البابا يتحدث عن أهمية إعلان الإنجيل في العالم المعلمن البابا يتحدث عن أهمية إعلان الإنجيل في العالم المعلمن 

البابا يتحدث عن أهمية إعلان الإنجيل في العالم المعلمن

في الخطاب الذي ألقاه خلال استقباله أعضاء الكوريا الرومانية لتبادل التهاني لمناسبة عيد الميلاد 2019 ذكّر البابا فرنسيس بأننا لا نعيش اليوم ضمن المسيحية، وتحدث عن ضرورة حصول ارتداد رعوي وأهمية جذور كوننا مرسلين حقيقيين.

في كلمته إلى أعضاء الكوريا الرومانية يوم السبت الفائت الحادي والعشرين من الجاري تطرق البابا فرنسيس إلى حياة بعض الرجال العظماء في تاريخ الكنيسة، قبل المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني ولفت إلى أننا اليوم لا نعيش ضمن المسيحية، ولم نعد الوحيدين الذين يُنتجون الثقافة ولسنا الأولين ولم نعد نلقى آذاناً صاغية. ورأى البابا أن الإيمان المسيحي اليوم، لاسيما في المجتمعات الغربية، لم يعد يشكل ركيزة للتعايش المشترك، بل على العكس، صار الإيمان المسيحي في يومنا هذا موضعاً للنبذ وحتى الاستهزاء. شاء البابا أن يسلط الضوء على حاجتنا اليوم إلى تغيير الذهنية الرعوية، وهذا الأمر لا يعني إطلاقاً الانتقال إلى الرعوية النسبية. ولفت إلى أهمية أن يرتكز هذا التغيير إلى حياة مسيحية تكون عبارة عن مسيرة حج. وهذه المسيرة ليست جغرافية لكنها رمزية قبل كل شيء: إنها دعوة لاكتشاف القلب الذي ينبغي أن ينطلق ليترسخ مكانه، وينبغي أن يتغيّر ليبقى أمينا.

ولم تخل كلمة البابا من الإشارة إلى أن الإيمان كان يُنقل في الماضي إلى الطفل بواسطة حليب الأم وبفضل المثال الذي يقدّمه الوالدون لأبنائهم، كما أن المجتمع كان يستلهم من المبادئ المسيحية. وأكد فرنسيس أن هذا الأمر انقطع اليوم، ويبدو السياق الاجتماعي اليوم محصناً ضد الإيمان المسيحي، إن لم نقل معادياً له. من هذا المنطلق وُلد السؤال الذي كان السبب المحرك وراء المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني، وقد طبع حبريات البابوات السابقين. هذا السؤال هو التالي: كيف يمكن أن يُعلن الإنجيل في البيئات حيث لا يُعترف به؟ وليس من قبيل الصدفة أن أساقفة روما السابقين شاؤوا أن يسلطوا الضوء على الرحمة التي هي الدواء الناجع من أجل تضميد جراح الإنسانية المعاصرة. إنها رحمة إله يبحث عنك، ويقترب منك ويعانقك قبل أن يحكم عليك. ومن خلال اختبار هذه المعانقة نقر بأننا خطأة بؤساء بحاجة دوماً إلى المساعدة والعون.

لهذا السبب بالذات شاء البابا فرنسيس أن يقدّم هدية إلى معاونيه في الكوريا الرومانية، في ختام لقائه معهم، وهذه الهدية هي عبارة عن كتاب – مقابلة بعنوان "بدونه لا نستطيع أن نفعل أي شيء"، وهو من كتابة جاني فالينتيه. يؤكد البابا في هذا المجلّد أن الرسالة هي عمل الرب وبالتالي ينبغي ألا يضطرب الإنسان بشأنها ويجب ألا يبحث عن الابتكارات والخطط. لأن الرب هو من يحمل الكنيسة على الخروج من ذاتها. لأنه في عمل الرسالة يقوم الروح القدس بدفع المرسلين، وهو يسبقهم في عملهم وعندما يبلغون الهدف يعلمون أن الروح القدس ساعدهم وسبقهم إليه.

23 ديسمبر 2019, 12:41