لقاء البابا فرنسيس مع خدام المذبح لقاء البابا فرنسيس مع خدام المذبح  

البابا فرنسيس يلتقي خدام المذبح ويذكّر بكلمات القديس بولس: افعلوا كلّ شيء لمجد الله

التقى قداسة البابا فرنسيس مساء الثلاثاء الحادي والثلاثين من تموز يوليو، في ساحة القديس بطرس، أكثر من ستين ألفًا من خدّام المذبح، قادمين من ثماني عشرة دولة، لمناسبة الحج الدولي الثاني عشر إلى روما تحت عنوان "ابتغِ السلامَ واسعَ إليه" (مزمور 34، 15).

حيا البابا فرنسيس الحاضرين وعبّر عن سروره بلقائهم وأجاب على خمسة أسئلة تمحور أولها حول كيفية أن نكون بناة سلام وقال الأب الأقدس إن الالتزام الملموس من أجل السلام هو الدليل على أننا حقًا تلاميذ يسوع، مشيرًا إلى أن البحث عن السلام يبدأ من الأشياء الصغيرة. فعلى سبيل المثال في البيت، وبعد شجار بين الإخوة، أأنغلق على ذاتي، أم أحاول أن أقوم بخطوة باتجاه الآخر؟ أأنا مستعد لأسأل نفسي في كل ظرف "ماذا سيفعل يسوع لو كان مكاني؟ إذا فعلنا ذلك وسعينا إلى تطبيقه، سنحمل سلام المسيح إلى الحياة اليومية، وسنكون بناة وأدوات سلام. أما السؤال الثاني فتمحور حول كيفية عيش التأمل الروحي والخدمة بطريقة ملموسة، وأشار البابا فرنسيس إلى أنه من خلال العمل والتأمل يتم التعرّف أيضًا على مخطط الله لنا، داعيًا إلى عدم الخوف من طلب النصيحة حين يتساءلون عن كيفية خدمة الله والأشخاص الذين يحتاجون إلى مساعدة في العالم. وفي ردّه على السؤال الثالث الذي تمحور حول الشهادة التي باستطاعتهم أن يقدّموها لأترابهم الشباب، قال البابا فرنسيس تستطيعون اليوم، كشباب، أن تكونوا رسلاً يجذبون الآخرين إلى يسوع، ويحصل ذلك إن كنتم قد التقيتم به بشكل شخصي. ودعاهم لكي يتعرّفوا ويحبّوا دائمًا أكثر فأكثر الرب يسوع من خلال لقائه في الصلاة والقداس وقراءة الإنجيل، ووجوه الصغار والفقراء. وأكد الأب الأقدس أنه ليست هناك حاجة إلى كلمات كثيرة، إذ إن الأفعال والقرب والخدمة هي الأهم.

وفي ردّه على السؤال الرابع الذي تمحور حول أهمية الإيمان، قال البابا فرنسيس إن الإيمان هو جوهري، الإيمان يجعلني أحيا. الإيمان هو كالهواء الذي نتنشقه. الإيمان يساعدنا على فهم معنى الحياة. أما السؤال الخامس والأخير فتمحور حول كيفية ترجمة خدمتنا في الحياة اليومية في أعمال محبة ملموسة وفي مسيرة نحو القداسة، وقال البابا فرنسيس إن الرب يسوع أعطانا برنامجًا بسيطًا للسير على الدرب نحو القداسة: وصية محبة الله والقريب. ودعاهم ليكونوا راسخين جيدًا في الصداقة مع الله، ممتنين لمحبته وراغبين في خدمته، وهكذا لا يمكننا إلا أن نتقاسم عطية محبته مع الآخرين. ولتطبيق وصية المحبة، دلنا يسوع على أعمال الرحمة.

بعد وقفة صلاة، ألقى البابا فرنسيس عظة استهلها مذكّرا بكلمات القديس بولس في رسالته الأولى إلى أهل قورنتس "فافعلوا كلَّ شيءٍ لمجدِ الله"، وقال أن نخدم مجد الله في كل ما نفعل هو المعيار الأساسي لأفعالنا، وخلاصة معنى عيش الصداقة مع يسوع. إنه الإرشاد الذي يوجهنا عندما نكون غير واثقين من الشيء الصحيح الذي ينبغي فعله؛ والذي يساعدنا لنتعرف على صوت الله في داخلنا لنتمكّن من تمييز مشيئته. كما وأشار البابا فرنسيس إلى أن القديس بولس يشجعنا مرة جديدة قائلا "اقتدوا بي كما أقتدي أنا بالمسيح". وسلط الأب الأقدس الضوء على الاقتداء بيسوع كما فعل بولس الرسول وجميع القديسين. لننظر إلى القديسين، فهم الإنجيل المُعاش لأنهم عرفوا أن يعيشوا رسالة المسيح في حياتهم. وإذ ذكّر بالاحتفال بعيد القديس اغناطيوس دي لويولا في الحادي والثلاثين من تموز يوليو، ختم البابا فرنسيس كلمته في ساحة القديس بطرس أمام خدام المذبح القادمين من دول عديدة، داعيًا إلى أن يقتدوا بالقديسين ويفعلوا كل شيء لمجد الله.

تجدر الإشارة إلى أنه تحت عنوان "ابتغ السلام واسع إليه" (مزمور 34، 15)، يقوم أكثر من ستين ألفًا من خدام المذبح القادمين من دول عديدة، بالحج الدولي الثاني عشر إلى روما، من الثلاثين من تموز يوليو وحتى الثالث من آب أغسطس، وتتراوح أعمارهم ما بين ثلاثة عشر وثلاثة وعشرين عاما.  

01 أغسطس 2018, 12:23