121446869_10158346124069807_5984158712994428179_nAEM.jpg

البابا فرنسيس يوجه رسالة إلى الهيئة اليسوعية لخدمة اللاجئين في الذكرى الأربعين لتأسيسها

الرغبة المسيحية العميقة في الاهتمام بالمعانين والمتألمين وضرورة المساهمة في بناء ثقافة اللقاء. كان هذا من بين ما شدد عليه البابا فرنسيس في رسالة إلى الهيئة اليسوعية لخدمة اللاجئين لمناسبة الذكرى الأربعين لتأسيسها.

لمناسبة مرور 40 عاما على تأسيس الهيئة اليسوعية لخدمة اللاجئين بعث قداسة البابا فرنسيس رسالة إلى المدير الدولي للهيئة الأب توماس سموليتش أكد في بدايتها أنه يتوجه بفكره بشكل خاص إلى الرجال والنساء والأطفال الكثيرين الذين يتوجهون إلى الهيئة بحثا عن ملجأ ومساعدة. وتابع الأب الأقدس: فليعلموا أن البابا قريب منهم ومن عائلاتهم وأنه يذكرهم في صلاته. تحدث قداسته بعد ذلك عن الاهتمام بخير جميع مَن هم في أوضاع يأس، ووصف هذا الاهتمام برغبة مسيحية واغناطية عميقة، وذلك في إشارة إلى القديس اغناطيوس دي لويولا مؤسس الرهبنة اليسوعية. وتابع أن هذه الرغبة قد حفزت وقادت الهيئة اليسوعية لخدمة اللاجئين طوال هذه السنوات الأربعين.

وفي إشارته إلى نشاط الهيئة تحدث قداسة البابا فرنسيس عن مسيرة قرب بدأت في ثمانينات القرن العشرين مع من عُرفوا بشعب القوارب، أي الأعداد الكبيرة من الفارين بالقوارب من فيتنام، لتستمر هذه المسيرة حتى أيامنا هذه أمام وباء فيروس كورونا. مسيرة يحفزها ويغذيها مثل يسوع والحدس السخي لمؤسس الهيئة خادم الله الأب بيدرو أروبي. وذكر الأب الأقدس هنا أن الوضع الحالي قد أوضح كيف أن العائلة البشرية بكاملها هي على قارب واحد حيث عليها مواجهة تحديات اقتصادية واجتماعية غير مسبوقة. وواصلت رسالة البابا فرنسيس مشيرة إلى ما وصفه الأب الأقدس بالواجب الحيوي للهيئة، ألا وهو مد يد الصداقة إلى من هم بمفردهم بعيدا عن عائلاتهم أو متروكين وذلك لمرافقتهم وإعلاء أصواتهم، وفي المقام الأول لتوفير لهم فرصة النمو عبر برامج التعليم والتنمية. ثم تحدث البابا عن شهادة الهيئة لمحبة الله عبر خدمة المهاجرين، مؤكدا الأهمية الأساسية لهذه الشهادة من أجل بناء ثقافة لقاء تضع أساس تضامن حقيقي ودائم من أجل خير العائلة البشرية.

وفي ختام الرسالة التي وجهها قداسة البابا فرنسيس إلى المدير الدولي للهيئة اليسوعية لخدمة اللاجئين الأب توماس سموليتش، وذلك لمناسبة الذكرى الأربعين لتأسيس الهيئة، أوكل الأب الأقدس جميع العاملين فيها إلى مريم العذراء طالبا شفاعتها. وتحدث عن المستقبل معربا عن  ثقته في أنه لا يمكن لأي تحديات أومصاعب أن تلهي الهيئة عن عملها أو تهبط عزيمتها في الرد بسخاء على النداءات العاجلة من أجل تعزيز ثقافة القرب واللقاء، وذلك من خلال حماية حقوق مَن ترافقهم الهيئة كل يوم.

هذا وتجدر الإشارة إلى أن برامج الهيئة اليسوعية لخدمة اللاجئين تشمل اليوم 56 من بلدان العالم، وذلك لتقديم المساعدات للاجئين والنازحين من مناطق الصراع، كما وتقدم الهيئة الخدمات في مخيمات اللاجئين ومراكز الاحتجاز والحدود وفي المدن المكتظة. وتوفر الهيئة من جهة أخرى برامح للعناية الرعوية والدعم النفسي والمساعدات الإنسانية، هذا إلى جانب برامج التعليم والتأهيل وخلق فرص لدمج اللاجئين في الجماعات المضيفة. 

13 نوفمبر 2020, 12:02