البابا: حيث تكون هناك حروب تُهزم السياسة
هناك اختبار لكي نفهم ما إذا كانت السياسة تقوم بمهمتها كـ"أسمى وأعظم شكل من أشكال المحبّة" وللتحقق من "استقامة ونزاهة أمّة ما": وهو الحرب. عندما يتحدثون معي عن السياسة في العالم، أقول: انظروا حيث هناك حروب، تجدون هزيمة السياسة. إن السياسة غير القادرة على الحوار لتفادي الحرب قد هُزمت، وانتهى أمرها. بهذه الكلمات أجاب البابا فرنسيس على سؤال شاب من "Scholas Occurrentes" حول كيف يمكن للشباب أن يغيّروا السياسة.
"إنَّ اختبار السياسة هو الحرب، واختبار استقامة ونزاهة أمّة ما بالنسبة لي هو: هل تصنع السلاح؟ هل تعزّز الحروب؟ هل تربح ثروتك لأنك تبيع أسلحة لكي يقتل الآخرون بعضهم البعض؟ وهناك سنعرف ما إذا كانت الأمة سليمة من الناحية الأخلاقية"، هذا ما قال الحبر الأعظم، مجيبًا على الشباب، خلال زيارته عصر الخميس إلى قصر سان كاليستو في روما، مقرُّ هذه الشبكة العالمية للتضامن التي ولدت في الأرجنتين وأصبحت مؤسسة بابوية – برغبة من البابا فرنسيس- وأضاف - من المؤلم أن نرى الكهنة يباركون الأسلحة. إنَّ أدوات الموت لا تُبارك.
تابع البابا فرنسيس يقول إنَّ المحبّة هي سياسيّة، أي اجتماعيّة للجميع. وعندما تغيب هذه الشمولية في المحبّة، تسقط السياسة أو تمرض أو تصبح سيئة، ودعا الأب الأقدس في هذا السياق إلى الحوار لأن "الآراء المختلفة" هي "المفتاح في السياسة" التي يجب أن تطمح على الدوام إلى "الوحدة والانسجام".
وخلص البابا فرنسيس إلى القول إنَّ البرلمانات هي أساسية، لأن هناك يتمُّ صنع الأمور ولكن مع الأخذ في عين الاعتبار دائمًا أن الوحدة هي أسمى من الصراع. وبالتالي فالسياسة ليست وصولاً، لا! بل هي مسيرة، وإطلاق عمليات ... ولذلك يأتي عدم الثقة في السياسة لأنه يتم الخلط بينها وبين العمل التجاري: "أحتاج لهذا، كم ستعطيني... ". السياسة هي مسيرة، حتى لو احترق السياسي خلال المسيرة، لأنَّ المهم هو الوصول.