بحث

البابا فرنسيس يستقبل المشاركين في الجمعية العامة للمجلس الحبري لتعزيز وحدة المسيحيين البابا فرنسيس يستقبل المشاركين في الجمعية العامة للمجلس الحبري لتعزيز وحدة المسيحيين 

كلمة البابا فرنسيس إلى المشاركين في الجمعية العامة للمجلس الحبري لتعزيز وحدة المسيحيين

أهمية الحوار واللقاءات المشتركة بقلب منفتح والبحث عن الشركة والتمييز المتنبه، هذا ما شدد عليه البابا فرنسيس خلال استقباله صباح اليوم المشاركين في الجمعية العامة للمجلس الحبري لتعزيز وحدة المسيحيين.

استقبل قداسة البابا فرنسيس في القصر الرسولي صباح اليوم 28 أيلول سبتمبر المشاركين في الجمعية العامة للمجلس الحبري لتعزيز وحدة المسيحيين، ورحب في بداية كلمته بالجميع موجها الشكر لرئيس المجلس الكاردينال كورت كوخ ومعاونيه وأعضاء المجلس ومستشاريه على مساعدتهم البابا من خلال عملهم اليومي على تقديم خدمته كأسقف روما كخدمة للوحدة والشركة لجميع المؤمنين بالمسيح.

تحدث البابا فرنسيس بعد ذلك عن أهمية عدد من اللقاءات الأخيرة مع المسيحيين من تقاليد مختلفة، فذكّر بلقائه قادة الكنائس الأرثوذكسية الشرقية في باري الإيطالية في يوم الصلاة من أجل السلام في الشرق الأوسط وذلك في 7 تموز يوليو المنصرم، وأكد قداسته أن هذه الصلاة المشتركة أكدت أنه لا يمكن أن نكون غير مبالين بمعاناة الكثير من أخوتنا وأخواتنا. لقاء آخر أشار إليه الأب الأقدس هو ذلك الذي جمعه مع ممثلي تقاليد مسيحية مختلفة في جنيف في 21 حزيران يونيو 2018 احتفالا بالذكرى السبعين لتأسيس مجلس الكنائس المسكوني، وكانت هذه فرصة، حسب ما واصل قداسته، لشكر الله على الثمار الوفيرة للحركة المسكونية ولتجديد التزامنا لمن أجل تعزيز وحدة أكبر بين المؤمنين. أشار البابا أيضا إلى أمسية الصلاة احتفالا باليوبيل الذهبي لحركة التجدد بالروح القدس الكاثوليكية وذلك في 3 حزيران يونيو 2017، والتي كانت فرصة لتجديد الالتزام من أجل مهمتنا الإرسالية حتى أقاصي الأرض.

توقف قداسة البابا بعد ذلك عند موضوع الجمعية العامة والذي يتمحور حول الخمسينيين والكاريزماتيين والإنجيليين وتأثيرهم على مفهوم الوحدة، وشدد قداسته على النمو المتواصل لهذه الأشكال من التعبير عن الحياة المسيحية واصفا هذا بظاهرة هامة لا يمكن تجاهلها. وتابع البابا مشددا على ضرورة التمييز والتعرف على حضور الروح القدس في هذه الجماعات والعمل على إقامة روابط أخوّة حقيقية معها، ويمكن لهذا أن يحدث من خلال مضاعفة فرص اللقاء وتجاوز عدم الثقة المتبادلة التي هي غالبا نتاج الجهل أو عدم الفهم. وأشار قداسته إلى الأفعال المتقاسمة وفي طليعتها الصلاة وقراءة كلمة الله، خدمة المعوزين، إعلان الإنجيل والدفاع عن كرامة الإنسان والحياة البشرية. وواصل البابا مؤكدا أنه من خلال التعرف الأخوي المتبادل يمكننا ككاثوليك معرفة وتثمين خبرات جماعات عديدة تعيش الإيمان وتسبِّح الله وتشهد لإنجيل المحبة بأشكال غالبا ما تكون مختلفة عن تلك التي اعتدناها، ويمكن لهذه الجماعات في المقابل أن تتخطى الأحكام المسبقة حول الكنيسة الكاثوليكية وتتعرف على أن الروح القدس لا يخبو بل يواصل العمل في كنز التقاليد المتلقاة من الرسل والتي حوفظ عليها عبر التاريخ. وأشار قداسة البابا في هذا السياق إلى إدراكه أن العلاقات بين الكاثوليك وهذه الجماعات ليست سهلة في حالات كثيرة، حيث يتناقض ظهور مفاجئ لجماعات جديدة ترتبط ببعض الواعظين مع المبادئ والخبرات الكنسية للكنائس، مشيرا إلى أن هذا يجب ألا يدفع إلى حصر خبرة الإيمان في أماكن محمية ومطمْئنة، كما أشار إلى انجذاب أعداد غير قليلة من الكاثوليك إلى هذه الجماعات وهو أمر يحث على تساؤل شخصي وتجدد رعوي.  

هذا وذكّر البابا فرنسيس بحديث وثائق المجمع الفاتيكاني الثاني عن هذه الجماعات والتأكيد على أنها لا تخلو من معنى وقيمة في سر الخلاص (راجع البيان في الحركة المسكونية " Unitatis redintegratio" (استعادة الوحدة)). وواصل البابا فرنسيس مشددا على أهمية تفادي التقوقع في مواقف ثابتة بل يجب تعزيز الوحدة بطاعة كنسية أمينة وبدون إخماد الروح (راجع 1 تس 5، 19)، ويجب بالتالي أن تكون العلاقات بيننا، حسب ما واصل قداسته، مميزة بانفتاح القلوب والبحث عن الشركة والتمييز المتنبه.

وفي ختام كلمته إلى المشاركين في الجمعية العامة للمجلس الحبري لتعزيز وحدة المسيحيين، الذين استقبلهم صباح اليوم في القصر الرسولي، أشاد البابا فرنسيس بالحوار الذي يقيمه المجلس مع الحركات محور الجمعية على الصعيد العالمي وذلك أيضا من خلال مبادرات مثل المنتدى المسيحي العالمي، حيث يقدم هذا الحوار إسهاما هاما وتشجيعا لتطوير علاقات أفضل على الأصعدة المحلية، ثم شكر قداسته الجميع ومنحهم بركته.  

28 سبتمبر 2018, 12:21