لقاء البابا فرنسيس مع الأساقفة التشيليين 18 أيار 2018 لقاء البابا فرنسيس مع الأساقفة التشيليين 18 أيار 2018 

البابا فرنسيس يبعث برسالة إلى رئيس مجلس أساقفة تشيلي

بعث البابا فرنسيس برسالة إلى أساقفة تشيلي الكاثوليك أكد فيها أن القرارات التي اتخذها مؤخرا هؤلاء الأساقفة "ستساهم بشكل مقرر" في التصدي لآفة التعدي الجنسي على الأطفال. وُجهت الرسالة البابوية إلى رئيس المجلس المطران سانتياغو سيلفا ريتاماليس وحملت تاريخ الخامس من آب أغسطس الجاري وكتبها البابا نفسه بخط اليد ونُشرت على الموقع الإلكتروني الخاص بمجلس الأساقفة التشيليين.

شاء فرنسيس أن يعبر عن تقديره للتصريحات والمواقف والالتزامات التي أعلن عنها الأساقفة في ختام جمعيتهم العامة الاستثنائية التي التأمت من أجل التباحث في هذه الآفة وأنهت أعمالها في الثالث من الشهر الجاري. أكد البابا أنه تسلم نسخة عن الوثيقة وقرأها باهتمام ووصف القرارات التي اتخذها الأساقفة بالواقعية والملموسة، معربا عن ثقته بأنها ستقدم إسهاماً مقررا في هذا الاتجاه. هذا ثم أشاد فرنسيس بالاتحاد الذي يميز الأساقفة التشيليين متوجهاً إلى هؤلاء بالشكر على حفاظهم على هذا الرباط الذي يساهم أيضا في بناء الكنيسة.

من جانبه عبر رئيس مجلس أساقفة تشيلي عن امتنانه الكبير للبابا لافتا إلى أن الرسالة التي وجهها هذا الأخير إلى الأساقفة تشكل مصدر عزاء يساعد في السير قدما في درب الشفاء والإصلاح. وكان الأساقفة التشيليون الاثنان والثلاثون قد أصدروا وثيقة في ختام أعمال جمعيتهم العامة التي عُقدت في بونتا دي ترالكا وبدأت أعمالها في الثلاثين من تموز يوليو الجاري، وطلبوا فيها المغفرة من جميع ضحايا هذه التعديات الجنسية، وأقر الأساقفة بأنهم فشلوا في المهام الموكلة إليهم، وأعلنوا عن اتخاذ سلسلة من الإجراءات الوقائية فيما يتعلق بالعلمانيين ورجال الدين من أجل الحيلولة دون أن تتكرر هذه التعديات في المستقبل، مع العلم أن عددا من الأساقفة التشيليين قدموا استقالتهم للبابا فرنسيس خلال اللقاء الذي جمعهم به في منتصف شهر أيار مايو المنصرم في الفاتيكان.

وقال الأساقفة إنهم فشلوا لأنهم لم يستمعوا ولم يصدقوا ولم يساعدوا ضحايا هذه الخطايا الكبيرة وهذا الظلم الذي مارسه عدد من الكهنة والرهبان. وأقروا أيضا بأنهم لم يتصرفوا بسرعة إزاء هذه التجاوزات الأليمة، ولم يستخدموا سلطتهم ونفوذهم من أجل وضع حد لها، ولهذا السبب طلبوا المغفرة من الضحايا وذويهم. وأكد الأساقفة أيضا في الوثيقة أن المواقف التي اتخذوها ألحقت ضررا بالجماعة الكنسية وقضت على الرجاء لدى كثير من المؤمنين. وعبروا أيضا عن التزامهم في التوصل إلى الحقيقة وتحقيق العدالة وأكدوا استعدادهم لصرف التعويضات للضحايا، لافتين أيضا إلى أنهم سيعيدون النظر في فترات التقادم كي لا تسقط هذه الدعوات ويحول عامل الوقت دون تحقيق العدالة المرجوة ومعاقبة المذنبين.

تجدر الإشارة هنا إلى أن البابا فرنسيس كان قد استقبل الأساقفة التشيليين في الفاتيكان من الخامس عشر و حتى السابع عشر من أيار مايو الماضي وتباحث معهم في قضايا مرتبطة بمسألة التعديات الجنسية على الأطفال والقاصرين من قبل رجال الدين الكاثوليك، وتم اللقاء بعد أيام قليلة على اجتماع البابا في بيت القديسة مارتا بالفاتيكان إلى ثلاثة رجال من ضحايا التعديات الجنسية المرتكبة من قبل الكاهن التشيلي فرناندو كاراديما، ولم يصدر في أعقاب الاجتماع بيان رسمي عن الفاتيكان برغبة من البابا، كما جاء في مذكرة صدرت في السابع والعشرين من أبريل نيسان الماضي عن مدير دار الصحافة الفاتيكانية غريغ بورك.

07 أغسطس 2018, 12:04