البابا فرنسيس يتلو صلاة إفرحي يا ملكة السماء البابا فرنسيس يتلو صلاة إفرحي يا ملكة السماء 

البابا فرنسيس: إن الروح القدس يعطي الحياة لعقولنا وقلوبنا

"لنطلب اليوم من العذراء مريم، أمَّ الكنيسة، أن تشفع لنا لكي يحلَّ الروح القدس علينا بوفرة ويملأ قلوب المؤمنين ويُضرِم في الجميع نار محبته" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في كلمته قبل تلاوة صلاة إفرحي يا ملكة السماء

تلا قداسة البابا فرنسيس ظهر الأحد صلاة "إفرحي يا ملكة السماء" مع المؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس وقبل الصلاة ألقى الأب الأقدس كلمة قال فيها يروي كتاب أعمال الرسل عما يحصل في أورشليم بعد خمسين يوم من فصح يسوع. كان التلاميذ مجتمعين في العليّة وكانت العذراء مريم معهم. كان الرب القائم من الموت قد طلب منهم أن يبقوا في المدينة إلى أن ينالوا من العلى عطيّة الروح القدس. وظهر ذلك فجأةً كدويٍّ من السماء، كريح عاصفة مَلأَت جَوانِبَ البَيتِ الَّذي كانوا فيه.

تابع الأب الأقدس يقول إنها خبرة حقيقيّة ولكنها رمزيّة أيضًا. هي تُظهر أنّ الروح القدس هو كالريح قوي وحرّ؛ لا يمكن التحكُّم به أو إيقافه، لا يمكن قياسه أو حتى توقّع اتجاهه. لا يسمح لنا بأن نحدّه في متطلباتنا البشريّة ومخططاتنا وأحكامنا المسبقة. إن الروح القدس ينبثق من الله الآب وابنه يسوع المسيح ويفيض على الكنيسة - على كلِّ فردٍ منا - ويعطي الحياة لعقولنا وقلوبنا. كما نقول في قانون الإيمان "الرب المحيي".

أضاف الحبر الأعظم يقول في يوم العنصرة كان تلاميذ يسوع لا يزالون مرتبكين وخائفين، ولا يملكون الشجاعة للخروج. نحن أيضًا، في بعض الأحيان، نفضل البقاء داخل الجدران الواقية لبيئاتنا. لكن الرب يعرف كيف يصل إلينا ويفتح أبواب قلوبنا. هو يرسل إلينا الروح القدس الذي يغمرنا ويتغلب على كل حيرتنا وتردُّدنا، ويهدم دفاعاتنا، ويفكك ضماناتنا الزائفة. يجعلنا الروح القدس مخلوقات جديدة، تمامًا كما فعل ذلك اليوم مع الرسل.

تابع البابا يقول فهُم بعد أن نالوا الروح القدس، لم يعودوا كما كانوا في السابق، بل خرجوا وبدأوا يبشِّرون بأن يسوع قد قام من الموت، وأنه الرب، بطريقة يفهمها كل فرد بلغته. إنَّ الروح القدس يغير القلب ويوسع نظر التلاميذ. لقد جعلهم قادرين على أن ينقلوا للجميع أعمال الله العظيمة، بدون حدود، فذهبوا أبعد من الحدود الثقافية والدينية التي اعتادوا على التفكير والعيش فيها. وجعلهم قادرين على بلوغ الآخرين مع احترام إمكاناتهم في الاصغاء والفهم، في ثقافة ولغة كل فرد. بعبارة أخرى، يوفّر الروح القدس تواصلاً بين أشخاص مختلفين ويحقق وحدة الكنيسة وشموليّتها.

أضاف الأب الأقدس واليوم تقول لنا هذه الحقيقة، حقيقة الروح القدس هذه، أمورًا كثيرة حيث توجد في الكنيسة مجموعات صغيرة تبحث دائمًا عن الانقسام والانفصال عن الآخرين. هذا ليس روح الله، روح الله هو انسجام، إنه وحدة، ويوحد الاختلافات. اعتاد أحد الكرادلة الذي كان رئيس أساقفة جنوى، أن يقول إن الكنيسة مثل النهر: المهم أن نكون في داخلها؛ إذا كنت قليلاً على هذا الجانب وقليلاً على الجانب الآخر لا يهم، لأنَّ الروح القدس يخلق الوحدة. لقد استخدم صورة النهر. المهم هو أن نبقى ضمن وحدة الروح القدس وألا ننظر إلى الأمور الصغيرة أي أنّك قليلاً في هذا الجانب وقليلاً في الجانب الآخر، أو أنّك تصلي بهذه الطريقة أو تلك ... هذا ليس من الله. إنَّ الكنيسة هي للجميع كما أظهر الروح القدس في يوم العنصرة

وختم البابا فرنسيس كلمته قبل تلاوة صلاة إفرحي يا ملكة السماء بالقول لنطلب اليوم من العذراء مريم، أمَّ الكنيسة، أن تشفع لنا لكي يحلَّ الروح القدس علينا بوفرة ويملأ قلوب المؤمنين ويُضرِم في الجميع نار محبته.

 

23 مايو 2021, 13:18