البابا ملتقيا أعضاء الجمعية الإيطالية لمكافحة اللوكيميا وورم الغدد اللمفوية والورم النخاغي البابا ملتقيا أعضاء الجمعية الإيطالية لمكافحة اللوكيميا وورم الغدد اللمفوية والورم النخاغي  

البابا يستقبل أعضاء الجمعية الإيطالية لمكافحة اللوكيميا وورم الغدد اللمفوية والورم النخاغي

استقبل البابا فرنسيس ظهر اليوم السبت في قاعة البابا بولس السادس بالفاتيكان أعضاء الجمعية الإيطالية لمكافحة اللوكيميا وورم الغدد اللمفوية والورم النخاغي لمناسبة الاحتفال بالذكرى السنوية الخمسين لتأسيس هذه الجمعية.

وجه البابا لضيوفه خطاباً استهله مرحباً بهم ومعربا عن سروره للقائهم في الفاتيكان، وخص بالتحية المرضى الحاضرين ومن لم تتسنى لهم فرصة المجيء إلى روما، كما وجّه كلمة شكر إلى رئيس الجمعية البروفيسور سيرجو أمادوري والأطباء والعاملين الصحيين والملتزمين في مجال البحوث والمتطوعين وجميع من يتقاسمون أهداف هذه المؤسسة. بعدها ذكّر البابا الحاضرين بأن العلم، كما سبق أن أشار في مناسبات عدة، يشكل أداة قوية لنفهم بصورة أفضل الطبيعة المحيطة بنا فضلا عن الصحة البشرية. وأضاف أن معرفتنا تتطور وتنمو ومعها تتطور الوسائل والتكنولوجيات التي تسمح بالتدخل في الكائنات الحية، بما في ذلك الإنسان، وصولا إلى إمكانية تعديل الحامض النووي.

وأكد فرنسيس أن الكنيسة الكاثوليكية تحيي وتشجع كل جهد في مجال البحث والتطبيق يرمي إلى الاعتناء بالأشخاص المتألمين. ومن هذا المنطلق عبّر عن تقديره للجهود التي بذلتها هذه الجمعية الطبية في إيطاليا على مدى العقود الخمسة الغابرة. وقال إنه بفضل نشاطها الثمين، صارت الجمعية واقعاً هاماً على التراب الوطني، واضعة نفسها في خدمة المرضى، وهي تتعاون مع العديد من المراكز المتخصصة. ولفت إلى أن نمط عمل الجمعية الإيطالية لمكافحة اللوكيميا وورم الغدد اللمفوية والورم النخاغي، يعود بالفائدة الكبيرة أكان على صعيد البحث العلمي، إم الرعاية الصحية أو تدريب العاملين الصحيين، لاسيما في المجالات الثلاثة التي تعمل فيها الجمعية. وأشار البابا إلى أنه بفضل البحوث العلمية يغوص أعضاء الجمعية في البعد البيولوجي للإنسان، بهدف التخفيف من معاناته في أوضاع المرض، فضلا عن الجهود الحثيثة في مجال الوقاية والعلاج. وأكد أنه بفضل الرعاية الصحية تمكث الجمعية إلى جانب الأشخاص المتألمين وترافقهم في مراحل المرض والألم، كي لا يشعر أي شخص بأنه مقصي أو مهمّش داخل الإطار الاجتماعي. كما توفر الجمعية الرعاية الكاملة للشخص المريض.

ولم تخل كلمة البابا من الإشارة إلى العمل التطوعي السخي الذي يرافق الجمعية الطبية، وقال إن العديد من الرجال والنساء يكرسون وقتهم من أجل المكوث إلى جانب المرضى. وعلى غرار مريم التي مكثت أمام الصليب يبقى هؤلاء إلى جانب أسرة المرضى والمتألمين، ويقدمون لهم التعزية المطلوبة. وأكد فرنسيس أن هذا الموقف يكتسب أهمية كبرى عندما يكون المريض مصاباً بداء في الدم، لأن وضعه الصحي يكون معقداً، كما أن الفترة الطويلة التي يمضيها هؤلاء المرضى في عزلة عن العالم الخارجي تجعلهم يشعرون بأنهم منفصلون عن العالم وعن العلاقات ما بين الأشخاص وعن الحياة اليومية.

وشاء البابا أن يتوجه إلى المرضى الذين يعيشون وضعاً مشابهاً مؤكدا لهم أنهم ليسوا لوحدهم لأن الله يرافقهم، وذكّر أيضا بأن حضور أشخاص كثيرين يشاطرونهم هذه المراحل الصعبة من حياتهم يشكل علامة ملموسة لحضور مريم إلى جانب ابنها المتألم. هذا ثم قال البابا إن فكره يتجه أيضا إلى رجال الكنيسة الذين يرافقون المرضى، وقال إنه من خلال الشهادة الروحية والأخوية التي يقدمها هؤلاء تعبّر جماعة المؤمنين بأسرها عن تضامنها مع المرضى والأشخاص الضعفاء. بعدها عاد البابا ليؤكد على أهمية الدور الذي يلعبه الأطباء والممرضون وعلماء الأحياء والعاملون الصحيون في هذا المجال، لافتا إلى أن هذا الدور يحمل أيضا بعدا روحياً لأن العاملين الصحيين مدعوون إلى الاهتمام بالمريض بكليته، جسداً وروحاً، لأن العلاج لا يقتصر على عضو ما في الجسم أو على الأنسجة والخلايا بل يتعلق بالإنسان كله.

في ختام خطابه إلى أعضاء الجمعية الإيطالية لمكافحة اللوكيميا وورم الغدد اللمفوية والورم النخاغي جدد البابا شكره لضيوفه على النشاط السخي الذي يقومون به منذ خمسين عاماً، معبرا عن أمله بأن تشكل الإنجازات التي تحققت على صعيد البحوث والتقدم العلمي حافزاً لانطلاقة متجددة بغية الاهتمام بالمريض بصورة أفضل وتحسين أوضاعه الحياتية. هذا وتمنى البابا فرنسيس أيضا أن يستشعر جميع الأشخاص أكثر وأكثر بثقافة العطاء والاهتمام بالآخرين، لأن هذا الأمر يشكل عنصراً أساسيا في حياة كل جماعة بشرية.        

02 مارس 2019, 13:00