البابا فرنسيس يتلو صلاة التبشير الملائكي البابا فرنسيس يتلو صلاة التبشير الملائكي  

البابا فرنسيس: الإيمان الذي يجمعنا حقًّا بيسوع هو" الإِيمانِ العامِلِ بِالمَحبَّة"

"يريد يسوع أن يقول لنا بأنّه علينا أن نكون مستعدّين للقاء معه. ليس فقط للقاء النهائي وإنما أيضًا للالتزام اليومي في ضوء ذلك اللقاء الذي لا يكفيه مصباح الإيمان ولكنّه يحتاج أيضًا إلى زيت المحبّة والأعمال الصالحة" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي

تلا قداسة البابا فرنسيس ظهر اليوم الأحد صلاة التبشير الملائكي مع المؤمنين والحجاج المحتشدين في ساحة القديس بطرس وقبل الصلاة ألقى الأب الأقدس كلمة قال فيها يدعونا إنجيل هذا الأحد لكي نتابع التأمّل حول الحياة الأبديّة الذي بدأناه بمناسبة عيد جميع القديسين وتذكار الموتى المؤمنين. يروي يسوع مثل العذارى العشر اللواتي دُعينَ إلى عرس، كعلامة لملكوت السماوات.

تابع الأب الاقدس يقول لقد كانت العادة في أيام يسوع بأن يتم الاحتفال بالعرس في الليل، وكان على موكب المدعوين أن يسيروا مع المصابيح المضاءة. بعض الوصيفات كُنَّ جاهلات: أَخَذنَ مَصَابِيحَهُنَّ ولَمْ يَأْخُذنَ مَعَهُنَّ زَيتًا، أما الحكيمات فَأَخَذنَ زَيْتًا في آنِيَةٍ مَعَ مَصَابِيحِهِنَّ. وأَبطَأَ العَريسُ فَنَعَسنَ جَمِيعُهُنَّ، ورَقَدنَ. إلى أن صَارَتِ صيحة تعلن وصول العريس، فتنبّهت الجاهلات بأنّهنَّ لا يملكنَ الزيتَ لمصابيحهنَّ وطلبنه من الحكيمات؛ فَأَجَابَتِ الحَكيمَاتُ وقُلنَ: قَد لا يَكفِينَا ويَكفِيكُنَّ. ولَمَّا ذَهَبت الجاهلات لِيَبتَعنَ الزيت، جَاءَ العَريس، ودَخَلَتِ الحكيمات إِلى العُرْس، وأُغلِقَ البَاب. وعادت الجاهلات في وقت متأخّر جدًّا، وتمَّ رفضهنَّ.

بهذا المثل أضاف البابا فرنسيس يقول يريد يسوع أن يقول لنا بأنّه علينا أن نكون مستعدّين للقاء معه. ليس فقط للقاء النهائي وإنما أيضًا للالتزام اليومي في ضوء ذلك اللقاء الذي لا يكفيه مصباح الإيمان ولكنّه يحتاج أيضًا إلى زيت المحبّة والأعمال الصالحة. إن الإيمان الذي يجمعنا حقًّا بيسوع هو، كما يقول القديس بولس، "الإِيمانِ العامِلِ بِالمَحبَّة". وهذا ما يمثله موقف العذارى الحكيمات. أن نكون حكماء وحذرين يعني ألا ننتظر اللحظة الأخيرة لكي نجيب على نعمة الله وإنما أن نفعل ذلك بشكل فعّال على الفور. إذا أردنا أن نكون مستعدّين للقاء الأخير مع الرب فعلينا منذ الآن أن نتعاون معه ونقوم بأعمال صالحة تَستلهِم من محبّته.

تابع الأب الأقدس يقول لكن للأسف قد ننسى أحيانًا هدف حياتنا، أي الموعد الأخير مع الله ونضيّع هكذا معنى الانتظار ونعيش الحاضر بشكل مطلق. هذا الموقف يستبعد أي منظور للحياة الأبديّة: فنقوم بكلِّ شيء كما ولو أنّنا لن نُضطّر أبدًا للذهاب للحياة الأخرى، فننهمك فقط بالامتلاك والظهور وتدبير أمورنا... إذا سمحنا بأن يقودنا فقط مصالحنا وما يبدو جذابًا، تصبح حياتنا عقيمة ولا نجمع أي مخزون زيت لمصباحنا فينطفئ قبل اللقاء بالرب. أما إذا كنا ساهرين وقمنا بأعمال خير بالاستجابة لنعمة الله يمكننا أن ننتظر بهدوء وسكينة وصول العريس. يمكن للرب أن يأتي أيضًا فيما نحن نيام، لكن هذا الأمر لن يقلقنا لأننا نملك مخزون الزيت الذي جمعناه بأعمالنا الصالحة يوميًّا.

وختم البابا فرنسيس كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي بالقول لنطلب شفاعة العذراء مريم الكليّة القداسة لكي تساعدنا لنعيش على مثالها إيمانًا عاملاً: فيكون المصباح المنير الذي يمكننا بواسطته أن نعبر ليل ما بعد الموت ونبلغ إلى عيد الحياة العظيم.       

08 نوفمبر 2020, 12:17

التبشير الملائكي هو صلاة تتلى لتذكّر سرِّ التجسّد ثلاث مرات في اليوم: عند الساعة السادسة صباحًا، عند منتصف النهار وعند الغروب عند الساعة السادسة مساء. الأوقات التي تقرع فيها أجراس التبشير الملائكي. تأخذ الصلاة اسمها من الجملة الأولى منها – ملاك الرب بشّر مريم العذراء – وتقوم على قراءة مختصرة لثلاثة نصوص بسيطة تتمحور حول تجسُّد يسوع المسيح وتلاوة صلاة السلام عليك ثلاث مرات. هذه الصلاة يتلوها البابا في ساحة القديس بطرس ظهر أيام الأحد والأعياد. قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي يلقي الحبر الأعظم كلمة قصيرة يستهلّها انطلاقًا من قراءات اليوم. ثم تليها تحيّة الحجاج. من عيد الفصح وإلى عيد العنصرة، تتلى صلاة إفرحي يا ملكة السماء بدلاً من صلاة التبشير الملائكي وهي صلاة نتذكّر من خلالها قيامة يسوع المسيح من بين الأموات وفي ختامها تتلى صلاة المجد للآب لثلاث مرات.

آخر التبشير الملائكي/افرحي يا ملكة السماء

اقرأ الكل >