البابا فرنسيس يحتفل بالقداس الإلهي في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان البابا فرنسيس يحتفل بالقداس الإلهي في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان   (@VaticanMedia)

البابا فرنسيس يصلّي من أجل ضحايا فيروس الكورونا وعائلاتهم

في عظته مترئسًا القداس الإلهي في كابلة بيت القديسة مرتا البابا فرنسيس يرفع صلاته على نيّة الذين يموتون بسبب فيروس الكورونا وحدهم بعيدًا عن أحبائهم ويدعو المؤمنين للتنبه ليسوع الذي يمرُّ في حياتهم

ترأس قداسة البابا فرنسيس في هذا الأحد الرابع من زمن الصوم القداس الإلهي في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان رفع خلاله الصلاة على نية ضحايا فيروس الكورونا وقال نسمع في هذه الأيام أخبارًا عن العديد من الموتى: رجال ونساء يموتون وحدهم من دون أن يودِّعوا أحباءهم. لنفكّر فيهم ولنصلِّ من أجلهم وإنما أيضًا من أجل العائلات التي لا يمكنها أن ترافق أحبائها في عبورهم هذا. وبالتالي ستكون صلاتنا الخاصة على نيّة الموتى وعائلاتهم.

وإذ توقّف في عظته عند الإنجيل الذي تقدّمه لنا الليتورجية اليوم من إنجيل القديس يوحنا والذي يخبرنا عن شفاء الرجل الذي كان أعمى منذ ولادته، حث الأب الاقدس المؤمنين على أن يسهروا لكي يتنبّهوا إلى عبور يسوع في حياتهم ويعودوا إليه وقال إن هذا المقطع من إنجيل القديس يوحنا غنيٌّ عن الشرح. إنّه إعلان ليسوع المسيح وفي الوقت عينه نوع من التعليم. أريد فقط أن أسلّط الضوء على أمرٍ واحد. هناك جملة للقديس أوغسطينوس تؤثِّر فيَّ على الدوام وهي "أخاف من مرور المسيح"، "Timeo Dominum transeuntem"، ولكن لماذا تخاف من الرب؟ - أخاف من ألا أتنبّه إلى أنّه المسيح وأتركه يمرّ ببساطة. هناك أمر واضح وهو أنّه وفي حضور يسوع تزهر مشاعر القلب الحقيقية وتظهر المواقف الحقيقية. إنها نعمة ولذلك كان القديس أوغسطينوس يخاف من أن يعبر المسيح بدون أن يتنبّه لمروره في حياته.

تابع الأب الأقدس يقول ونجد هذا الأمر واضحًا هنا: يسوع يمر ويشفي الأعمى ويسبب عثرة، ومن ثمّ يظهر الأفضل والأسوأ في الأشخاص. فالأعمى على سبيل المثال، تدهشنا حكمته وكيف يجيب، لقد كان معتادًا على السير معتمدًا على يديه ليومِّن طريقه، لقد كان يملك حاسّة الخطر ويشعر بالأمور الخطيرة التي يمكن أن تجعله يتعثّر ويسقط؛ وبالتالي كان يتحرّك ويسير كأعمى ولكن بتفكير واضح ودقيق ويتمتّع أيضًا ببعض السخريّة.

أما علماء الشريعة، تابع الحبر الأعظم يقول فكانوا يعرفون جميع الشرائع ولكنّ الأمر كان ينتهي هناك. لم يفهموا مرور الله بينهم. كانوا قساةً ومتشدّدين، متمسِّكين بعاداتهم وهذا ما يقوله يسوع عنهم أيضًا. وإن وجب عليهم أن يرتكبوا الظلم للحفاظ على هذه العادات لم يكن هذا الأمر يشكل مشكلة بالنسبة لهم لأن عاداتهم كانت تبرر ظلمهم؛ وقساوتهم هذه كانت تحملهم غالبًا على ارتكاب الظلم. وإزاء يسوع ظهرت مشاعر الانغلاق هذه التي كانت لديهم.

وختم البابا فرنسيس عظته بالقول أطلب منكم هذا الأمر فقط: أنصحكم جميعًا أن تأخذوا نصّ إنجيل اليوم، الفصل التاسع من إنجيل القديس يوحنا وتقرؤوه بهدوء في منازلكم. مرة ومرتّين لكي تفهموا جيّدًا ما يحدث عندما يمرُّ يسوع وتظهر إلى العلن جميع المشاعر، ولكي تفهموا أيضًا ما يقوله لنا القديس أوغسطينوس: أخاف من أن يعبر المسيح بدون أن أتنبّه لمروره في حياته وبدون أن أتعرّف عليه وأتوب وأعود إليه. لا تنسوا هذا الأمر إذًا: إقرؤوا هذا النص من إنجيل القديس يوحنا، مرّة ومرتين أو ثلاثة وخذوا وقتكم في التأمل به.

وفي ختام الذبيحة الإلهية وبعد أن منح البركة بالقربان المقدّس دعا البابا فرنسيس المؤمنين اليوم أيضًا ليقوموا بالمناولة الروحية رافعًا هذه الصلاة: أسجد عند قدميك يا يسوعي وأقدم لك توبة قلبي النادم الذي يغرق في ضعفه وفي حضورك المقدّس. أعبدك في سرِّ محبّتك وأرغب في قبولك في المسكن الفقير الذي يقدّمه لك قلبي. وفيما أنتظر سعادة المناولة الأسرارية، أريد ان أمتلكك بالروح. تعال إلي يا يسوعي واجعلني آتي إليك، وليشعل حبّك كياني. أنا أؤمن بك وأرجو بك وأحبّك.

22 مارس 2020, 10:25
اقرأ الكل >