VATICAN-POPE-AUDIENCE VATICAN-POPE-AUDIENCE 

في مقابلته العامة البابا فرنسيس يتحدّث عن زيارته الرسوليّة إلى رومانيا

"ليتمكن الروح القدس من أن يقودنا لكي نعيش على الدوام كأبناء لله وإخوة فيما بيننا" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في مقابلته العامة مع المؤمنين

أجرى قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الأربعاء مقابلته العامة مع المؤمنين في ساحة القديس بطرس واستهلَّ تعليمه الأسبوعي بالقول لقد قمت خلال نهاية الأسبوع الماضي بزيارة رسوليّة إلى رومانيا بدعوة من السيد رئيس الجمهوريّة والسيّدة رئيسة النواب. أجدد لهما شكري الذي يمتدُّ أيضًا إلى السلطات المدنيّة الأخرى والسلطات الكنسيّة وجميع الذين ساهموا في تحقيق هذه الزيارة. لكنني أشكر بشكل خاص الله الذي سمح لخليفة بطرس أن يعود إلى ذلك البلد، بعد عشرين سنة من زيارة القديس يوحنا بولس الثاني.

تابع الأب الأقدس يقول باختصار، وكما أعلن شعار الزيارة لقد حثّيتُ على السير معًا. وكان فرحي بأنني لم أقم بذلك من بعيد أو من الأعلى وإنما بالسير شخصيًا وسط شعب رومانيا كحاج في أرضه. لقد سلَّطَت اللقاءات المختلفة الضوء على قيمة وضرورة السير معًا إن كان بين المسيحيين على صعيد الإيمان والمحبّة وإن كان بين المواطنين على صعيد الالتزام المدني.

أضاف الحبر الأعظم يقول كمسيحيين لدينا نعمة أن نعيش معًا مرحلة علاقات أخويّة بين الكنائس المختلفة. إن الجزء الأكبر من المؤمنين في رومانيا ينتمي إلى الكنيسة الأرثوذكسية التي يقودها حاليًا البطريرك دانيال، الذي يتوجّه إليه فكري الأخوي والمُمتنّ. إن الجماعة الكاثوليكية، أكانت بيزنطية أو لاتينية هي حيّة وناشطة. إن الوحدة بين جميع المسيحيين، بالرغم من أنها ليست كاملة، تقوم على المعمودية الواحدة ويختمها الدم والألم الذي عانوا منه معًا في أوقات الاضطهاد المظلمة ولاسيما في القرن الماضي تحت النظام الملحد.

تابع البابا فرنسيس يقول مع البطريرك والسينودس المقدّس للكنيسة الأرثوذكسية في رومانيا عشنا لقاء وديًّا، وذكّرت بإرادة الكنيسة الكاثوليكية بالسير معًا في الذكرى المصالحة ونحو وحدة أكمل، طلبها الشعب الروماني بشكل نبوي خلال زيارة القديس يوحنا بولس الثاني. إن هذا البعد المسكوني للزيارة قد بلغ ذروته في الصلاة الاحتفاليّة للأبانا، داخل الكاتدرائيّة الأرثوذكسية الجديدة في بوخارست. لقد كانت لحظة ذات قيمة رمزية كبيرة لأن صلاة الأبانا هي الصلاة المسيحية بامتياز والإرث المشترك لجميع المعمّدين. لقد أظهرنا أن الوحدة لا تلغي الاختلافات الشرعيّة. ليتمكن الروح القدس من أن يقودنا لكي نعيش على الدوام كأبناء لله وإخوة فيما بيننا.

أضاف الأب الاقدس يقول كجماعة كاثوليكية احتفلنا بثلاث قداديس. الأوّل في كاتدرائيّة بوخارست في الحادي والثلاثين من أيار عيد زيارة العذراء مريم، أيقونة الكنيسة التي تسير في الإيمان والمحبّة. الثاني في مزار شومولِو تشوك، وجهة العديد من الحجاج. هناك تجمع أم الله الشعب الأمين في تعدُّد اللغات والثقافات والتقاليد. أما القداس الإلهي الثالث فكان في بلاج، مركز الكنيسة البيزنطية الكاثوليكية في رومانيا، مع تطويب سبعة أساقفة شهداء من الروم الكاثوليك، شهود للحرية والرحمة اللتان تأتيان من الإنجيل. أحد هؤلاء الطوباويين الجدد هو المطران يوليو هوسّو الذي كتب خلال فترة سجنه: "إن الله قد أرسلنا إلى ظلمات الألم هذه لكي نعطي المغفرة ونصلّي من أجل ارتداد الجميع". وإذ أفكّر في العذابات المخيفة التي كانوا يتعرّضون لها تشكّل هذه الكلمات شهادة رحمة.

تابع الحبر الأعظم يقول قوي وبهيج بشكل خاص كان اللقاء مع الشباب والعائلات والذي عُقد في ياشي، مدينة قديمة ومركز ثقافي مهم وتقاطع طرق بين الشرق والغرب. مكان يدعو إلى فتح دروب لنسير عليها معًا في غنى التنوّع وفي حريّة لا تقطع الجذور بل تستقي منها بشكل مبدع. هذا اللقاء أيضًا تميّز بطابع مريمي واختُتم بتسليم الشباب والعائلات إلى أم الله القديسة.

وختم البابا فرنسيس تعليمه الأسبوعي بالقول أما المرحلة الأخيرة من الزيارة الرسوليّة فكانت زيارة جماعة الغجر في بلاج. في تلك المدينة الغجر كثيرون ولذلك أردت أن أحييهم وأجدّد النداء ضدّ التمييز ومن أجل احترام الأشخاص من كل إثنية ولغة ودين. أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، نشكر الله على هذه الزيارة الرسولية، ونطلب منه، بشفاعة العذراء مريم أن تحمل ثمارًا وافرة لرومانيا وللكنيسة في تلك الأراضي.

05 يونيو 2019, 11:37