بحث

خطاب البابا إلى مدراء وأعضاء المركز السياحي الشبابي خطاب البابا إلى مدراء وأعضاء المركز السياحي الشبابي 

خطاب البابا إلى مدراء وأعضاء المركز السياحي الشبابي

استقبل البابا فرنسيس عند الساعة الحادية عشرة إلا ربعاً من صباح اليوم الخميس مدراء وأعضاء المركز السياحي الشبابي وذلك في قاعة البابا بولس السادس بالفاتيكان.

وجه البابا لضيوفه خطاباً استهله مرحباً بهم ومعربا عن سروره الكبير للقائهم، وشكر رئيس المركز على الكلمات التي خصّه بها، قبل أن ينتقل إلى الحديث عن التزام هذا المركز والحماسة التي تنعكس في أوجه الشبان والشابات المنتسبين إليه. أشار البابا إلى أن هذه الجمعية تبلغ هذا العام عامها السبعين، ولا تشكل هذه المناسبة الهامة سوى محطة من مسيرة طويلة، وحثّ البابا ضيوفه على متابعة السير والنمو في هذا الاتجاه والاستمرار في نشر بذور الخير في المجتمع. وذكّر بأنه في العام 1949 وخلال رحلة قام بها عدد من الشبان المنتسبين إلى حركة العمل الكاثوليكي برفقة الكاهن كارلو كارّيتّو على متن قطار أقلّهم إلى جنيف، أبصرت النورَ فكرة إنشاء المركز السياحي الشبابي. وتعهد هؤلاء الشبان بأن ينقلوا، من خلال نشاطات ترفيهية وثقافية متعددة، الروابط الاجتماعية المستوحاة من المشاركة، فضلا عن نظرة متكاملة للشخص البشري، وتنمية الحلم المتمثل في إعادة إحياء البيئة الاجتماعية.

بعدها أكد البابا أن النظرة المتكاملة للشخص لا تقتصر على مجرد نظرية، لأنها أيضا نمط عيش وتصرّف، وهذه النظرة لا توجد في الكتب إنما داخل الكائن البشري. وأكد أن الجمعية تسعى إلى الترويج للسياحة، سياحة ليست مستوحاة من معيارَي الاستهلاك والرغبة في جمع الخبرات، بل قادرة على تعزيز التلاقي بين الأشخاص ومع المناطق، وتساهم أيضا في تنمية المعارف والاحترام المتبادل. وقال البابا في هذا السياق إن زيارة مدينة ما ينبغي ألا تقتصر على رؤية المعالم وحسب بل يجب أن يتعرّف السائح خلال الزيارة على تاريخ المدينة وسبل عيش سكانها، والتحديات التي يواجهونها. وإذا صعد السائح على جبل، يتعين عليه أن يحترم الجبل ويتأمل بجماله محافظا في الوقت نفسه على البيئة، ويخلق رابطاً مع العناصر الطبيعية يرتكز إلى المعرفة وعرفان الجميل وتثمين المعالم.

هذا ثم لفت البابا إلى العبارة التي أطلقت على هذا النوع من السياحة، ألا وهي "السياحة البطيئة"، التي تتمتع بجودة عالية ومطبوعة بالتضامن والاستدامة. وقد تم اختيار صورة "السلحفاة" كرمز لهذه السياحة البطيئة التي تريد إيلاء الاهتمام الملائم بالأماكن والأشخاص. وشدد فرنسيس على أن ممارسة هذا النوع من السياحة المرتكزة إلى التربية الثقافية والبيئية، تساعد الناس على عيش لحظات الحياة اليومية بطريقة مختلفة، حتى عندما يتعلق الأمر ببيئة العمل. وتمنى البابا لضيوفه أن يحافظوا على آفاقهم الشاسعة، ويعيشوا ببطء السلحفاة الحذر والمتنبه، ويشغلوا وقتهم الفارغ بطريقة فرحة ومجانية.

ولم يخل خطاب البابا من الإشارة إلى وجود عدد كبير من الشبان والشابات الذين يشعرون بالإحباط وخيبة الأمل عوضا عن العمل من أجل بناء عالم أفضل. وبسبب التشاؤم المحيط بهم لا يجرؤون على الارتقاء إلى الأعلى ويكتفون بالعيش على هامش الحياة. واعتبر أن الشبان المنتسبين إلى المركز السياحي الشبابي يستطيعون أن يرافقوا أترابهم، في ضوء الروحانية التي يعيشونها. ويمكنهم أن يساعدوا هؤلاء على استعادة الحماسة الضائعة بسبب الأمثلة السيئة الكثيرة المحيطة بهم. وباستطاعتهم أن يتقاسموا مع هؤلاء وقتهم الحر لأن هذا الأمر قد يؤدي للدخول إلى قلب الشبان والشابات المحبطين، لتُقام معهم علاقات صداقة قادرة على نقل القيم الأساسية فضلا عن الإيمان.

هذا ثم أكد البابا أن الكنيسة الكاثوليكية تنظر إلى هذه الجمعية بامتنان ورجاء، وتدعو أعضاءها إلى التعبير دوماً عن انتمائهم الكاثوليكي وقال فرنسيس بهذا الصدد: أن يكون المرء كاثوليكيا لا يعني الانغلاق على الذات، بل على العكس إن الأمر يتطلب من الكاثوليك الانفتاح على العالم تحركهم الرغبة في العيش مع الجميع ومن أجل خير الجميع! في ختام كلمته إلى مدراء وأعضاء المركز السياحي الشبابي، شجع البابا فرنسيس ضيوفه على الحفاظ على إرثهم الروحي وممارسة نشاطهم بالصلاة ورفع الشكر لله.

22 مارس 2019, 13:37