"أنتم جميعًا إخوة"، رحلة بين مسيحيي العراق الذين ينتظرون البابا

فيلم وثائقي للمراسل ريكاردو بيتشيكي، تم تصويره في الأيام التي سبقت زيارة البابا فرنسيس إلى العراق، يعرّفنا عن كثب على الحياة والوجوه، ولكن وبشكل خاص على قوة جماعات قره قوش والموصل، التي تمكنت من أن تملء بالفرح والأناشيد الأماكن التي كانت تعاني من الألم والموت.

"كانوا مزارعين وتجار وأطباء ومعلمين ومهنيين، وكان لديهم حياة وأحباء ومنزل يحتفظ بالذكريات والأحلام والآمال، وفجأة لا شيء... الظلام". إن جراح مسيحيي سهل نينوى في العراق قد شُفيت كلها تقريبًا والذين اعتقدوا أنه لم يعد هناك مكان لهم حيث عاشوا لقرون، كانوا مخطئين لأنهم كانوا "أقوى من الكراهية والتهديد والأسلحة" واليوم هم لا يزالون في قره قوش والموصل يغنّون للبابا.

هذا هو الخيط الأحمر للقصة التي كتبها ريكاردو بيتشيكي، صانع أفلام وثائقية من توسكانا معتاد على سيناريوهات الحرب ومؤلف للعديد من التقارير المخصصة للعراق. في فيلمه الوثائقي الذي تبلغ مدته حوالي أربعين دقيقة، نتابع خطوة بخطوة اللحظات التي سبقت وصول البابا فرنسيس في الخامس من آذار مارس، من خلال الصوت والحياة اليومية ووجوه الرجال والنساء، والكهنة والراهبات الذين عانوا من الآلام والجراح التي سببها تدنيس الجهاديين وقسوتهم. لقد هربوا في "خروج بيبلي" حقيقي، لكنهم حملوا في قلوبهم على الدوام الرغبة في العودة إلى ديارهم. وهذا ما حصل والمدن والشوارع والكنائس والبيوت التي تظهر في الصور يمكنها أن تخبرنا اليوم أنه لا يوجد الموت فقط وإنما هناك الرجاء أيضًا.  فعلى الرغم من الجراح التي سببتها الحرب، لكن الناس هنا لا زالوا قادرين على السخاء الحقيقي، كما ولو أن اللطف يمكنّه أن يكون ترياقًا ضدَّ الشر.

هكذا في قرقوش وإنما في الموصل أيضًا يوضح ريكاردو بيتشيكي ويروي ببساطة وفعالية، أن هناك حضور، وقوة لا يمكن للكلمات أن تصفها، أو أن تفسّرها بشكل كامل. فالكنائس قد فتحت أبوابها مجدّدًا، والناس عادوا يبتسمون مرة أخرى، والشوارع استعادت ألوان البضائع وأصوات السيارات: إنها قطرات - كما يقول بيتشيكي - ولكن سرعان ما ستتبعها قطرات أخرى، وستحمل معها قطرات أخرى أيضًا"، وبحضور البابا فرنسيس ستصل "تلك الدفعة القوية الضرورية لكي يتدفق النهر مرة أخرى".

 

10 مارس 2021, 10:43