قداسة البابا فرنسيس قداسة البابا فرنسيس 

شبكة تيليفيزا التلفزيونية المكسيكية تجري مقابلة مع البابا فرنسيس

الشباب، الهجرة، العنف وخاصة ضد النساء، السياسة والاقتصاد العالميين، وأيضا التعديات ومواجهتها، مواضيع عديدة تطرقت إليها مقابلة أجرتها مع قداسة البابا فرنسيس شبكة تيليفيزا التلفزيونية المكسيكية.

أجرت شبكة تيليفيزا التلفزيونية المكسيكية مقابلة مطولة مع البابا فرنسيس حيث وجهت إلى قداسته الصحفية والكاتبة فالنتينا الأزرقي عددا كبيرا من الأسئلة متطرقة إلى مواضيع مختلفة وحساسة تتعلق بالكنيسة أيضا، ولم يتردد الأب الأقدس عن الإجابة على الأسئلة كافة. كانت الهجرة والحدود من النقاط الأولى التي تطرقت إليها المقابلة، وهي قضية آنية جدا في المكسيك في هذه المرحلة، وكرر قداسة البابا في إجاباته قناعته بأن من يبني الجدران يصبح حبيسا لها، بينما من يشيِّد الجسور يكسب أصدقاء حتى لو كانوا من الطرف الآخر، كما شدد قداسته على أهمية الحوار. وفيما يتعلق بظاهرة الهجرة قال الأب الأقدس إن هناك خللا في السياسة العالمية، مشيرا بشكل خاص إلى المشاكل البيئية والاقتصادية. وقال في هذا السياق إن هناك دائما أعدادا أقل من الأغنياء الذين يملكون الجزء الأكبر من ثروات العالم مقابل أعداد متزايدة من فقراء لا يتمتعون حتى بالضروريات الأساسية، وأضاف أنه من الطبيعي أن يبحث الفقراء عن مخرج وعن آفاق جديدة. وفي سياق الحديث عن هذا الموضوع تطرق الأب الأقدس أيضا إلى الشباب مذكرا بأهمية الحفاظ على الجذور والعلاقة مع المسنين. كان العنف أيضا من المواضيع التي تطرقت إليها المقابلة، وتحدث البابا فرنسيس بشكل خاص عما تتعرض له النساء من عنف فقال إن النساء لا يزلن في عالم اليوم في المرتبة الثانية ما يعرضهن إلى أشكال العبودية، كما أكد قداسته في المقابل أهمية دور المرأة الذي لا يمكن للعالم الاستغناء عنه.

توقفت المقابلة بعد ذلك عند علاقة البابا فرنسيس بالصحافة حيث أعرب قداسته عن الارتياح لدى حديثه إلى الصحفيين مشيرا إلى الاستفادة من أسئلتهم في بعض الحالات، والتي قد تكون صعبة، لكنه تحدث أيضا عن نقل أفكار خاطئة عما يقول في بعض الأحيان. دار الحديث من جهة أخرى عن موضوع حساس ألا وهو التعديات، وتمت الإشارة إلى اللقاء الذي دعا إليه البابا فرنسيس رؤساء مجالس الأساقفة في شهر شباط فبراير 2019 لمناقشة حماية القاصرين في الكنيسة، وذكَّر قداسته بنتائج هذا اللقاء سواء على صعيد الوعي بالمشكلة أو على صعيد ما تم إصداره من وثائق لمواجهة هذه الآفة، كما وأجاب البابا أيضا على أسئلة تتعلق بانتقادات وُجهت إليه مثل تلك التي وجهها السفير البابوي السايق كارلو ماريا فيغانو.

ثم عادت المقابلة إلى ظاهرة الهجرة والتي يهتم بها الأب الأقدس بشكل كبير لكونها أولوية في المشهد العالمي اليوم حسب ما ذكر، وتوقف قداسته في حديثه عن هذا الموضوع عند تلقينا يوميا أنباء عن المزيد من الموتى في البحر المتوسط، ثم عاد إلى الأفعال الأربعة الضرورية للتعامل مع هذه الظاهرة أي الاستقبال، الحماية، التعزيز والدمج. هذا وتحدث البابا فرنسيس أيضا عن نموذج الممرات الإنسانية مشيرا من جهة أخرى إلى تعرض المهاجرين، بسبب ما يعانون من ضعف، إلى المعاناة وخطر الاتجار بهم واستعبادهم، هذا إلى جانب تشديد قداسته على أهمية الاتفاقيات والحوار فيما يتعلق بإعادة المهاجرين إلى أوطانهم.

ومن المواضيع الأخرى التي تطرقت إليها المقابلة التي أجرتها مع البابا فرنسيس شبكة تيليفيزا التلفزيونية الإجهاض، حيث شدد قداسته على أنه لا يمكن القبول بالقضاء على كائن بشري، على حياة بشرية، من أجل حل مشكلة. وفي إجابته على سؤال حول علاقاته بقادة رؤساء الدول أكد البابا فرنسيس على أهمية الحوار والانطلاق من الإيجابيات ومن الشيء الجيد في كل شخص، أي حتى القادة الذين قد لا يتفق مع بعض جوانب سياساتهم. وأشار إلى أنه في الأحاديث العامة خلال زياراته الرسولية يتطرق إلى أوضاع البلاد بشكل عام، بينما يشجع في اللقاءات المغلقة على العمل من أجل الخير العام. هذا وتطرقت المقابلة أيضا إلى العلاقات بين الكرسي الرسولي والصين، وإلى الحوار بين الأديان في إشارة خاصة إلى العلاقة مع الإسلام، وتم التذكير في هذا السياق بوثيقة الأخوّة الإنسانية التي وقعها قداسة البابا مع شيخ الأزهر في أبو ظبي. 

29 مايو 2019, 16:42