية على مبادئ بسيطة مثل أن يكون الشخص ذاته مع الآخرين واستعادة الفرح والشعور بأنه محبوب وتعلُّم العيش معا ببساطة كما في عائلة. وقال البابا إن هذه المبادئ يصبح لها معنى وتُشكل جماعة دائمة فقط في حال انطلاقها من صداقة قوية مع المسيح ينبوع عمل الجمعية من أجل الخير. وأكد أن أعضاء الجمعية، وعبر لقاء الآخرين في أوضاعهم وتشكيل عائلة يسودها التناغم وفرح العيش معا، يشاركون في رسالة الكنيسة في التوجه إلى ضواحي مجتمعنا، وذكَّر بأن الضواحي الوجودية هي في مركز قلب الله، فقد جاء يسوع إلى ضواحينا الوجودية بل وصار هو ضاحية وجودية. 

واصل البابا فرنسيس حديثه إلى أعضاء الجمعية مشيرا إلى أنهم اختاروا أن يكونوا في خدمة الكرامة البشرية والقرب من المقصيين والمستبعدين ومَن تتعرض حقوقهم للخيانة. وأكد قداسته أنههم بخدمتهم هؤلاء الأشخاص يخدمون الرب، كما ويساعدوننا بعملهم على إدراك أن كل شخص هو قصة مقدسة وهبة لا يمكن تثمينها. وشدد البابا على أن الرب يدعونا إلى التغلب على مخاوفنا وإلى التحلي بالشجاعة على المحبة وتجاوز السلبية.  وأضاف أن أعضاء الجمعية يُظهرون للأشخاص الذين يساعدونهم قرب الرب كما ويسعون إلى أن يكونوا مسيحيين لا فقط بالكلمات بل بالأفعال، وشجعهم على أن يكونوا شهودا لحنان الله وسط ثقافة الفردانية واللامبالاة والإقصاء.

وإلى المستفيدين من الخدمة التي تقدمها جمعية لازار والتي وصفها بمبادرة محبة قال البابا فرنسيس إنهم بعيشهم هذه المغامرة الجميلة، بتاريخهم الممتلئ في بعض الأحيان بالحزن والوحدة والدموع والإقصاء، يشكلون هبة ثمينة تجعلنا نرى محبة الرب. وأكد الأب الأقدس لهم أنهم ليسوا نفايات أو أشخاصا من درجة أقل أو فاشلين حسب ما يريد البعض تصويرهم، بل هم كنز، عطية، حياة، كرامة. وتابع أننا في وجوههم نرى وجه المسيح المتألم الذي يدعونا إلى المحبة وإلى التحلي بقلوب منفتحة. وواصل البابا فرنسيس موجها كلماته إلى المستفيدين من الخدمات قائلا إنهم بما يتلقون من أشخاص آخرين من خير واهتمام يصبحون بدورهم رجالا ونساء قادرين على التعزية وتخفيف الجراح وجعل الله حاضرا في قلب حياتهم. ودعاهم قداسته إلى أن يعيشوا كل لحظة من حياتهم كنعمة وأن يجعلوا حياتهم هبة من أجل الجمال والخير.    

وفي ختام كلمته إلى أعضاء جمعية لازار والمستفيدين من خدماتها، والذين استقبلهم اليوم الجمعة، شجع قداسة البابا الجميع على أن يبقوا أمناء دائما لأهدافهم، خاصة وأننا في حاجة اليوم وأكثر من أي وقت مضى إلى بناء عالم ومجتمع من علاقات أخوية مفعمة بالحياة. وذكَّر الأب الأقدس بأن الأعمال تنبع من اتحاد يجعلنا ننحني أكثر فأكثر نحو الآخر، معتبرين إياه قيما وجديرا وجميلا، بعيدا عن المظاهر الجسدية أو الخُلقية. وتابع أن محبتنا للآخرين بما هم عليه تدعونا إلى البحث عن الأفضل لحياتهم، ولن نستطيع الاستعداد لتحقيق الصداقة الاجتماعية التي لا تستبعد أيّ شخص، والأخوّة المفتوحة للجميع، إلا عبر تنمية للعلاقات بهذه الطريقة. ثم أوكل البابا فرنسيس ضيوفه وعائلاتهم إلى شفاعة مريم العذراء والقديس لعازر، ثم منحهم البركة الرسولية سائلا إياهم الصلاة من أجله.

21 مايو 2021, 21:08