البابا فرنسيس: الأب موتشي خادم أمين وحكيم البابا فرنسيس: الأب موتشي خادم أمين وحكيم 

البابا فرنسيس: الأب موتشي خادم أمين وحكيم

في رسالة في يوم جنازة الأب جياندومينيكو موتشي، التي تم الاحتفال بها في روما، يتذكر البابا الكاهن اليسوعي، كاتب ومحرّر في صحيفة "Civiltà Cattolica"، ويقول" إن معرفته الواسعة لم تكن أبدًا غاية في حد ذاتها، ولكنها كانت في خدمة الكنيسة والإنسان.

يتّحد البابا فرنسيس بالصلاة في ذكرى الأب جياندومينيكو موتشي، في رسالة وجّهها إلى الأب أرتورو سوسا أباسكال، الرئيس العام للرهبنة اليسوعيّة، تمّت قراءتها في الجنازة التي أقيمت صباح الجمعة في كنيسة سانتو سبيتريتو في ساسيا، في روما، عبر من خلالها الأب الاقدس عن قربه من جميع الذين حزنوا على وفاة الأب موتشي؛ ونقرأ في الرسالة: بتذكّره أشعر بالرغبة الشديدة في شكر الرب على هذا الخادم الأمين والحكيم، الذي أعطى المجد لله من خلال الموهبة اللاهوتية والأدبية، التي تجلت بشكل خاص في المقالات العديدة التي نشرت في صحيفة La Civiltà Cattolica ومن خلال تكرّسه الكامل للمرافقة الروحية. بالإضافة إلى الأساقفة والشخصيات الكنسية، شارك في مراسم الجنازة التي ترأسها الكاردينال بنيامينو ستيلا، الأب فيديريكو لومباردي الذي ألقى العظة، بالإضافة إلى عدد كبير من الأصدقاء والزملاء، الذين شاركهم الأب جياندومينيكو موتشي لسنوات في العمل في صحيفة La Civiltà Cattolica.

ويكتب البابا أيضًا سار الأب موتشي بتواضع على الدرب التي رسمتها الرياضات الروحيّة للقديس إغناطيوس دي لويولا، وقبل بروح الأب لويس لالمان، الدعوة إلى السعي إلى الاتحاد مع الله في التفكير والعمل من خلال الصلاة العاطفية، التي تتمحور حول النعمة والتسليم إزاء عمل الروح القدس السري الذي يطهر القلب. وهكذا، إذ ابتعد عن روح العالم عاش ببساطة، وكان شاهدًا ومعلمًا للحياة الروحية لكثيرين، ولا سيما للكهنة الذين رافقهم على مدار ثلاثين عامًا في الأكاديمية الكنسية الحبرية، وبعد ذلك أيضًا، كان مرجعًا متواضعًا ومقدَّرًا في روما وفي الاحتفالات البابوية.

كذلك سلّط البابا فرنسيس الضوء على الأبوّة الروحيّة وروح الخدمة اللذين تحلّى بهما الأب جياندومينيكو موتشي إذ كتب وجد كثيرون فيه أبًا، حساسًا ورقيقًا، لم يتعب قط من أن يحمل في قلبه وصلاته جميع الذين كانوا يتّكلون عليه. وبالتالي أضفت هذه الجهوزية الحقيقية والمحبّة لمسة من الحنان على اجتهاده الصارم وعلى المعرفة الواسعة التي ميزته. لم تكن هذه المعرفة أبدًا غاية في حد ذاتها، ولكنها كانت مكرسة لخدمة الكنيسة والإنسان، كما هو الحال مع أولئك الذين يعرفون أن "وفرة المعرفة ليست هي التي تُشبع الروح وترضيها، بل الشعور بالأشياء وتذوقها داخليًا" (القديس إغناطيوس دي لويولا). وختتم البابا فرنسيس رسالته موكلاً إلى الآب روح هذا الأخ العزيز، متمنِّيًا أن يستمر مثاله وتعاليمه في حمل الثمار للآخرين.

 

27 نوفمبر 2020, 11:44