البابا فرنسيس يستقبل الفنانين المشاركين في الحفل الموسيقي بمناسبة عيد الميلاد 2018 البابا فرنسيس يستقبل الفنانين المشاركين في الحفل الموسيقي بمناسبة عيد الميلاد 2018 

البابا فرنسيس يستقبل الفنانين المشاركين في الحفل الموسيقي بمناسبة عيد الميلاد والذي يدعم مشروعين في أوغندا والعراق

مساهمة الفنانين في الاحتفال بعيد الميلاد وإبراز رسالة الكنيسة، وأهمية التربية، كان هذا محور كلمة البابا فرنسيس إلى الفنانين الذين سيشاركون في حفل موسيقي غدا السبت في الفاتيكان بمناسبة عيد الميلاد. وتحدث قداسته خلال استقباله الفنانين في القصر الرسولي عن أن الميلاد هذا العام يدعونا إلى التأمل في أوضاع مَن يضطرون إلى الهجرة.

استقبل قداسة البابا فرنسيس ظهر اليوم الجمعة في القصر الرسولي الفنانين المشاركين في الحفل الموسيقى بمناسبة عيد الميلاد المرتقب غدا السبت 15 كانون الأول ديسمبر في الفاتيكان. وفي بداية كلمته إلى ضيوفه تحدث قداسته عن الاحتفال بالميلاد فقال إن ميلاد يسوع جاء في إطار تاريخي محدد، بينما يُحتفل اليوم بالميلاد في جميع أنحاء العالم حسب تقاليد مختلفة ويساهم في هذا الاحتفال الفنانون بمواهبهم وشغفهم. وتابع البابا أن الميلاد هو دائما جديد لأنه يدعونا إلى أن نولد مجددا في الإيمان، وإلى الانفتاح على الرجاء وإيقاظ المحبة. ويدعونا الميلاد هذا العام حسب ما واصل الأب الأقدس إلى التأمل في أوضاع الكثير من رجال ونساء وأطفال زمننا، المهاجرين واللاجئين السائرين هربا من الحروب والفقر الناتج عن اللاعدالة الاجتماعية والتغيرات المناخية. ثم تحدث البابا فرنسيس عن يسوع الذي جاء هو أيضا من مكان آخر، فقد كان يسكن في الله الآب مع الروح القدس في شركة حكمة ونور ومحبة أراد أن يحملها إلينا بمجيئه إلى العالم. لقد جاء ليسكن بيننا وسط محدودياتنا وخطايانا ليهبنا محبة الثالوث الأقدس، وكبشر كشف لنا طريق المحبة، الخدمة بتواضع حتى بذل الحياة. عاد البابا فرنسيس بعد ذلك إلى زمن هيرودس حين عاشت عائلة الناصرة المقدسة الخوف من الاضطهاد، وبإرشاد من الله لجأت إلى مصر. يذكِّرنا الطفل يسوع بالتالي بأن نصف اللاجئين في العالم اليوم هم من الأطفال.

أشار قداسة البابا بعد ذلك إلى أن الكنيسة تجيب على هذه المآسي بمبادرات تضامن ومساعدة، ضيافة واستقبال، وأضاف أنه لا يزال هناك الكثير مما يجب عمله ما يتطلب تنسيقا أكبر. وتحدث قداسته بالتالي عن أهمية تشكيل شبكة من خلال التربية في المقام الأول وذلك لتعليم المهاجرين الصغار، أي هؤلاء الذين وبدلا من الجلوس في الصفوف المدرسية كأترابهم يقطعون مسارات طويلة سيرا على الأقدام أو باستخدام وسائل انتقال خطيرة. وتابع البابا أن هؤلاء الصغار أيضا في حاجة إلى التكوين ليتمكنوا في المستقبل من العمل والمساهمة في الخير العام كمواطنين واعين. ومن ناحية أخرى هناك حاجة إلى تربيتنا جميعا على الاستقبال والتضامن كي لا يلقى المهاجرون واللاجئون على دربهم اللامبالاة، أو والأسوأ من هذا عدم القبول. وتابع قداسة البابا متحدثا عن أهمية شبكة التربية هذه لتمكين الأشخاص من النهوض والسير بكرامة وقوة وشجاعة ومواجهة الحياة بتثمين مواهبهم وعملهم، ولفتح أبواب مخيمات اللاجئين كي يندمج المهاجرون الشبان في المجتمعات الجديدة ويقابَلوا بتضامن وسخاء ويعززوا هذه المجتمعات بدورهم. ووجه البابا فرنسيس في هذا السياق الشكر إلى كل من رسالة دون بوسكو ومؤسسة سكولاس أوكورينتيس على مشروعيهما في أوغندا والعراق، وعلى استجابتهما لدعوة تأسيس شبكة من خلال التربية حيث يساهمان هكذا في نقل رسالة رجاء الميلاد.

ثم ختم البابا فرنسيس كلمته إلى الفنانين المشاركين في الحفل الموسيقي لمناسبة عيد الميلاد الذي سينظَّم في الفاتيكان غدا السبت 15 كانون الأول ديسمبر، مذكرا بإن رسالة الكنيسة كانت تبرز دائما من خلال إبداع وعبقرية الفنانين أيضا، وذلك لأنهم قادرون بأعمالهم على بلوغ الثنايا الأكثر عمقا في ضمائر رجال ونساء كل الأزمنة. ثم شكر قداسته الفنانين الحاضرين وشجعهم على مواصلة عملهم كي يوقظوا في القلوب كافة دفء وحنان الميلاد.  

14 ديسمبر 2018, 13:47