مدخل معسكر أوشفيتز مدخل معسكر أوشفيتز 

في ذكرى المحرقة النازية، البابا يقول: دعونا لا ننسى الضحايا

أحيا العالم يوم الأحد الماضي، كما في السابع والعشرين من كانون الثاني يناير من كل عام يوم ذكرى المحرقة النازية أو الهولوكوست.

للمناسبة ترك البابا فرنسيس تغريدة تويترية شدد فيها على ضرورة الاحتفاظ بالذاكرة كي لا يتكرر رعب الهولوكوست في المستقبل، لافتا إلى الدور الواجب أن يلعبه في هذا السياق الناجون من عمليات الإبادة الجماعية. وأكد أنه لا بد أن تُنقل هذه الذاكرة إلى الأجيال الفتية أيضا. يتم الاحتفال في هذه الذكرى في السابع والعشرين من كانون الثاني يناير لأنه في ذلك اليوم من العام 1945 دخل جيش الاتحاد السوفيتي مدينة أوشفيتز البولندية وتم الكشف بذلك عن الفظاعة التي ارتكبها النازيون في مخيمات الاعتقال. منظمة الأمم المتحدة شاءت هذا الاحتفال في العام 2005 من أجل إحياء ذكرى ضحايا المحرقة النازية خلال الحرب العالمية الثانية، وأيضا جميع من قضوا بسبب الاضطهاد العرقي أو السياسي، وضحايا التطهير العرقي وعمليات الإبادة التي قام بها الرايخ الثالث وحلفاؤه بين عامي 1933 و1945. وتشير مصادر متحف الهولوكوست في الولايات المتحدة إلى أن ما بين خمسة عشر وسبعة عشر مليون شخص ذهبوا ضحية مخططات الزعيم النازي أدولف هيتلر. وقد دفع الثمن الأكبر اليهود، الذين بلغ عددهم ستة ملايين شخص، والذين كانوا الهدف الرئيس لما عُرف آنذاك بالحل النهائي. ويضاف إلى هؤلاء المرضى والمعوقون والغجر وغير المنتمين إلى العرق الآري والمعارضين السياسيين والدينيين والشاذين جنسياً.

وفي إطار المبادرات التي تُقام في السابع والعشرين من كانون الثاني يناير من كل عام من أجل إحياء ذكرى الهولوكوست يشارك عدد من الناجين من مخيمات الاعتقال النازية في مؤتمرات ولقاءات مع التلامذة ومبادرات مختلفة لتوعية الرأي العام. وللمناسبة أجرى موقع فاتيكان نيوز مقابلة مع السيد سامي موديانو البالغ من العمر ثمانية وثمانين عاماً، مشيرا إلى أنه كان في الثالثة عشرة من العمر عندما فقد كل أفراد أسرته وأضاف أنه نجا بأعجوبة من النازية وقد شاهدت عيناه أمورا مرعبة جداً. وقال إنه وصل إلى معسكر الاعتقال ضمن مجموعة قوامها ألفان وخمسمائة شخص، نجا من هؤلاء مائة وواحد وخمسون فقط: واحد وثلاثون رجلا ومائة وعشرون امرأة موضحا أن رحلة الوصول استغرقت شهراً تقريباً وتمت في ظروف صحية يعجز اللسان عن وصفها. وأكد موديانو في ختام حديثه لموقع فاتيكان نيوز أن هذه الخبرة الصعبة التي عاشها تركت في نفسه جرحاً عميقاً لن يُشفى أبداً، لافتا إلى أنه ما يزال يتألم لغاية اليوم لاسيما عندما يلتقي بالفتيان ويسعى إلى مشاركتهم هذه التجربة. لكنه أوضح أنه يفعل ذلك لأنه مقتنع بأن الله اختاره لينقل إلى الأجيال الجديدة هذه الذاكرة كي لا تتكرر هذه الأمور الرهيبة مجددا. تجدر الإشارة هنا إلى أن البابا فرنسيس كان قد تطرق إلى هذا الموضوع يوم الأحد بعد تلاوته صلاة التبشير الملائكي في ختام زيارته إلى باناما وقال إن "اليوم هو اليوم الدولي لإحياء ذكرى المحرقة"، مشددا على ضرورة "الاحتفاظ بذكرى الماضي والتعلم من صفحات التاريخ السوداء كي لا تتكرر الأخطاء ذاتها أبدا".

29 يناير 2019, 12:38