رسالة البابا إلى الكاردينال توركسون لمناسبة انعقاد مؤتمر للتباحث في تحديات وفرص سكان الجزر رسالة البابا إلى الكاردينال توركسون لمناسبة انعقاد مؤتمر للتباحث في تحديات وفرص سكان الجزر 

رسالة البابا إلى الكاردينال توركسون لمناسبة انعقاد مؤتمر للتباحث في تحديات وفرص سكان الجزر

بعث البابا فرنسيس هذا الجمعة برسالة إلى الكاردينال بيتر توركسون رئيس الدائرة الفاتيكانية لخدمة التنمية البشرية المتكاملة لمناسبة مؤتمر يُعقد عبر الإنترنت تحت عنوان "بناء الأخوة، حماية العدالة: تحديات وفرص لسكان الجزر"، نظمته الدائرة الفاتيكانية المذكورة بالتعاون مع المركز الأنغليكاني في روما.

استهل البابا رسالته طالبا من الكاردينال توركسون أن يبلغ تحياته الحارة إلى المشاركين في هذا المؤتمر، معربا عن أطيب تمنياته للمنظمين وجميع من يتابعون الأعمال، خاصا بالذكر السيد  Wavel Ramkalawan رئيس جمهورية السيشيل فضلا عن رئيس أساقفة كانتربوري جاستن ولبي.

كتب البابا فرنسيس أن هذه المبادرة المسكونية الهامة، التي تشمل حواراً متبادلاً جاء نتيجة حكمة وخبرة مختلف التقاليد المسيحية، تقدّم فرصة للمؤمنين والقادة الحكوميين وأعضاء المجتمع المدني على نطاق واسع، لاسيما الشبان منهم، من أجل التطرق إلى التحديات التي يواجهها اليوم سكان الجزر. ولفت البابا إلى بعض التحديات المتمثلة في العنف والإرهاب والفقر والجوع وشتى أنواع الظلم الاجتماعي والاقتصادي وانعدام المساواة بين الناس، وهي ظواهر تلحق الأذى بالجميع، وخصوصا بالنساء والأطفال.

وتطرق البابا بعدها إلى تعرض العديد من سكان الجزر إلى التبدلات البيئية والمناخية الجذرية، والتي تَسبب في بعضها الاستغلالُ المتفلّت للموارد الطبيعية والبشرية. وكنتيجة لذلك – مضى البابا يقول – لا يختبر هؤلاء التدهور البيئي وحسب، بل أيضا تدهوراً إنسانيا واجتماعيا يعرض للخطر حياة الأشخاص المقيمين في الجزر وسكان المناطق البحرية. وعبر فرنسيس عن أمله بأن يساهم هذا المؤتمر في تطوير سياسات دولية وإقليمية عملية تهدف إلى التعامل مع تلك التحديات بشكل أكثر فعالية، وفي إيقاظ الوعي لدى الجميع كي يتحملوا مسؤولياتهم لصالح بيتنا المشترك.

ولم تخلُ رسالة البابا فرنسيس إلى الكاردينال بيتر توركسون من الإشارة إلى الجائحة التي يعاني منها العالم اليوم، وقال إن هذه الأزمة الصحية جعلتنا نشعر بهشاشتنا وبحاجتنا الملحة إلى إيكولوجيا متكاملة قادرة على دعم المنظومات البيئية الطبيعية والإنسانية على حد سواء. وذكّر البابا بما جاء في رسالته العامة "كن مسبحا" التي تحدث فيها عن ترابط كل شيء، لافتا إلى الاعتناء الأصيل بحياتنا وبعلاقتنا مع الطبيعة الذي هو أمر لا يمكن فصله عن الأخوة والعدالة والأمانة تجاه الآخرين. من هذا المنطلق لا بد من تبني موقفِ تضامن واحترام حيال كل شخص لأنه مخلوق على صورة الله ومثاله، وهذا الأمر ضروري من أجل التوفيق بين المحبة الصادقة حيال الأخوة والأخوات من جهة والالتزام في حل المشاكل الاجتماعية والبيئية التي يعاني منها المقيمون في الجزر والمناطق البحرية، من جهة أخرى.

هذا ثم عبر البابا فرنسيس عن امتنانه الكبير للجهود الهادفة إلى بناء علاقات الأخوة وحماية العدالة في تلك المجتمعات، قائلا إنه واثق بأن الأعمال التي يشهدها المؤتمر ستكون علامة للدور الهام الذي يمكن أن يلعبه سكان الجزر من أجل قيام عالم أكثر إنسانية واشتمالا. وختم الحبر الأعظم رسالته إلى رئيس الدائرة الفاتيكانية لخدمة التنمية البشرية المتكاملة مؤكدا أنه يسأل الله أن يمنح جميع المشاركين في اللقاء بركات الحكمة والقوة والسلام.      

 

 

22 مايو 2021, 15:12