بحث

البابا فرنسيس لدى وصوله إلى ميانمار البابا فرنسيس لدى وصوله إلى ميانمار 

سنة على زيارة البابا فرنسيس إلى ميانمار وبنغلادش

في مثل هذا اليوم من العام الماضي أقعلت الطائرة البابوية من مطار فيومتشينو الدولي باتجاه ميانمار وبنغلادش، زيارة طبعتها دعوة إلى إرساء أسس السلام والتآخي في المنطقة وتخللتها العبارة الشهيرة التي تفوه بها البابا قائلا "الله يُدعى أيضا روهينغا اليوم".

كلمات أحدثت بلبلة في مختلف الأوساط السياسية والصحفية خصوصا وأنها جاءت على لسان البابا فرنسيس في ختام اللقاء المسكوني الذي عُقد في دكّا، عاصمة بنغلادش، وتوجه أيضا إلى الأشخاص اللاجئين والمتألمين قائلا إنه يود أن يطلب المغفرة منهم باسم جميع الذين اضطهدوهم وأساؤوا إليهم. ساهمت الزيارة البابوية في إعطاء دفع لعملية المصالحة في بلدين مختلفين عن بعضهما البعض لكن توحّدهما مأساة شعب.

ومن بين المحطات التي طبعت الزيارة اللقاء الذي تم بين البابا ونوبل السلام أونغ سان سو كي، وقد عبرت هذه الأخيرة عن امتنانها لهبات الرأفة والتشجيع التي قدمها البابا لميانمار. وتميزت الزيارة البابوية أيضا بلقاء عُقد في مركز كابا أيي بيانغون وضم عددا كبيرا من الرهبان البوذيين، فضلا عن تفقد البابا لمركز الأم تيريزا في دكا ولقائه المرضى والمعوقين، لاسيما الفقراء منهم.

وظل عالقا في الأذهان اللقاء المسكوني وما بين الأديان في دكا عندما توجّه البابا إلى الحاضرين قائلا إنها علامة مشجعة في زمننا للمؤمنين والأشخاص ذوي الإرادة الصالحة الذين يشعرون أكثر فأكثر بأنّهم مدعوون للتعاون في التنشئة على ثقافة اللقاء والحوار والتعاون في خدمة العائلة البشريّة. هذا الأمر يتطلب أكثر من التسامح، ويحثنا لنمد يدنا إلى الآخر في موقف ثقة متبادلة وتفهّم من أجل بناء وحدة تشمل الاختلاف كمصدر للغنى والنمو؛ يحثنا أيضًا على تعزيز انفتاح قلب بشكل يجعلنا نرى الآخرين كطريق لا كعائق.

فيما يتعلق بما تركته هذه الزيارة من تأثير على حياة الكنيسة المحلية نذكّر بلقاء البابا مع أساقفة بنغلادش عندما شدد فرنسيس على أن قادة الكنيسة مدعوون جميعا للتأمل في كيفية جعل الشباب مشاركين بشكل أفضل في فرح وحقيقة وجمال إيماننا لافتا إلى أهمية التنشئة الجيدة للمرشحين إلى الكهنوت والحياة الرهبانية.

وتطرق البابا إلى النشاط الاجتماعي للكنيسة في بنغلاديش مشيرا على وجه الخصوص إلى مساعدة العائلات وأكد في هذا السياق أن شعب هذا البلد معروف بمحبته للعائلة وبحس الضيافة وباحترام الوالدين والأجداد، إضافة إلى الاهتمام بالمسنين والمرضى والأكثر ضعفا. وشكر البابا جميع الذين يعملون من أجل مساعدة العائلات المسيحية في رسالتها.

وفي كلمته إلى الشبيبة سلط البابا الضوء على "الحكمة" وقال إن الشيء الوحيد الذي يرشدنا ويجعلنا نمضي إلى الأمام على الطريق الصحيح هي الحكمة، الحكمة النابعة من الإيمان، وأضاف أنه كي ننال هذه الحكمة علينا النظر إلى العالم، وإلى أوضاعنا ومشاكلنا، وكل شيء، بعيني الله. وننال هذه الحكمة عندما نرى الأشياء بعيني الله، ونحب بقلب الله. وأضاف البابا فرنسيس أن حكمة الله تقوّي فينا الرجاء وتساعدنا على مواجهة المستقبل بشجاعة.   

26 نوفمبر 2018, 12:03