رسالة البابا فرنسيس إلى المشاركين في مؤتمر حول التربية الدينية

"علينا أن نتصرف بأسلوب السامري الصالح، الذي يتضمن بأن أسمح لما أراه أن يذهلني، علمًا أن الألم سيغرني، وعليَّ أن ألتزم بألم الآخر" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في رسالة الفيديو التي وجّهها إلى المشاركين في مؤتمر حول التربية الدينية.

بمناسبة انعقاد مؤتمر حول التربية الدينية تنظّمه رئاسة أبرشيّة لوس أنجلس في الولايات المتحدة الأمريكية من الثامن عش وحتى الحادي والعشرين من شباط فبراير الجاري تحت عنوان "أعلنوا الوعد" وجّه قداسة البابا فرنسيس رسالة فيديو إلى المشاركين قال فيها أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، تحية وديَّة لجميع المشاركين في مؤتمر التربية الدينية برعاية أبرشية لوس أنجلوس، التي تحتفل بعيدها الخامس والستين والذكرى الخمسين لـ "يوم الشباب". تهانينا على هذه المبادرات التي قطعت بالفعل مسارًا طويلاً ومثمرًا والتي تُعقد حاليًا بشكل افتراضي.

تابع الأب الأقدس يقول لا شك أننا نمر بزمن عصيب على الجميع، إنه زمن أزمة. وكم هو مناسب في هذا السياق نداء هذا المؤتمر: "أعلنوا الوعد!". نحن بحاجة لأن نعلن ونتذكر أننا لدينا وعد الله وأن الله يفي بوعوده على الدوام. كما علينا أن نتذكر أيضًا أن كل امرأة وكل رجل وكل جيل يحمل في داخله وعدًا يمكنه أن يُطلق طاقات جديدة على مستوى العلاقات والفكر والثقافة والروح.

أضاف البابا فرنسيس يقول إنَّ الوباء قد طبع حياة الأشخاص وتاريخ جماعاتنا. وبالتالي إزاء هذا الواقع وغيره، من الضروري أن نبني الغد وأن نتطلّع إلى المستقبل، ولكي نقوم بذلك، نحن بحاجة إلى الالتزام وقوة وتفاني الجميع. علينا أن نتصرف بأسلوب السامري الصالح، الذي يتضمن بأن أسمح لما أراه أن يذهلني، علمًا أن الألم سيغرني، وعليَّ أن ألتزم بألم الآخر. إنَّ شهادات الحب السخي والمجاني التي شهدناها طوال هذه الأشهر، وهي كثيرة، قد تركت أثراً لا يمحى في الضمائر وكذلك في النسيج الاجتماعي للمجتمع، وتعلمنا مدى ضرورة القرب والعناية والمرافقة والتضحية من أجل تعزيز الأخوَّة. لقد كانت إعلانًا عن وعد الله وتحقيقه. لنتذكر مبدأ عالميًا: من الأزمة لا يخرج المرء كما كان عليه في السابق، إما يخرج بشكل أفضل أو بشكل أسوأ، لكنّه لا يخرج أبدًا كما كان في السابق. في الأزمات ينكشف قلب الإنسان: صلابته، ورحمته، عظمته، وصغره. تجعلنا الأزمات نقف إزاء الحاجة إلى الاختيار والالتزام بمسيرة.

تابع الحبر الأعظم يقول لنتمكن في هذا الوقت الذي قد أُعطي لنا لنعيشه، معترفين بكرامة كل شخص بشري، من أن نحيي في الجميع تطلُّعًا عالميًّا للأخوة... نحن بحاجة إلى جماعة تعضدنا وتساعدنا ونساعد فيها بعضنا البعض لكي ننظر إلى الأمام. ما أهمَّ أن نحلم معًا ونتطلع إلى الأمام! أحيي الشباب بشكل خاص. وأدعوكم إلى الرجاء الذي يخبرنا عن واقع متجذر في عمق الكائن البشري، بغض النظر عن الظروف الملموسة والتكييف التاريخي الذي يعيش فيه. أنتم أيها الشباب كونوا شعراء جمال بشريٍّ جديد، جمال أخوّة وصداقة جديد!

أضاف الأب الأقدس يقول لنتذكر هذه الحقيقة الأخرى: إنَّ الأحلام تُبنى معًا. نحن نحلم كبشرية واحدة، كرحالة قد خُلقوا من الجسد البشري عينه، كأبناء لهذه الأرض نفسها التي تستضيفنا جميعًا، كل منا بغنى إيمانه أو قناعاته، كلٌّ له صوته، وإنما نعم، جميعنا إخوة! ليكن هذا هو الدفع العظيم الذي ستعيشونه وتشاركونه وتحملوه معكم من خلال مشاركتكم في هذا المؤتمر حول التربية الدينيّة.

وختم البابا فرنسيس رسالته بالقول أوكلكم إلى حنان العذراء مريم، أمّ الكنيسة وأمنحكم فيض البركة الرسوليّة. أشكر الكهنة والمعلّمين على كلِّ ما تقومون به ومن فضلكم لا تنسوا أن تصلّوا من أجلي.

 

19 فبراير 2021, 10:28