بحث

البابا فرنسيس مع مجموعة من الشبان والشابات القادمين من أبرشية غرونوبل فيين الفرنسية البابا فرنسيس مع مجموعة من الشبان والشابات القادمين من أبرشية غرونوبل فيين الفرنسية  

البابا يلتقي شبانا وشابات من أبرشية غرونوبل فيين الفرنسية

التقى البابا فرنسيس عصر أمس الثلاثاء مجموعة من الشبان والشابات القادمين من أبرشية غرونوبل فيين الفرنسية وطرح الضيوف أسئلة على البابا تطرقوا فيها إلى مسائل عدة تعنيهم وشدد فرنسيس على ضرورة أن يتبع هؤلاء الرب عندما تزدهر الكنيسة وعندما تواجه الأزمات.

لم تخل كلمات البابا من الإشارة إلى الشرور التي تعاني منها الكنيسة الكاثوليكية، وتحدث أيضا عن أهمية مد يد العون إلى الفقراء والمحتاجين، فضلا عن قضايا أخرى تتعلق بالدعوات إلى الحياة المكرسة والجنس والتزام المسيحيين في المجتمع.

وفي رد على سؤال لأحد الشبان سلط فرنسيس الضوء على ضرورة نشر الرسالة المسيحية وتوجيهها أيضا إلى الأشخاص الذين ينتقدون الكنيسة الكاثوليكية ويوجهون إليها أصابع الاتهام بسبب الشذوذ الجنسي والتعدي الجنسي على القاصرين. ولفت البابا إلى أن هذه الرسالة لا يمكن نقلها من خلال الجلوس المريح بل عندما نسير في دروب العالم مذكرا بأن الرب أمضى ثلاث سنوات سائراً وبدا أنه كان يعيش في الشوارع.

هذا ثم تطرق البابا إلى ضرورة الرسوخ في الإنجيل الذي يكمن جوهره في الفقراء، وأشار إلى أن خدمة المحتاجين ليست تطبيقا للشيوعية، بل للإنجيل، وأكد أن الشبان مدعوون إلى وضع أنفسهم في خدمة الآخرين، دون التعالي على الفقراء بل لا بد من الانحناء عليهم والركوع أمامهم. وهذا الأمر ينطبق على الأشخاص الذين يفتقرون لكل شيء: للمال والصحة والثقافة ومن وقعوا ضحية الإدمان، شأن الإدمان على المخدرات.

وردا على سؤال بشأن الجنس أكد البابا فرنسيس أهمية ألا يُفصل الجنس عن الحب، ولفت إلى أنه التقى بشخصين متزوجين منذ ستين عاما، وما يزالان يعيشان الحب المتبادل. وقال فرنسيس إن الجنس هو عطية من الله ويهدف إلى التعبير عن الحب وإنجاب البنين. كما أن الحب يحمل الإنسان إلى وهب حياته بكاملها، نفساً وجسداً، للشريك الآخر. وذكّر البابا بكلمات الرب القائل إن الرجل والمرأة يتركان والدِيهما ويتحدان مع بعضهما البعض ويصيران جسداً واحداً، وهذه هي عظمة الجنس، ولا بد من الحديث عن الموضوع من هذا المنظار. وحذّر البابا من المخاطر التي تترتب على الجنس الذي يعاش خارج إطار الحب، ويهدف إلى التسلية وحسب، وتطرق أيضا إلى خطورة صناعة الجنس، أي المواد الإباحية التي تحقق أرباحاً طائلة.

وفي سياق إجابته على سؤال حول التزام المسيحيين في المجتمع شدد فرنسيس على أهمية أن يتعلّم الشبان كيف يحرسون الأخوة، كما ينبغي ألا يعزلوا أنفسهم بل يجب أن يعيشوا ضمن جماعات، ويكونوا مستعدين لتوسيخ اليدين ومساعدة بعضهم البعض. ولفت البابا إلى أن المسيحي ليس معصوما عن الخطأ، إنه يخطئ لكن يتعين عليه أن يطلب المغفرة ويتابع السير إلى الأمام. وحذّر البابا من عدوين لدودين للالتزام المسيحي، ألا وهما الأنانية والفساد، وهذا الفساد قد يكون مادياً أو مرتبطاً بالقلب.

وفي معرض رده على سؤال بشأن الدور الذي ينبغي أن يلعبه الكهنة وسط المجتمع أكد البابا أنه يتعين على الكاهن ألا يكتفي بالكلمات، بل لا بد أن يكون قريباً من الناس ويعرف كيف يفتح ذراعيه لهم. وذكّر فرنسيس في هذا السياق أنه كان كاهن رعية طيلة ست سنوات مشيرا إلى أنه أجمل عمل قام به ولو

تسنت له هذه الفرصة مجددا لفتح أبواب الكنيسة ليستقبل الناس، ولسار في الشوارع يتحدث معهم وينظر في أعينهم، وبهذه الطريقة يكون قريباً منهم.

في ختام لقائه مع الشبان القادمين من أبرشية غرونوبل فيين رد البابا على سؤال بشأن الدعوة إلى الحياة المكرسة، وقال إنه من الأهمية بمكان أن يحظى الشبان الذين يختارون هذه الدرب بالمرافقة المطلوبة، وأكد أن هذه الدعوة هي عطية من الله، ولا بد من الحفاظ عليها. ولفت إلى أن المدعو إلى الحياة الكهنوتية أو الرهبانية ينبغي أن يكون شخصاً أصيلا يسير إلى الأمام. كما ينبغي على هؤلاء الرجال والنساء أن ينموا بالإيمان كي يفهموا محبة الله وكي تتغير حياتهم في العلاقة مع الصلاة. ويجب أيضا أن يدرك المدعوون إلى الحياة الكهنوتية والرهبانية أهمية أن يعيشوا وسط جماعة واحدة.       

19 سبتمبر 2018, 12:59