البابا محتفلا بالقداس في كابلة سانتا مارتا البابا محتفلا بالقداس في كابلة سانتا مارتا  

البابا يقول إن المنافقين عاجزون عن لقاء الرب لأن قلبهم منغلق

ترأس البابا فرنسيس صباح اليوم الخميس القداس كما جرت العادة في كابلة بيت القديسة مارتا بدولة حاضرة الفاتيكان وشدد في عظته على ضرورة أن نكون رحماء كما كان الرب رحوما وأن نضع المسيح في وسط حياتنا.

طلب البابا من المؤمنين أن يسألوا الرب توفير الحماية للكنيسة التي هي قديسة، لكن في الوقت نفسه لديها الكثير من البنين الخطأة. وانطلاقا من قراءات اليوم توقف فرنسيس عند ثلاث فئات من البشر: يسوع وتلاميذه، بولس والمرأة التي واجهت خطر أن تُرجم من قبل معلمي الناموس. ولفت إلى أن هذه المرأة أظهرت كما كبيرا من الحب حيال الرب يسوع، وهذا الحب عبّر عنه أيضا القديس بولس الرسول الذي قال للكنيسة في كورنتس "فإنني سلمت إليكم في الأول ما قبلته أنا أيضا: أن المسيح مات من أجل خطايانا".

وأشار البابا فرنسيس إلى أن بولس كان يعتقد أن المحبة هي ناموساً، وكان قلبه منغلقاً أمام وحي يسوع المسيح، وكان يضطهد المسيحيين بدافع حماسته تجاه الشريعة، ولم تكن محبته ناضجة. وفيما يتعلق بالمرأة الخاطئة قال يسوع للفرسيين "لقد غُفرت لها خطاياها الكثيرة لأنها أحبت كثيرا". وأكد فرنسيس أن الرب ينظر إلى أعمال المحبة الصغيرة، إلى الإرادة الحسنة، وهكذا تظهر رحمته، من خلال استعداده لتقديم المغفرة على الدوام.

بعدها توقف البابا عند معلّمي الشريعة وأشار إلى أن هؤلاء تبنوا موقفاً يأخذه المنافقون ويعبرون عن خزيهم فيقولون "يا لها من فضيحة! لا يمكن العيش هكذا! لقد فقدنا القيم! وقال فرنسيس إن هذا هو خزي المنافقين مشيرا إلى محبة يسوع الكبيرة التي تغفر كل شيء، والمحبة الناقصة لبولس والمرأة الخاطئة، فضلا عن محبتنا الناقصة لأننا لسنا قديسين.

هذا ثم ذكّر البابا المؤمنين بأن الرب يتحدث في الإنجيل عن القبور المكلّسة منتقداً نفاق الأشخاص الذين يبدون بحلة جميلة من الخارج، لكنهم فاسدون من الداخل. واعتبر فرنسيس أن الكنيسة وخلال مسيرتها في التاريخ تتعرض للاضطهاد من قبل الأشخاص المنافقين، خارجيا وداخليا. وأضاف أن إبليس لا يتعاطى مع الأشخاص الخطأة التائبين لأنهم ينظرون إلى الله ويقولون له "أيها الرب، إني خاطئ ساعدني". لكن إبليس قوي حيال المنافقين، وهو يستخدم هؤلاء للقضاء على الأشخاص والمجتمع والكنيسة. فهو يستخدم النفاق لأنه كذاب، ويظهر على أنه أمير قوي وجميل، لكنه في الواقع قاتل.

بعدها حثّ البابا المؤمنين على ألا ينسوا أن يسوع يغفر، ويقبل الآخرين ويمارس الرحمة معهم، وهذه الكلمة – قال فرنسيس – ننساها غالبا عندما نتحدّث بالسوء عن الآخرين. لذا من الأهمية بمكان أن نكون رحماء كما كان الرب رحوما وألا ندين الآخرين واضعين الرب في وسط حياتنا. ختم البابا فرنسيس عظته خلال القداس الصباحي في كابلة القديسة مارتا قائلا: بهذه الطريقة يمكننا أن نلتقي بالحب الحقيقي الذي هو يسوع فيما يعجز المنافقون عن اللقاء به لأن قلوبهم منغلقة.

20 سبتمبر 2018, 11:57