بحث

البابا خلال لقائه أعضاء مركز الخدمة من أجل العمل التطوعي Sardegna Solidale البابا خلال لقائه أعضاء مركز الخدمة من أجل العمل التطوعي Sardegna Solidale  

البابا يقول إن العمل التطوعي يساهم في إعطاء وجه إنساني ومسيحي للمجتمع

استقبل البابا فرنسيس ظهر اليوم الجمعة في قاعة البابا بولس السادس بالفاتيكان أعضاء مركز الخدمة من أجل العمل التطوعي Sardegna Solidale يرافقهم الكاردينال أنجيلو بيشو ورئيسا أساقفة كالياري المطران أريغو ميليو وأوريستانو المطران إينياتسيو سانا.

وجه فرنسيس لضيوفه السبعمائة خطاباً استهله مرحبا بهم ومعربا عن سروره للقائهم في الفاتيكان لمناسبة احتفال المركز بالذكرى السنوية العشرين لتأسيسه. بعدها لفت البابا إلى أن ضيوفه يمثلون العديد من المتطوعين والمتطوعات في إقليم ساردينيا الذين يقدمون خدمة سخية للمحتاجين في أرض غنية بالكنوز الطبيعية الجميلة، بالتاريخ والفن، ولكنها مطبوعة بالفقر والعوز. وعبر البابا عن امتنانه للجهود الحثيثة التي يبذلها هؤلاء الرجال والنساء لصالح شرائح المجتمع الأشد ضعفاً، مع إيلاء اهتمام خاص بأفقر بلدان العالم وهذا الأمر سمح بإبقاء الآفاق مفتوحة على التضامن خصوصا من خلال توفير الضيافة والمساعدة للأشخاص الوافدين إلى جزيرة ساردينيا بحثا عن السلام وفرص العمل.

بعدها أكد البابا فرنسيس أن هذا المركز يضم عددا كبيراً من منظمات العمل التطوعي، ويؤدي خدمة هامة على صعيد الاندماج والتعاون. وشجع الجميع على مواصلة العمل في هذا الاتجاه بروح من التفاهم والوحدة، وبهذه الطريقة يتمكن المتطوعون من نشر ثقافة السلام بطريقة متشعبة. ورأى أنه بغية التعرف على الاحتياجات الحقيقية للأشخاص من الأهمية بمكان أن يتم الحفاظ على مواقف التعاون مع المؤسسات المتواجدة على الأرض، لاسيما البلديات والرعايا التي تقف يوميا إلى جانب الناس وتقاسمهم أتعابهم وتطلعاتهم.

هذا ثم لفت البابا إلى ثقافة التضامن والمجانية التي تميّز العمل التطوعي وتساهم في بناء مجتمع متآخ يكون الكائن البشري في صلبه. وأكد أن هذه الثقافة ترتكز إلى الجذور المسيحية الصلبة، التي تتمثل في محبة الله ومحبة القريب. ومحبة الله هذه تجعلنا نرى في الآخر أخا أو أختاً بحاجة إلى المحبة. ولم تخل كلمة البابا من الإشارة إلى الدور الواجب أن تلعبه في هذا الإطار المؤسسات الرسمية المدعوة إلى توفير الظروف الملائمة لمساعدة العمل التطوعي. ورأى أيضا أنه بفضل "عصارة" الإنجيل تحافظ المساعدة المقدمة إلى الآخرين على بعدها الإنساني ولا تفقد صبغتها الشخصية. ولهذا السبب بالذات لا يقوم المتطوعون والمتطوعات بدور ثانوي ضمن الشبكة الاجتماعية، بل يساهمون في إعطاء وجه إنساني ومسيحي للمجتمع.

وأكد البابا أيضا أن خدمة العمل التطوعي التضامني تشكل خياراً يجعل الإنسان حرا ومنفتحا على احتياجات الآخرين وعلى متطلبات العدالة والدفاع عن الحياة البشرية وحماية الخليقة مع إيلاء اهتمام خاص بالمرضى والمسنين الذين يشكلون كنز الحكمة. بعدها شجع فرنسيس ضيوفه على متابعة نشاطهم بشغف، باحثين عن كل الطرق الممكنة والبنّاءة من أجل إيقاظ الرأي العام وتحسيسه على متطلبات الالتزام لصالح الخير العام ودعم الضعفاء والفقراء. واعتبر أن عالمنا اليوم بات بأمس الحاجة إلى شهود للطيبة والحنان والمحبة المجانية؛ إنه محتاج إلى أشخاص مواظبين، يواجهون الصعوبات بروح من الوحدة جاعلين من خدمة القريب أساسا وهدفاً لنشاطهم. وبهذه الطريقة يبقى المتطوعون بالنسبة لساردينيا نقطة مرجعية ومثالا يحتذى به. في ختام كلمته إلى أعضاء مركز الخدمة من أجل العمل التطوعي Sardegna Solidale سأل البابا الله أن يبارك ضيوفه وطلب منهم أن يصلوا من أجله.    

30 نوفمبر 2018, 13:25