قداتسة البابا فرنسيس قداتسة البابا فرنسيس 

البابا فرنسيس: التعليم المسيحي ليس عملا بل هو دعوة، نقل خبرة، وشهادة إيمان

ينظم المجلس الحبري لتعزيز الكرازة الجديدة من 20 حتى 23 أيلول سبتمبر الجاري في الفاتيكان مؤتمرا حول التعليم المسيحي بعنوان "معلم التعليم المسيحي شاهد للسر". وللمشاركين في هذا اللقاء وجه قداسة البابا فرنسيس رسالة مصوَّرة شدد فيها على كون التعليم المسيحي دعوة ترتبط بالليتورجيا والأسرار، وخدمة الكنيسة في حاجة خاصة إليها.

وجه قداسة البابا فرنسيس اليوم السبت 22 أيلول سبتمبر رسالة فيديو إلى المشاركين في مؤتمر دولي ينظمه المجلس الحبري لتعزيز الكرازة الجديدة في الفاتيكان من 20 حتى 23 أيلول سبتمبر الجاري حول التعليم المسيحي بعنوان "معلم التعليم المسيحي شاهد للسر". وقال الأب الأقدس في البداية لمعلمي ومعلمات التعليم المسيحي المشاركين إنه كان يتمنى مشاركتهم بشكل شخصي هذه اللحظة الهامة التي جمعتهم للتأمل حول الجزء الثاني من تعليم الكنيسة الكاثوليكية، والذي يتناول مواضيع هامة وأساسية للكنيسة ولكل مسيحي. رحب البابا فرنسيس بالتالي بالجميع والبالغ عددهم 1500 تقريبا يأتون من 48 بلدا يرافقهم عدد كبير من الأساقفة، وشكر معلمي التعليم المسيحي على حضورهم وأيضا على الحماسة التي يعيشون بها كونهم معلمي التعليم المسيحي في الكنيسة ومن أجلها.

عاد البابا فرنسيس بعد ذلك إلى اللقاء الأول الذي جمعه بمعلمي التعليم المسيحي عام 2013، خلال سنة الإيمان، وذكّر بدعوته حينها إلى أن يكونوا معلمي تعليم مسيحي لا أن يعملوا كمعلمين، وذلك لأن هذه دعوة وليست عملا، وأضاف أن قيادة الآخرين للقاء يسوع تتم بالكلمات والحياة والشهادة. وواصل قداسته مشيرا إلى توجيهه هذه الرسالة إلى المشاركين في المؤتمر من فيلنيوس عاصمة ليتوانيا حيث يبدأ زيارته الرسولية إلى دول البلطيق، وذلك كي ينقل إليهم بعض الأفكار لجعل دعوتهم كمعلمي تعليم مسيحي تكتسب أكثر وأكثر شكل خدمة نحن في احتياج خاص إليها.

وفي حديثه عن هذه الخدمة توقف قداسة البابا عند معلم التعليم المسيحي كخادم لكلمة الله التي يتوجه إليها يوميا كي يجعل منها غذاءه ويشرك فيها الآخرين بفعالية ومصداقية. ويدرك المعلم، حسب ما واصل الحبر الأعظم، أن هذه الكلمة حية وأنها تشكل قاعدة إيمان الكنيسة، ولا يمكنه بالتالي أن ينسى، وخاصة في إطار اللامبالاة بالدين المعاصر، أن كلمته هي الإعلان الأول الذي يلمس قلوب وعقول أشخاص كثيرين ينتظرون لقاء المسيح حتى وإن كانوا لا يدركون تطلعهم هذا. وأراد البابا فرنسيس هنا التأكيد على أنه لا يقصد الإعلان الأول من وجهة النظر الزمنية رغم أهميتها، بل أن الإعلان الأول يعني التشديد على أن يسوع المسيح قد مات وقام محبةً للآب، وأنه يمنح الجميع مغفرته بدون تفرقة بين الأشخاص إذا فتحوا قلوبهم وتركوا أنفسهم للارتداد. شدد البابا بعد ذلك على أن معلم التعليم المسيحي ليس معلما أو أستاذا يعتقد أنه يعطي دروسا، فالتعليم المسيحي ليس درسا بل هو نقل خبرة وشهادةُ إيمان توقظ القلوب لأنها تنقل الرغبة في لقاء المسيح، وهذا هو الإعلان الأول الذي على المعلم القيام به.  

دعا البابا فرنسيس بعد ذلك معلمي التعليم المسيحي إلى احترام كيفية إعلان الكنيسة وتقديمها للبشارة، وهو ما تعكسه أيضا تركيبة التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية، فلا يمكن على سبيل المثال تقديم الشريعة على الإعلان الملموس لمحبة الله ورحمته، وذكّر قداسته هنا بحديث يسوع عن أنه لم يأتِ ليدين العالم بل ليخلصه.

أراد قداسة البابا بعد ذلك لفت انتباه معلمي التعليم المسيحي إلى ضرورة فهم التحديات المرتبطة بالتربية على الإيمان، وتحدث هنا عمن لديهم هوية مسيحية ضعيفة ويحتاجون بالتالي إلى القرب والقبول، الصبر والصداقة، لأن هكذا فقط يمكن للتعليم المسيحي أن يكون تعزيزا للحياة المسيحية ودعما لتنشئة المؤمنين، ومحفزا للأشخاص كي يصبحوا تلاميذ مرسَلين. وشدد البابا فرنسيس في سياق حديثه على أن التعليم المسيحي، وكي يكون خصبا ومتناغما مع الحياة المسيحية، يستقي حيويته من الليتورجيا والأسرار، كما أكد الحاجة إلى مسيرة تعليم مسيحي تساعد على اختبار اللقاء مع الرب والنمو في معرفته وبالتالي في محبته. ذكّر قداسته أيضا بضرورة إشارة التعليم المسيحي إلى آنية المسيح ومعاصرته، والتي تبلغ ذروتها في سر الإفخارستيا الذي يرافق المسيح من خلاله الكنيسة عروسه، ويصبح قريبا ممن يتلقون جسده ودمه جاعلا إياهم أداة للمغفرة وشهودا للمحبة.

وختم البابا فرنسيس رسالة الفيديو التي وجهها اليوم 22 أيلول سبتمبر إلى المشاركين في مؤتمر حول التعليم المسيحي، ينظمه المجلس الحبري لتعزيز الكرازة الجديدة بعنوان "معلم التعليم المسيحي شاهد للسر"، راجيا لهم عيش هذا الحدث بزخم كي ينقلوا إلى جماعاتهم الثراء الذي عاشوه خلال هذا اللقاء الدولي، منحهم قداسته بعد ذلك بركته سائلا إياهم الصلاة من أجله.  

22 سبتمبر 2018, 11:47