المتروبوليت بوليكارب: البابا فرنسيس والبطريرك برتلماوس يعملان معا من أجل خير البشرية جمعاء المتروبوليت بوليكارب: البابا فرنسيس والبطريرك برتلماوس يعملان معا من أجل خير البشرية جمعاء 

المتروبوليت بوليكارب: البابا فرنسيس والبطريرك برتلماوس يعملان معا من أجل خير البشرية جمعاء

أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع متروبوليت إيطاليا الأرثوذكسي وإكسرخس أوروبا الجنوبية المطران بوليكارب، الذي قام بزيارة إلى الفاتيكان يوم السبت الفائت والتقى بالبابا فرنسيس، مؤكداً أن الحبر الأعظم وبطريرك القسطنطينية المسكوني برتلماوس يدركان تماماً أنه عليهما التصرف معاً من أجل خير البشرية جمعاء.

لفت الأسقف الأرثوذكسي إلى أن المسيرة نحو الوحدة بين الكاثوليك والأرثوذكس ليست مسألة قابلة للنقاش، إنها مسيرة موجهة نحو هدفها المنشود، تشجعها تصرفات البابا فرنسيس والبطريرك برتلماوس وقربُهما من بعضهما. انتُخب المتروبوليت بوليكارب في هذا المنصب في الرابع عشر من كانون الثاني يناير المنصرم، على أثر رحيل سلفه  Gennadios Zervos في تشرين الأول أكتوبر الماضي، وتم تنصيبه في الحادي عشر من آذار مارس عندما تلقى رسالة تهنئة من البابا فرنسيس، شدد فيها هذا الأخير على علاقات الشركة التي توحد الكاثوليك مع الأرثوذكس.

في حديثه لموقعنا الإلكتروني سُئل سيادته عن اللقاء مع الحبر الأعظم وقال إنه جرى بصورة جيدة جدا وأضاف: لقد كان لقاءً ودياً للغاية، كما أن البابا يملك قلباً كبيراً ومحباً وعبرتُ له عن امتناني على رسالة التشجيع التي وجهها إليّ لمناسبة احتفال التنصيب، وطلبتُ منه بركته البابوية مع بداية خدمتي في إيطاليا وأوروبا كما أكدتُ له أني أرفع الصلوات الحارة على نيته كي يهبه الله سنوات طويلة من الصحة الجسدية والروحية، من أجل خير الكنيسة الجامعة ومن أجل خير كل شخص من ذوي الإرادة الصالحة.

رداً على سؤال حول أوضاع أبرشية البندقية الأرثوذكسية، التي هي الأقدم من نوعها في إيطاليا، وحول الإسهام الذي يمكن أن تقدمه على صعيد الحوار المسكوني، أشار المتروبوليت بوليكارب إلى أنه خدم تلك الأبرشية طيلة تسع عشر سنة، ضمنها ست عشرة كنائب عام على الأبرشية، موضحا أنها تغيّرت على مدى السنوات الماضية بفضل الجهود الحثيثة التي بذلها سلفه المتروبوليت زرفوس. وأضاف أن عدد الرعايا الأرثوذكسية في البندقية ازداد بثلاثة أضعاف تقريباً، كما عدد الكهنة. وفيما يتعلق بالإسهام على صعيد الحوار المسكوني، قال إن هذا هو من بين الخطوط الرئيسة التي تعمل من أجلها الأبرشية الأرثوذكسية، أي الحوار المسكوني مع كل شخص من ذوي النوايا الصالحة، وخصوصا مع الأخوة الكاثوليك، وهذا هو الهدف الأساسي للأبرشية في الأرض الحبيبة والمقدسة، حيث يتواجد مقر الكنيسة الكاثوليكية الرومانية.

لم تخلُ كلمات سيادته من التطرق إلى العلاقات الجيدة القائمة بين البابا فرنسيس وبطريرك القسطنطينية المسكوني برتلماوس الأول، وقال إنها علاقات أصيلة بعيدة كل البعد عن النواحي الدنيوية مضيفا: إنهما رجلان يتمتعان بالأفكار نفسها وبالحساسية نفسها، ويدركان أنهما مدعوان إلى العمل معا من أجل خير البشرية المضطربة، لاسيما بسبب جائحة كوفيد 19 والأزمة الاقتصادية الناجمة عنها. وأوضح أن مسيرة الكاثوليك والأرثوذكس نحو الوحدة التامة هي في الاتجاه الصحيح، يقودها الروح القدس، وهي تتقدم نحو وجهتها، التي تم بلوغها على مستوى المؤمنين، وهذا أهم من المستوى المؤسساتي.

بعدها لفت المتروبوليت بوليكارب إلى أن المسيحيين مدعوون إلى السير معا في هذه الدرب، خصوصا في إطار عالم نعيش فيه صار عبارة عن "قرية"، وقال: مما لا شك فيه أن هذه المسيرة المسكونية مستقرة، تماما كمسيرة تلميذي عماوس، اللذين رافقهما الرب القائم من الموت في مسيرتهما. فيكفي أن يوكل المؤمنون أنفسهم إلى قيادة الرب، وأن يعترفوا بأنه يرافقهم في مسيرتهم، وهكذا يتابعون السير إلى الأمام ويتخطون كل العراقيل التي يضعها الشرير أمامهم، وإذا سقطوا عليهم أن ينهضوا ويواصلوا مسيرتهم. وختم سيادته حديثه لموقع فاتيكان نيوز مذكراً بأن الكنيسة ليست عبارة عن مؤسسة تنتمي إلى هذا العالم وحسب، بل إنها جسد المسيح السري، الإلهي والبشري على حد سواء.      

24 مايو 2021, 12:11