السفير البابوي في ماناغوا خلال مشاركته في اللقاء من أجل التفاهم والسلام السفير البابوي في ماناغوا خلال مشاركته في اللقاء من أجل التفاهم والسلام 

تحية البابا إلى المشاركين اللقاء من أجل التفاهم والسلام في ماناغوا

بدأت يوم الأربعاء الفائت في ماناغوا أعمال اللقاء من أجل التفاهم والسلام بهدف تخطي الأزمة الخطيرة التي تجتازها حاليا نيكاراغوا. ومن بين المشاركين في اللقاء رئيس أساقفة العاصمة الكاردينال ليوبولدو برينيس الذي كان في الفاتيكان لأيام خلت واجتمع إلى البابا فرنسيس، فضلا عن السفير البابوي في البلد الأمريكي اللاتيني المطران سومرتاغ الذي نقل إلى الحاضرين تحيات البابا مؤكدا أن الوقت لم يفت من أجل تحقيق الغفران والمصالحة.

خلال هذه الجولة الجديدة من المحادثات والتي شارك فيها ممثلون عن الحكومة وما يُعرف بالتحالف المدني، قرأ المطران سومرتاغ على الحاضرين رسالة من البابا فرنسيس، بصفته ممثلا للكرسي الرسولي، وقال إن البابا يصلي كيما تُحل المشاكل العالقة بحس من المسؤولية وتعود بالفائدة على الجميع. وأشار الدبلوماسي الفاتيكاني إلى الكلمات التي وجهها البابا إلى رئيس البلاد دانيال أورتيغا في شهر أيار مايو من العام الفائت، عندما أكد أن الحوار الصادق والمتواضع يشكل وسيلة ملائمة لتعزيز السلام وإيجاد حلول عادلة وتضامنية لكل المشاكل الاجتماعية والسياسية الراهنة. وذكّر سومرتاغ بأن فرنسيس يشدد على الحاجة إلى تغليب مسؤولية مختلف قطاعات المجتمع، بغية رفض كل شكل من أشكال العنف الذي يساهم في ترسيخ الانقسامات والآلام، لاسيما فيما يتعلق بشرائح المجتمع الأكثر فقرا وهشاشة. وأكد البابا للمشاركين في اللقاء أن الوقت ما يزال متاحاً لتحقيق الغفران والمصالحة، لافتا إلى أنه يصلي من أجل إيجاد دروب للعدالة والحوار والسلام، تؤدي إلى العيش في أجواء من التناغم واحترام حياة كل مواطن، وكي يتم إيجاد حلول سلمية ومسؤولة لجميع المشاكل العالقة.

هذا ثم أكد السفير البابوي في ماناغوا أن هذا اللقاء الجديد يشكل فرصة للنظر في الوضع الراهن بصورة معمقة، على الصعيد الاجتماعي والسياسي والاقتصادي، كي تتضح مسؤوليات كل طرف. وأضاف سيادته أنه يعلّق آمالا كبيرة على هذا اللقاء، مشيرا إلى أنه يأمل بأن يحمل السخاء الوطني للمشاركين ثمار السلام والمصالحة. وقال إنه واثق بأن هذه الجولة الجديدة من الحوار ستساعد في فتح أبواب الضمائر والقلوب كي يتصرف الجميع، وبطريقة حسية وملموسة، من أجل الخير العام. وأكد سومرتاغ أيضا أنه من خلال اللقاء الصادق والمنفتح، تميّزه الإرادة السياسية والاجتماعية والاقتصادية الصالحة، ستتسنى فرصة فريدة بالنسبة للمؤتمرين كي يدخلوا التاريخ، على أنهم أبناء حقيقيون لهذا البلد، تمكنوا من تحقيق التفاهم وتوصلوا إلى حل وطني يصب في صالح الجميع. وقد عقد السفير البابوي في ماناغوا مؤتمرا صحفياً عرض خلاله على وسائل الإعلام كل تفاصيل اللقاء الأول الذي اختُتم هذا الجمعة. وأوضح أن المجتمعين وضعوا "خارطة طريق" من أجل ضمان حسن سير المفاوضات.

أما رئيس أساقفة العاصمة ماناغوا الكاردينال ليوبولدو برينيس فألقى مداخلة خلال الاجتماع عرض خلالها على المشاركين لمحة عن أهم ما جاء في الحوار الذي أجراه مع البابا فرنسيس في الفاتيكان قبيل مغادرته روما عائدا إلى بلاده. وقال إن البابا يريد أن يشجع كل الأطراف المعنية على بذل كل جهد ممكن من أجل حل الصراعات، وأكد أن أهالي نيكاراغوا قادرون على فعل ذلك. وأضاف نيافته أن البابا يذكّر الأساقفة بأنهم رعاة وهم بالتالي مدعوون إلى السير أمام القطيع، والاستماع إليه، وتشجيعه على كل المبادرات الحسنة التي يقوم بها. ولفت إلى أن هذا هو الموقف الذي يريده البابا فرنسيس من أساقفة الكنيسة. وتابع الكاردينال برينيس كلمته مؤكدا أن البابا يشدد على ضرورة أن يكون كل أسقف جسراً، ولهذا السبب بالذات، مضى نيافته إلى القول، يريد رعاة الكنيسة أن يرافقوا أبناء الوطن في مسيرة التفاهم والمصالحة هذه مشيرا إلى أن معاوني البابا يريدون كل الخير لنيكاراغوا، وهم مطّلعون تماماً على الأوضاع الراهنة في هذا البلد الأمريكي اللاتني ويعلقون آمالا كبيرة على محادثات السلام، متمنين أن تتكلل بالنجاح. وختم مداخلته لافتا إلى أن رؤساء المجالس الأسقفية الذين التقى بهم في الفاتيكان، على هامش أعمال اللقاء من أجل حماية القاصرين في الكنيسة، أكدوا له أنهم يصلون من أجل نيكاراغوا، كي تأتي جولة المحادثات الجديدة التي بدأت يوم الأربعاء بالثمار المرجوة.

ومن بين المشاركين في اللقاء السيد إنريكيه بولانيوس رئيس جامعة إينكا، التي يُعقد الاجتماع في حرمها، الذي اعتبر أن التحديات والفرص المطروحة اليوم أمام المجتمعين تتمثل في بناء درب من أجل المستقبل والعمل معا بغية تخطي أخطاء الماضي. وقال إننا نجد أنفسنا في حقبة يتكرر فيها التاريخ مرة تلو الأخرى، فإما نصبح مواطنين جديرين بهذا الوطن أو نستمر في تدميره يوما بعد يوم. واعتبر السيد بولانيوس أن مستقبل نيكاراغوا كما يبدو الآن مظلم جدا، لذا يجب ألا يقف المسؤولون مكتوفي اليدين أمام ما يجري، بل ينبغي أن يوفروا فسحة لتحقيق الازدهار لشعبهم. وأكد أن الشخصيات الملتزمة في الحوار تتحمل مسوؤلية تاريخية أمام الشعب وعليها العمل على بناء مجتمع مسالم، عادل وديمقراطي.   

01 مارس 2019, 12:01