البابا فرنسيس وطلاب مدرسة فيسكونتي من روما 13 نيسان أبريل 2019 البابا فرنسيس وطلاب مدرسة فيسكونتي من روما 13 نيسان أبريل 2019 

البابا فرنسيس يستقبل طلاب ومعلمي مدرسة فيسكونتي العريقة في روما

أهمية المدرسة بشكل عام، وجمال العمل الطوعي والمحبة المجانية، والحب بخجل وبقلب نقي، كان هذا من بين ما تحدث عنه البابا فرنسيس قبل ظهر اليوم إلى طلاب مدرسة فيسكونتي العريقة في روما والذين استقبلهم في القصر الرسولي.

استقبل قداسة البابا فرنسيس قبل ظهر اليوم في القصر الرسولي طلاب ومعلمي مدرسة فيسكونتي الثانوية في روما، وذلك أيضا بحضور عائلات بعض الطلاب والمستفيدين من مبادرات التضامن لهذه المدرسة، والتي تشكل جزءً من المسيرة التربوية حسب ما قال البابا في كلمته إلى ضيوفه. وتابع قداسته متحدثا عن جماعة مدرسية تحاول الجمع بين التعليم وتنشئة المواطن والمسيحي. وذكّر البابا فرنسيس هنا بشخصيات هامة درست في هذه المدرسة ومن بينها إوجينيو باتشيللي الذي أصبح البابا بيوس الثاني عشر، وفرانكو موديلياني الحاصل على جائزة نوبل للاقتصاد، كما ذكّر أيضا بأن مدرسة فيسكونتي هي في البناية التي كانت مقر الكلية الرومانية التي أسسها مؤسس الرهبنة اليسوعية القديس إغناطيوس دي لويولا. وتحدث الأب الأقدس عن أهمية هذه الكلية حيث درَّس علماء كبار في القاعات التي يدرس فيها طلاب مدرسة فيسكونتي اليوم، واستعد الكثير من الشبان للانطلاق في الرسالة مؤثرين بالتالي في التاريخ الحديث للكنيسة.

توقف البابا فرنسيس بعد ذلك عند المدرسة كمؤسسة واصفا إياها بخير، مشددا على ضرورة أن تتواصل فيها التنشئة على الدمج واحترام الاختلاف والتعاون، ودعا البابا الطلاب إلى عدم التخوف من الاختلافات، مذكِّرا بأهمية الحوار بين الثقافات المختلفة والأشخاص المختلفين والذي يثري البلاد. تشكل المدرسة بالتالي حسب ما واصل الأب الأقدس مختبرا يستبق ما يجب أن تكون عليه الجماعة في المستقبل، وأشار قداسته هنا إلى الدور الهام للخبرة الدينية التي تتضمن كل ما هو إنساني. وذكّر البابا فرنسيس بالتزام الكنيسة وانطلاقا من المجمع الفاتيكاني الثاني بتعزيز قيمة الأخوّة والتي تقوم على الحرية والبحث الصادق عن الحقيقة وتعزيز العدالة والتضامن وخاصة مع أكثر الأشخاص ضعفا. وتابع الأب الأقدس أنه بدون الاهتمام بهذه القيم والسعي إليها لا يمكن أن يكون هناك تعايش سلمي حقيقي.

ثم انتقل الحبر الأعظم للحديث عن القديس لويجي غونزاغا شفيع الشباب والذي يوجد قبره في كنيسة القديس أغناطيوس، أي في البناية ذاتها التي توجد فيها مدرسة فيسكونتي، وذكّر الأب الأقدس بالاحتفال بالذكرى الـ 450 لولادة القديس. وفي حديثه عن هذه الشخصية ذكّر الحبر الأعظم بقدرة القديس لويجي غونزاغا على القيام باختيارات هامة في حياته بدون الانجراف في الاهتمام بالمسيرة المهنية أو عبادة المال. وأكد البابا الحاجة اليوم إلى شبان يفضِّلون الخير العام على المصالح الشخصية. ولبلوغ هذا يجب للشخص العمل في داخله من خلال الدراسة والبحث والحوار التربوي. وحث قداسته الشباب على التعمق في الذات وتعلُّم الإصغاء إلى الضمير. وأضاف أن هذا يتطلب أيضا الصمت والوحدة اللذين يجب ألا نخشاهما. وحذر الأب الأقدس هنا مما وصفها بأشكال الإدمان، ومن بينها إدمان الهواتف المحمولة والتي نفقد حريتنا إذا أصبحنا عبيدا لها.

وواصل الأب الأقدس حديثه عن شخصية القديس لويجي غونزاغا مشيرا إلى قدرته على المحبة بقلب نقي وحر، وقال إن فقط مَن يحب يتوصل إلى معرفة الله. وتوقف قداسته هنا عند الحب وضرورة الأمانة في الحب، وأضاف أن الحب ليس لعبة بل أن القدرة على الحب هي أجمل ما منحنا الله. وتحدث قداسته عن الحب بخجل ونقاء وقلب كبير، لا بقلب من حجر.

هذا وخصص البابا فرنسيس جزءً من كلمته للعمل الطوعي مشيرا إلى استضافة طلاب مدرسة فيسكونتي لأشخاص كثيرين في وجبات تنظَّم يوم السبت تُعرف بالمائدة الشعبية، وشدد الأب الأقدس على جمال العمل الطوعي ودعا الطلاب إلى مواصلة هذا العمل والنمو فيه، مذكرا بغنى العلاقات العائلية والاجتماعية حين يتوفر هذا البعد، أي الخدمة المجانية. دعوة أخرى وجهها قداسة البابا إلى ضيوفه الشباب هي ألا يتوقفوا عن الأحلام الكبيرة وعن تمني عالم أفضل للجميع.

وفي ختام كلمته إلى طلاب ومعلمي مدرسة فيسكونتي الثانوية في روما، والذين استقبلهم قبل ظهر اليوم في القصر الرسولي مع عائلات بعض الطلاب والمستفيدين من الخدمات التضامنية التي تقدمها المدرسة، ذكّر قداسة البابا فرنسيس بالاحتفال بالأسبوع المقدس وبقيامة المسيح معرِّبا عن أجمل تمنياته للجميع، مذكرا بأن الفصح هو أيضا زمن تجدد الروح والازدهار، داعيا إلى التجدد في قناعة وثقة في محبة الرب. دعا قداسته الطلاب من جهة أخرى إلى محاربة ظاهرة التنمُّر، ثم شكر ضيوفه على هذا اللقاء ومنحهم بركته طالبا منهم الصلاة من أجله. 

13 أبريل 2019, 17:10